إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



موت الفقراء ودبلوماسية الضباع الاسرائيلية


الأحد 16/10/2005

من الصعب القول ان العالم وقف على رجليه أمام كارثة الباكستان في زلزالها الأخيرة، "ففي نهاية الأمر"، يجري الحديث عن موت 38 الف فقير، في دولة ليست في مركز القرار ينهش فيها تخلفها ونزاعاتها الداخلية التي لا نرى حدا لها.
"في نهاية الأمر" 38 الفا، وقد يكونوا 50 الفا، ومئات الآلاف الذين فقدوا الفتات الذي كانوا يملكونه، وبرحيلهم "تحسنت" جداول الأمم المتحدة حول أوضاع الفقر في العالم، ولهذا فما حاجة العالم ان يقف على رجليه، وان يفتح خزائنه ليساعد في انقاذ الضحايا.
فلا الباكستان ولايات امريكية متحدة، ولا كشمير سواحل امريكية جنوبية، حيث مزارع بوش النفطية، كما ان الزلزال نكرة لا اسم له، أما الاعصار فاسمه كاترينا، وهناك ايضا لم ينتبهوا لمئات الفقراء الذين ماتوا كونهم سودا بغالبيتهم، ولكن عداءهم ليس للون الاسود، لانهم انظارهم تركزت في مصافي البترول الاسود هناك.
وحين وقعت فاجعة اعصار كاترينا فتحت الكثير من الخزائن الشرق اوسطية الذهبية، ووصل أحد الشيكات الى نصف مليار دولار، من دولة ليس لديها نصف مليون مواطن.
ولكن ما يلفت النظر في كلا المأساتين هو اننا تعلمنا درسا عن الدبلوماسية الاسرائيلية، "دبلوماسية الضباع" الذين يتضبعون على الجيف بحثا عن قوت يومهم.
فحين وقع اعصار كاترينا، كانت اسرائيل منشغلة في كنس مستوطناتها من قطاع غزة، تمهيدا للحصار الكبير، وكانت اسرائيل ايضا تبحث عمن يسدد لها فاتورة "الاخلاء"، التي تطفح وتطفح، لتملأ جيوب مستوطنين غزاة، عاشوا غزاة منتفعين ورحلوا كذلك.
وحين كان العالم منشغلا في مسألة كيف ان خزينة الولايات المتحدة ستمول خسائر تفوق 120 مليار دولار، كانت اسرائيل منشغلة في البحث عن اجابة على سؤال: ما إذا خسائر كاترينا ستمنع الولايات المتحدة من دفع فاتورة بقيمة ملياري دولار لاسرائيل.
وطالما ان الخزائن الذهبية، السابق ذكرها، قد فتحت فلا قلق، وفي هذا درس دبلوماسية الضباع الأول.
أما الدرس الثاني فنجده اليوم مع الباكستان، فحين وقعت كارثة فقراء الباكستان، ظهرت الصحف الاسرائيلية في اليوم التالي بأخبار هامشية، بالكاد ملأت صفحة من القطع الوسط، مقابل 14 و20 صفحة حين وقع اعصار كاترينا.
وفي الوقت كان العالم يحصي القتلى الفقراء، كانت اسرائيل منشغلة في سؤال ما إذا الباكستان ستقبل بعرض المساعدة الاسرائيلية، الذي سيكون مقدمة لاقامة علاقات دبلوماسية معها.
ضباع.


تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر