إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



ألا أحد منكم يتذكر شخصا باسم عمرام متسناع؟

الاحد 20/11/2005
عودة بشارات- الاتحاد الحيفاوية

إنتصار عمير بيرتس اثار الارتياح في الشارع الاسرائيلي الدمقراطي. هذا اقل ما يمكن قوله. واثار الارتياح، وربما الفرح في نفوس اوساط واسعة من المواطنين العرب. وكما انه لا يمكن ان تأمر احداً بأن يفرح فلا يمكنك ان تامر احداً الا يفرح. وموضوعياً من الطبيعي ان تنشأ اجواء من الارتياح في اعقاب هذا الانتصار.
اولاً هذا الانتصار اتى في زمن الليكود الاصفر. في زمن فيه الساحة السياسية هي ملك الليكود، نتنياهو ضد شارون، شارون ضد المتمردين. الساحة السياسية في اسرائيل كانت رهينة لليمين بينما اعضاء حزب العمل كانوا في الجيبة الصغيرة لشارون. وبنظرة واسعة فإن انعدام وجود بديل للحزب الحاكم في اي نظام ينشد الدمقراطية، يعني الخطر على الدمقراطية حتى لو كانت نسبية، وهذا الخطر يطال اول ما يطال الاقلية القومية واليسار السياسي والاجتماعي.
ولذلك انتصار بيرتس بالمعنى الواسع للكلمة يعني تشكيل بديل للحكم في القضايا السياسية والاجتماعية في وضع بدا فيه حكم الليكود سرمدي.
ولذلك فالجماهير العربية لا تستطيع الا ان تستبشر خيراً بهذا الانتصار وخاصة ان شمعون بيرس، المنتصر الابدي
(في استطلاعات الرأي) كان قد تعهد بان يواصل دوره الثانوي في حكومة شارون حتى اللحظة الاخيرة في دورتها الحكومية المدمرة.
الجبهة كحركة سياسية تتعامل مع هذا الواقع المتغير بمنتهى الجدية، ترى الامكانيات الكبيرة المتاحة، وفي الوقت نفسه نرى الاخطار الكبيرة. والحديث عن الاخطار لا يأتي من باب الرغبة في تعطيل الفرحة. المطلوب الان فحص الوضع القائم وفحص امكانات عملنا. انتصار بيرتس يفتح افاقأ واسعة امام تغيير سياسي اجتماعي في اسرائيل. يجب تأكيد ذلك. نحن نريد ذلك. هذه هي مصلحتنا. ونحن ندرك ان الجبهة ليست مرشحة لتكون البديل، ونعرف ان حزب العمل هو المرشح لقيادة الحكومة. هذا الامر ندركه، وعلى هذه الخلفية نسأل اسئلة، ليست بعيدة عن الواقع، لاننا كنا في هذه المسرحية، كما يُقال: وكان ان لم يستطع عمير بيرتس ان يحظى باغلبية في الانتخابات، فماذا سيكون الوضع بعد الانتخابات، ولنضع في جعبة بيرتس كل النوايا لطيبة. انا اقول لكم، اولاً سيتم استلال السكاكين الطويل، ومعذرة ان وشيت باسماء الرفاق الاعزاء الذين سيستلون السكاكين: بيرس، بن اليعزر، رامون، دالية ايتسيك.. وعنما ينهون تصفية الحساب مع بيرتس، سنجدهم واقفين بالدور على ادراج شارون ونتياهو، من اجل منصب في حكومة.
هل اتحدث عن سيناريو خيالي؟ ام ان كل واحد منا يعرف ان هذا ما سيحدث، لان هذا حدث في 2001، وبعد ذلك في 2003، وعندما يكون هؤلاء في خدمة شارون من الصعب ان تصدق عيناك عن مدى حماسهم لتنفيذ سياسة شارون. وآنئذ سنبقى لوحدنا في الصورة، الجبهة والاحزاب العربية وميرتس، واذا تحمس العرب واليسار اكثر من اللازم لعمير بيرتس انذاك سيكون في حكومة الليكود اعضاء كنيست اكثر، وباصوات العرب واليسار، يا حيّا الله، وفي عداد المناهضين لليكود عدد اقل من اعضاء الكنيست.
في المقابل، وننتقل الان الى الجانب الايجابي، ولنفترض ان بيرتس حاز على السلطة، آنذاك وبالتأكيد لن يكون نواب الجبهة والنواب العرب العائق في طريق تشكيل حكومة معادية لليكود. بالعكس كلما كانت الجبهة اقوى كلما كان بالامكان رفع الصوت النضالي اكثر في القضايا السياسية والاجتماعية وفي قضايا المساواة.
نحن نقترح على عمير بيرتس، اذا كان حقاً يرفض سيطرة الليكود، ان يفتش عن جمهوره المسبي من قبل اليمين وشعاراته الديماغوغية. لا حاجة لاعلان حرب شوارع على الاحزاب العربية. المعركة ليست لدينا. المعركة هناك، بين ضحايا الفقر والحرب والاحتلال، في الشارع اليهودي.
على كل حال تصريح بيرتس بأنه سيضم حزب عربي للحكومة، هو تصريح ايجابي في اجواء العنصرية الخانقة التي تعيشها البلاد. وفي هذا التصريح رسالة نأمل ان تتحقق ان معركته ليست في الشارع العربي، ويظهر انه يدرك ذلك. لانه في حال كسبه بضع الاف من الاصوات اكثر من العرب، فهي لن تفيده شيئاً في الميزان العام، ولكن ببضعة الاف قد تخسر الجبهة والاحزاب العربية اكثر من كرسي كما حصل في الانتخابات السابقة، مقابل كل حماس مفرط لعمير بيرتس في الشارع العربي.
ولذلك قبل ان نطوش على شبر ماء، فبالرغم من ايجابية انتخاب بيرتس زعيماً لحزب العمل، علينا ان نحسبها جيداً لئلا نغرق باقل من شبر ماء. تذكّروا جيداً، حزب العمل ليس حزب معارضة. حزب العمل هو حزب وزارات مدراء عامين، وبطانته الحزبية تتصرف كذلك، ولذلك قبيل الانتخابات يحلف هذا الحزب اغلظ الايمان انه هو هو البديل لليكود، في اليوم التالي للانتخابات، تكون قيادته في مكتب عمل شارون تبحث عن اية وظيفة. احد منكم يتذكر شخصاً باسم عمرام متسناع؟

تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر