إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



هل انتهى الحلم الأميركي؟

الاربعاء 9/11/2005
ابراهيم غرايبة- "الغد" الاردنية

يعتقد المفكر الأميركي الشهير جيرمي ريفكين في كتابه"الحلم الأوروبي: كيف تؤدي رؤية أوروبا للمستقبل إلى حجب الحلم الأميركي" والذي صدر مؤخرا أن الحلم الأميركي فقد قوة دفعه وإيمان العالم والأميركيين أنفسهم به، وأظهرت استطلاعات للرأي أن ثلث الأميركيين لم يعودوا يؤمنون بالحلم الأميركي، ويشعرون أنهم يتعرضون لضغوط ناجمة عن ساعات العمل الطويلة، والمرتبات والأجور المنخفضة.
الحلم الأميركي برأي ريفكين خاص بأميركا فقط، وأصبح موضع سخرية بعد أن كان موضع احترام، ولم تعد الطريقة الأميركية في الحياة تلهم الكثيرين كما كانت من قبل، ولم يعد الأميركيون يدركون طبيعة أنفسهم أو طبيعة المبادئ التي تحدد مواقفهم أو طبيعة الدوافع التي وراء المواقف الشخصية والجماعية.
وفي الوقت الذي يزيد فيه الناتج المحلي الإجمالي الأميركي تتراجع مستويات المعيشة وكفاءة الخدمات المقدمة للشعب، ويستدل على ذلك من الأرقام التي تتحدث عن زيادة معدلات الفقر والجريمة في أميركا إلى جانب تزايد معدلات البدانة المرضية في أوساط الأميركيين.
وتشير دراسات حديثة إلى أن الاتحاد الأوروبي يتقدم الولايات المتحدة في عدد الخريجين في معاهد وكليات العلوم والهندسة وحجم الإنفاق على الأبحاث العامة والتنمية وعدد الشركات الجديدة.
وخصصت الدول الخمس والعشرين الأعضاء بالاتحاد الأوروبي مجتمعة 155 مليار دولار في عام 2002 للإنفاق العسكري، بينما بلغ الإنفاق العسكري الأميركي خلال العام نفسه 399 مليار دولار بفارق يبلغ 244 مليار دولار، ويرى الكثير من الخبراء الأوروبيين أن الولايات المتحدة تندفع بصورة غير مبررة نحو زيادة مخصصات الإنفاق العسكري، وإنه بالرغم من انهيار سور برلين وانتهاء الحرب الباردة مع انهيار الاتحاد السوفييتي وتفككه، إلا أن الإنفاق العسكري الأميركي لم يتراجع.
وفي الوقت الذي يفرض فيه الإرهاب العالمي قضايا أمنية جديدة لم تكن في الحسبان قبل عقد مضى، فإن الأوروبيين يرون أن أفضل تعامل مع هذه المشكلات هو من خلال مجموعة وتنفق الولايات المتحدة أموالاً أكثر بكثير مما ينفقه الاتحاد الأوروبي على مكافحة الجريمة، ففي عام 1999 ذهب أكثر من 147 مليار دولار إلى مخصصات حماية الشركات وإدارة المحاكم وصيانة السجون، وهو مبلغ يمثل 1.58% من إجمالي الناتج المحلي الأميركي في ذلك العام. ويتفوق الأوروبيون في مستويات المعيشة، ففي التعليم يتفوق التلاميذ في 12 دولة أوروبية التلاميذ الأميركيين في الرياضيات، وفي 8 دول أوروبية يتفوقون على التلاميذ الأميركيين في العلوم، كما يدخل عدد من التلاميذ البالغين في تسع دول أوروبية معاهد للتعليم العالي بمعدل أكبر من عدد نظرائهم الأميركيين.
وفي الاتحاد الأوروبي يوجد نحو 322 طبيباً لكل مئة ألف نسمة، مقابل 279 طبيباً في الولايات المتحدة. وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة 26 بين الدول الصناعية في معدل الوفيات بين المواليد الجدد، ويتفوق متوسط الأعمار في 15 دولة أوروبية على الولايات المتحدة، وتحتل الولايات المتحدة المرتبة 54، وهو المركز الأخير بين الدول الصناعية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مجال الرعاية الصحية، والولايات المتحدة وجنوب أفريقيا هما الدولتان الوحيدتان في العالم المتقدم اللتان لا تقدمان العناية الصحية لجميع شرائح المواطنين.
والفقر بين الأطفال في الولايات المتحدة يُعد من أعلى المعدلات في الدول المتقدمة، فيشمل 22% من الأطفال الأميركيين.
والشوارع الأميركية تعد أخطر الشوارع التي يمكن السير فيها، فخلال الفترة بين 1997 و1999 بلغ متوسط حالات القتل في الولايات المتحدة أربعة أضعاف أوروبا، ويوجد وراء قضبان السجون الأميركية ما يزيد على مليوني شخص أي ما يمثل نحو 25% من جميع المساجين في العالم.
ibrahim.gharaibeh@alghad.jo


تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر