إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



فضيحة أمريكية جديدة

الاربعاء 30/11/2005
محمد عايش- اللواء الاردنية

تحدثنا ألف مرة عن انحدار وانحطاط وتدهور الأخلاق الأمريكية، والمبادئ التي قامت عليها الولايات المتحدة، وقلنا أن أمركيا ليست بحاجة لمزيد من الفضائح والاشارات السود في تاريخها لكي نقتنع ونقنع من حولنا بأنها تدعي ما لا تفعل، وتريد أن تصدر الينا ما لا تملكه أصلاً من حقوق الانسان والحريات العامة.
مخطط بوش لقصف قناة الجزيرة، هو آخر ما تسرب من فضائح الانتهكات الامريكية والاعتداء على حريات البشر وحقوقهم؛ فالولايات المتحدة لا ترغب باعلام شفاف وحر ينقل ما يجري في العراق أو فلسطين أو أفغانستان من غير زيادة أو نقصان.
ولمن لا يتذكر، ففي نيسان 2004، أي عندما طرح بوش على حليفه بلير الخطة، كان الجيش الامريكي يشن عدواناً واسعاً على مدينة الفلوجة، وكانت الجزيرة وحدها التي تمكنت من التسلل الى هناك، ورغم انها نقلت 10% مما شاهدت، وشاهدت 10% مما حدث فعلاً، الا أن الشيء اليسير الذي سربته الجزيرة من هناك كان محط سخط وغضب أمريكي!
الولايات المتحدة التي ترعى الحريات الشخصية وحقوق الانسان في العالم، والتي جاءت الى العراق لحمايتها، هي ذاتها التي تمنع الاعلاميين والصحفيين من ممارسة عملهم، والاهم من ذلك أنها فرضت منذ دخولها العراق نظاماً فريداً في العالم، لم تعرفه حتى أكثر دول العالم الثالث تخلفاً، ويتمثل هذا النظام في أن كل صحفي يرغب في العمل بالعراق عليه الحصول على ترخيص من وزارة الدفاع (البنتاغون)، وعندما يتوجه الاعلامي الى البنتاغون لترتيب أمور السفر الى العراق يفاجأ بالطلب منه التوقيع على تعهد بالالتزام بالأوامر العسكرية التي تملى عليه، وفضلا عن ذلك كله فلا يجوز له مغادرة الفرقة العسكرية التي يتم الحاقه بها.. وتتذرع واشنطن بذلك أنها تريد حماية الصحفيين من اطلاق النار، والحقيقة أنها تريد حماية نفسها من أقلامهم وألسنتهم وكاميراتهم!
خلاصة الامر، أن الصحفيين الاجانب في العراق تحولوا في النهاية الى مكتب اعلامي للبنتاغون يتلقى البيانات من المنطقة الخضراء، وأي معلومات أخرى عبر قيادة الجيش.. وكل من يخالف فان مصيره كمصير الشهيد الشاهد طارق أيوب، والاسير الحر تيسير علوني، وقناة الجزيرة التي كادت أن تختفي بفعل قنابل بوش!
فهل من نظام قمعي أكثر من هذا الذي نتحدث عنه؟!!

تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر