شارون وأزماته المفتعلة
الثلاثاء 1/11/2005 اثار رئيس الحكومة الاسرائيلية، أمس الأحد، زوبعة أزمة ائتلافية، سرعان ما اسدل الستارة عليها، بعد أن اثار غبارا كبيرا من حولها، وهبّت وسائل الاعلام العالمية، لتغطي حيثيات الأزمة، واوقعت بذلك نفسها في مطب جديد، بوعي او من دون وعي، وبات على كل فرد على وجه البسيطة ان يعلم بتفاصيل ازمة شارون المفتعلة. وكل ما في هذه الأزمة، ان شارون اراد ان يضم لحكومته وزيرين من انصاره من حزب الليكود، إلا ان مجموعة المتمردين على شارون، وحزب "العمل" الشريك الاكبر، يرفضان تأييد هذا القرار، وهذا ما يفقد شارون الاغلبية في البرلمان، الكنيست، لاقرار هذا التعيين. فهدد شارون كعادته بأنه إذا لم تتم الموافقة على هذا القرار فإنه سيحل الكنيست ويتوجه الى انتخابات برلمانية، ولم يسجل في تاريخ السياسة الاسرائيلية انه تم حل الكنيست لسبب تافه كهذا، ولكن لم تمض اكثر من 24 ساعة على هذا التهديد، حتى سارع شارون للحسه وتراجع، مؤجلا الأزمة للاسبوع القادم. وباتت اثارة الأزمات الائتلافية في اسرائيل موضة العصر، ولكنها ليست موضة وانما سياسة مقصودة يتبعها شارون في السنوات الأخيرة، يهدف منها الى إشغال الرأي العام الاسرائيلي والعالمي بأزمات حكومات شارون، من اجل ابعاد اي ضغوط على حكومته للسعي قدما في العملية السياسية، ولتكتمل الصورة أكثر فإن شارون يبادر الى استفزاز الشارع الفلسطيني وجرّه لتصعيد عسكري، تستغله اسرائيل لتشن عدوانا واسعا على المناطق الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967. كما لم تكف اسرائيل بالظظهور وكأنها الدولة الواقعة تحت التهديد الدائم، وليست انها هي مصدر قلاقل وحروب في المنطقة، وللأسف تجد اسرائيل في المنطقة والعالم من يساعدها على بث هذه المزاعم. رسالة شارون للعالم واضحة تماما وتقول: "ماذا تريدون مني، هأنا انسحبت من قطاع غزة (وأي انسحاب!!) ورأيتم الصعوبات (مسرحيات المستوطنين ودموع الغزاة)، وأنا اواجه أزمة سياسية داخلية بسبب وليس هذا فحسب بل انا اواجه الارهاب الفلسطيني"، ولا حاجة لاقواس ول مصطلح الارهاب، فيكفي ان ينطق بذلك سيد الارهاب في المنطقة شارون لمعرفة المقصود. وبطبيعة الحال فإن عالم وحيد القرن الذي نعيشه يقبل بمزاعم شارون، ويرفض ممارسة اي ضغوط عليه لوقف جرائم في فلسطين المحتلة، ومن اجل التقدم في العملية السياسية.
تحضير للطباعة أرسل لصديق - |
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع
الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر
|