لا ادري ماذا كان سيكون نقد المرحوم مارون عبود اذا قرأ مثل هذا العنوان، ثلاث كلمات بأربعة ضادات، والضاد من الاحرف الشمسية والعروبة بالعين من الحروف القمرية، وهذا ليس بالامر الوجيه:
فلا التأنيث لاسم الشمس عيب
ولا التذكير فخر للهلال
انا ارصد الفضائيات العربية الناطقة بالضاد، فها هي مثلا تنتقي من عندنا ومن الضفة والقطاع والجولان السوري المحتل المواقف والجمل والتصريحات المتطرفة المتينة، خصوصا تلك التي تنغم بالقومية المضخمة والشعارات الجبارة ذات الثورية الملتهبة كبركان فيزوف وهو يطلق شهبه النارية، وكأن هذه الفضائيات شعلة من الثورية والقومية، وتسلط الاضواء على استعمالات يستعملها البعض عندنا مثل الكيان الصهيوني، وعرب الداخل، وهتافات تدعو الى النضال بالبواريد والمدفع وصواريخ القسام وغيرها الكثير. فهل هذه الفضائيات يا ترى على مستوى اساليب وادوات الكفاح هذه!! فكيف تقف من الاحتلال الامريكي للعراق بكل جرائمه، وكيف تقف من المقاومة العراقية ضد هذا الاحتلال وعملائه!
اصغوا اليها ان استطعتم، فهي في منتهى الحياد، حياد بين شعوب تكافح ضد الاحتلال وبين المحتل، وهذه الشعوب عربية ناطقة بالضاد، فهل المطلوب من هذه الوسائل الاعلامية دلق الاخبار بهذا الحياد الخياني الرذيل!! اين اذا هذه التيارات القومية والمعارك القومية!! لماذا لا تقوم بدورها حتى بالحد الادنى في قضايا العراق وفلسطين مثلا!! كيف نقف هنا بصورة مستأسدة لصيد الشعارات الثورجية القومجية وتستنعج هناك!! في ايام احياء ذكرى شهداء هبة اكتوبر الـ 13 من الشبان، التقى وزير خارجية اسرائيل – قل الكيان الصهيوني – بـ 13 مندوبا عربيا في نيويورك في اطار اجتماعات الامم المتحدة، هو وشارون، كل شهيد عربي عندنا بوزير عربي هناك، هذا عداك عن رئيس باكستان المسلم بوساطة تركيا المسلمة، ويأتي كل ذلك قبيل حلول شهر رمضان المبارك.
وها هي الولايات المتحدة تبذل كل الجهود لتقسيم العراق وتجريد حزب الله من سلاحه ومعاقبة سوريا على دورها في جريمة مقتل الرئيس اللبناني رفيق الحريري، وهي جريمة نكراء، ولكن من وضع الولايات المتحدة حكََما!! وما شأنها؟ هذا في الوقت الذي يقول فيه جورج بوش الامبريالي بضرورة التخلص من فيدل كاسترو؟ لماذا لا يحاكم جورج بوش هذا على هذه الجرائم ايضا!! ويود جدا التخلص من شافيز، وتفهّم جدا احدى جرائم شارون بالتخلص من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات!!
وعرب الضاد اقاموا القيامة ضد دخول القوات السوفييتية الى افغانستان، واليوم لا يقيمون القيامة على الاحتلال الامريكي لنفس افغانستان.
وها هو بوش واسرائيل يستهدفون سوريا والاسد، وقد يخططون لعدوانهم من الشمال، وخاصة الشمال الشرقي حيث ذكرت العديد من الانباء عن تواجد مخابراتي عسكري في مناطق الاكراد هناك، وطبعا امريكا واسرائيل واتباعهم مصابون بنوبات قلبية دفاعا عن حقوق الاكراد، اما المواطنون العرب في اسرائيل، والمواطنون الهنود الحمر السود في امريكا فلديهم تشبّع في الحقوق. وبوش يقترح اقتراحات على الرئيس السوري لاخراجه من عزلته!! فلماذا بشار الاسد في عزلة!! وامن فضائيات نظم الضاد!! لماذا لا تهب هبة قحطانية عدنانية مضرية نزارية دفاعا عن الشقيقة سوريا!!
هؤلاء الملوك والرؤساء الانذال نصحوا صدام حسين بالاستقالة لتجنب ضربة امريكية. لكن بوش قال: حتى لو استقال صدام سندخل العراق. وهؤلاء نصحوا العقيد القذافي فقبل النصيحة، وهؤلاء ينصحون بشار الاسد ليكون طوع امريكا في سياستها الاجرامية لصالح العولمة والنظام العالمي الجديد ولصالح سياسة اسرائيل العدوانية التوسعية، وان لم ينتصح الاسد فالويل كل الويل هو وايران، واحدى التهم هي "تسلل" ارهابيين من اراضيها الى العراق، وكأن الشعب العراقي لا يستطيع ان يستبسل في الدفاع عن حريته ووطنه!! اين على الاقل هذا التضامن العربي والمقاطعة العربية والسوق العربية المشتركة والوحدة العربية وجامعة الدول العربية!!
لماذا من حق اسرائيل ان تمتلك سلاح الدمار الشامل واذا كان غير ذلك ففتشوا!! ولا يحق لايران تخصيب اليورانيوم!! لقد وضعت امريكا واسرائيل معايير خاصة للعالم كله فيما يتعلق بالعدوان والغزو والاحتلال والارهاب والعالم الحر والدمقراطية مع العلم ان اكثر عالم اجرامي هو هذا العالم الحر فهو المحتل والمعتدي والمستغِل والمستعمِر، هكذا على الاقل فلتضوضئ ضأضئ قحطان وعدنان ومضر ونزار، اما لماذا انا اكتب مثل هذا الكلام فلست ادري!!