انهيار امبراطورية الاخلاقالثلاثاء 22/11/2005 محمد عايش- اللواء الاردنية
لم نكن بحاجة لفضيحة جديدة من طراز "معتقل الجادرية" التي تفجرت مؤخرا في العراق، ولسنا بحاجة أيضاً الى التذكير بفضائح الاحتلال الامريكي وأعوانه في العراق، لنقول ان امبراطورية الاخلاق الاسطورية التي بنتها الولايات المتحدة لنفسها من خلال الترويج الاعلامي، قد سقطت وتهاوت. خلال الاسبوع الماضي تسربت فضيحة معتقل "الجادرية" التابع لوزارة الداخلية العراقية، وهي من ذات نوع جرائم "أبو غريب" التي اقترفها الامريكيون بأيديهم، وربما بدأ الاخرون يتعلمون منهم. وخلال الاسبوع ذاته، اعترف الامريكيون انهم استخدموا الفوسفور المحرم في قتل المدنيين والمسلحين على حد سواء في الفلوجة، وانشغلت الصحافة الامريكية والبريطانية بالاراء المتفاوتة بين تبرير الفسفور وتحريمه، وكأن القتل الجماعي للبشر- اذا كانوا عراقيين- أمراً مثار جدال ونقاش.. بينما لا يجرؤ كاتب واحد في العالم على مناقشة تجريم القتل اذا كان المقتول أمريكياً! الولايات المتحدة التي ينص دستورها ووثيقة اعلان استقلالها على أن: الحياة، والكلام، والبحث عن السعادة؛ ثلاث حقوق أساسية للانسان، لا يجوز مصادرتها ولا المس بها، هي ذاتها التي اقترفت جرائم أبو غريب، وهي أيضاً التي ترعى الانتهاكات في السجون العراقية، وهي التي استخدمت الفسفور الابيض في قتل العراقيين حرقاً بالفلوجة. وامبراطورية الاخلاق هذه، هي أيضاً التي تدعم الاحتلال الاسرائيلي الذي يخرق التهدئة يومياً، ويسفك دماء الفلسطينيين، وينتهك حرماتهم، ويعتقل أبناءهم، ويقطع أوصال أراضيهم، ويقتل من يشاء بالطريقة التي يشاء دون أي ادانة!. والاهم من ذلك كله، ان الولايات المتحدة أيضاً هي التي ترعى أنظمة الاستبداد والارهاب في العالم؛ فهي حليفة الانظمة التي تزور الانتخابات في عين النهار، وهي حليفة "قوات مكافحة الشغب" اينما كانت التي تنقض على الشعوب كانقضاضة الكلب على فريسته، وهي أيضاً تدعم أنظمة عربية يموت الصحفيون والكتاب والمعارضون في سجونها اما تحت التعذيب أو مضربين عن الطعام، ونتفاجأ بأن تلك الانظمة من الدول المفضلة أمريكياً في مجال حقوق الانسان!! *** قبل أيام قليلة نشرت عدة صحف عربية وأجنبية مقالاً للرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر، اعترف فيه بأن المبادئ الاساسية للاتحاد الامريكي أصبحت مهددة في ظل الادارة الامريكية الحالية، ودعا العقلاء في هذه الادارة للعودة الى المسار الصحيح.. وربما يجد كارتر من يسمع النصيحة، والارجح أنه لن يجد، لكن النتيجة أن هذه الامبراطورية الاخلاقية تتهاوى، أو ربما سقطت وانتهت.
تحضير للطباعة أرسل لصديق - |
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع
الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر
|