إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



الاحتلال هو مصدر الارهاب

السبت 18/11/2005
محمد عايش- اللواء الاردنية

لا يختلف عاقلان على ادانة الارهاب الاعمى، والقتل العشوائي، ورفض استهداف المدنيين والابرياء من غير المقاتلين أيا كانوا وفي أي مكان بالعالم، لكن مسببات هذا الارهاب أخطر بآلاف المرات منه ذاته.
كان متوقعا أن يتحول الاحتلال الامريكي للعراق الى مصدر قلق لمن حوله، وان يهدد الامن الوطني لعدة دول من بينها الاردن، الذي يدفع في كل مرة ثمن مصائب الاخرين، كما حصل في هزيمة عام 1967 وفي حرب الخليج الثانية عام 1991.
الولايات المتحدة صدرت أزماتها الى الخارج أكثر من مرة، وفضلت تهديد الامن العالمي على تهديد أمنها الداخلي، وخاضت حروبها التي يفترض ان تكون على أرضها في بلاد أخرى، لتجعل من سكان تلك البلاد كبش فداء لتلك الحروب؛ فضلاً عن ان الحماقة السياسية الأمريكية تسببت في نشر أفكار تنظيم القاعدة وتوزيع عناصره في مختلف أنحاء العالم بدلاً من محاصرته في أفغانستان عندما قررت اسقاط نظام طالبان.
المشكلة التي يعاني منها العالم اليوم، والاردن بطبيعة الحال، ان الحرب الامريكية على الارهاب جعلت كل العالم ساحة مواجهة مفتوحة، وان الاحتلال الامريكي للعراق هو مصدر قلق لكل دول المنطقة، فلولا احتلال العراق لما عرفنا أبو مصعب الزرقاوي، ولما تمكن أصلاً من مغادرة الاردن بفضل الحدود الامنة، ولما تشكلت خلايا مسلحة في العراق تعاقب من تقرر هي أنه يستحق العقاب، وتعفو عمن تقرر انه يستحق العفو.
ولولا احتلال افغانستان، لما أصبح العالم كله مهدداً بنشاط القاعدة، وربما لما سمع ملايين البشر عن أسامة بن لادن ولا عرفوا من هو؟!
كان يجب على الولايات المتحدة في عام 2001 ان تحمي شعبها وأرضها حتى لا تتكرر الهجمات، وليس ان تعاقب العالم أجمع في سبيل تحقيق أمنها!!
تفجيرات الاربعاء الدامي مدانة، لكن المدان والمستنكر والمرفوض أكثر منها هو الاحتلال الامريكي للعراق، الذي جعل المنطقة برمتها مهددة في أمنها واستقرارها.. والاردن والاردنيون هم ضحية من ضحايا كثر لهذا الاحتلال، والمطلوب من الولايات المتحدة ان تجد حلاً.

تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر