إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



ملاحظات اولية على انشقاق شارون


الأثنين 21/11/2005
قرر شارون، أخيرا، الانشقاق عن حزب الليكود الذي يتزعمه، ولم يسبق في تاريخ الحلبة السياسية انشقاق بهذا الصخب، من ناحية وزن الشخصية السياسية المنشقة، سوى انشقاق دافيد بن غريون، أول رئيس حكومة في اسرائيل، عن حزبه، ولكن "المفاجأة" التي يتوخاها شارون جاءت أقل وطأة، لأن الاعلام يتحدث عن هذه الخطوة منذ اشهر طويلة، لا بل ان سيناريو شارون بات بندا اساسيا في استطلاعات الرأي التي نشهدها في الأشهر الأخيرة.
من الخطورة ان يغرق البعض في أوهام ان شارون قرر الانشقاق عن حزبه اليميني لاقامة حزب أكثر اعتدالا، لأن شارون لم يتخل في أي يوم عن عقليته اليمينية الخطيرة المتطرفة، ومن منطلق هذه العقلية، وعلى اساسها، انسحب من قطاع غزة، بعد ان قرر السيطرة الكاملة على الضفة الغربية، والقضاء على أي فرصة لسلام مبني على اساس اقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
إن ما يجري اليوم على اراضي الضفة الغربية، من حركة استيطان رهيبة، ينخرط ضمن مخطط شارون، وليس تنفيذا لضغوط وهمية يتعرض لها شارون "لارضاء اليمين"، حسب ادعاء البعض، فلننظر لما يجري حول القدس المحتلة وحتى مستوطنة معاليه ادوميم، ومخطط بتر الضفة الغربية
الى ثلاثة او اربعة اقسام غير مترابطة، من خلال "مخطط الاصابع"، وغيرها الكثير من المخططات.
في الايام المقبلة سنتعرف على قائمة شارون الانتخابية، وإذا ما ستضم، مثلا، الشخصية السياسية الأخطر في اسرائيل، شمعون بيرس، ولكن ايا تكن هذه القائمة، فإن التجربة السياسية علمت ان الانشقاقات لا تحقق لاصحابها الأهداف المرجوة، ففي حالة شارون وبعد ان ننظر الى قائمته، علينا ان ننظر مَن مِن المقربين له اختار البقاء في الليكود وعدم الانجرار له، وهذا يؤثر ايضا.
بطبيعة الحال لا يمكن الاستهانة كليا بخطوة شارون، فهي ايضا تعبير عن الأزمة السياسية والفكرية التي تعيشها اسرائيل، ومن ناحيتنا فهي خطوة انشقاقية في معسكر اليمين، وكل تصدع في هذا المعسكر، مهما كان حجمه، يساهم في طرح اسئلة جدية امام الرأي العام الاسرائيلي، الذي يسعى حكام اسرائيل ابقاء غشاوة على عينيه تمنعه من رؤية الحقيقة.
من المهم جدا ان نتيقن من حقيقة ان شارون يبقى شارون، وإذا هناك من اختار الانضمام الى فرقة قارعي الطبول الزاعمين بقرب الفرج، ان ينتظر لحظة ولحظات، فالفرج حاليا ليس قادم، وهذه ليس دعوة لليأس، على العكس فالتفاؤل هو اساس النجاح، ولكن المطلوب تفاؤلا واقعيا، ليس مبنيا على اوهام شارون بيرس.

تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر