أجهدت الولايات المتحدة نفسها في تحسين صورتها السيئة أمام العالم، فأرسل الرئيس جورج بوش مؤخراً مبعوثته الدبلوماسية كارين هيوز لثلاث دول شرق أوسطية، في محاولة لشرح وجهة النظر الامريكية لشعوب تلك الدول، وقبل ذلك استقراء مشاعرهم تجاه الامريكيين ومعرفة دوافع تلك المشاعر.
ومنذ ما قبل العدوان الامريكي على العراق بشهر أسست واشنطن أكبر مشروع اعلامي سياسي منذ ما يقرب من ستين عاماً، وهو قناة الحرة الفضائية، التي تستهدف عقل المشاهد العربي الذي لا يبدو ان استجابته سهلة المنال.
وقبل "الحرة" وجه الامريكيون للعرب اذاعة سوا التي ترمي لتأليف القلوب بين العرب والامريكيين، واقناع العرب بأن أغنية البوب الامريكية ليست استعماراً ولا انتهاكاً لحرمة العقول والافكار.
ولم يفهم الامريكيون ان الاسرائيليين سبقوهم الى هذه التجربة فلم يستفيدو شيئاً سوى تبديد اموالهم التي انفقوها ثم صارت حسرة عليهم، ولذلك تفاجأت المبعوثة هيوز من الكلمات التي سمعتها في القاهرة وجدة واسطنبول وأنقرة، واكتشفت ان عامين من الغزو الاعلامي كانت هباء منثورا.
****
لم تعد الاكاذيب والحيل تنطلي على العقل العربي اليوم، والمشاريع التي نجحت في السابق من مثل هيئة الاذاعة البريطانية التي تأسست عام ١٩٣٤ وصوت أميركا الذي بدأ بثه للعالم العربي في ١٩٤٢ لم تعد تكرر نجاحها في بلادنا، لان الناس الييوم أوعى من ذي قبل، ولأن تجربة الماضي لم تكد تنتهي حتى تبدأ خديعة جديدة.
صحفي فلسطيني مقيم في الاردن