إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



فضيحة المحاكمة

الاربعاء 19/10/2005
محمد عايش- اللواء الاردنية

تتكرس لدينا القناعة يوماً بعد آخر بأن أوروبا التي كانت محط أنظار الحالمين بالحرية واحترام حقوق الانسان، لم تعد أكثر من ضحية لادارة أمريكية تراجعت ببلادها أولاً تحت لافتة "محاربة الارهاب"، وجرت معها أسطولاً من الدول الى ذات الهاوية.
لم نفهم سر الحكم القضائي الصادر بحق الصحفي تيسير علوني في اسبانيا؟ وربما هيئة المحكمة ذاتها لم تفهم أيضاً دوافع هذا الحكم، اذا كان ما نظنه صحيحاً.
ولمن لا يعرف؛ فقد رفض علوني مساومات من جهات أمريكية عليا عندما كان في أفغانستان عام ٢٠٠١، وتلقى عروضاً بـ "شيكات مفتوحة" مقابل التعاون مع تلك الجهات، والاستجابة لتلك المساومات، وبقدرة قادر تحول علوني الى "ارهابي" مطلوب للمحاكمة في بلده اسبانيا بمجرد عودته الى هناك، وبالتزامن تماماً مع رفض تلك المساومات!
نحن نشك أصلاً في وجود خلية لتنظيم القاعدة على أراضي اسبانيا، واذا كانت موجودة فعلاً فاننا نشك في أن الماثلين أمام القضاء الاسباني هم أعضاءها، وان كان بعضهم من أعضائها، فان المؤكد ان علوني لا علاقة له بها، ولا ناقة له فيها ولا جمل.. وهذا ليس دفاعاً عن زميل صحفي، وانما دفاع عن مهنة وكلمة وقلم وصوت وصورة.
وبغض النظر عن حيثيات القضية والحكم بحق علوني، فان المهم ان مثل هذه العقوبة لا يمكن ان يتعرض لها صحفي أو كاتب في أسوء دول العالم الثالث، مهما ارتكب من خطايا وموبقات وآثام، ومهما استبد أو تطرف في آرائه السياسية.
هذه المحاكمة فضيحة للنظام في أوروبا، وللقضاء الاسباني، وتهديد لمسيرة الحريات والحقوق، وقبل هذا وذاك هي تجاوز لمبادئ الثورة الفرنسية التي أسست لنظام حقوقي فريد في العالم.


تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر