إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



حاييم رامون المتقلب دوما بحثا عن كرسي مخملي

الثلاثاء 29/11/2005
برهوم جرايسي- المشهد الاسرائيلي

كثيرة هي الاسماء السياسية والعسكرية والأمنية البارزة التي التجأت الى حزب اريئيل شارون الجديد، ولكل منها موقعها وتميزها، ومن بينها النائب "العمالي" حاييم رامون، الذي انتقل دفعة واحدة الى الحزب الجديد، وهي خطوة غير مفاجئة، وجرى الحديث عنها طوال الاشهر السابقة.
ولكن رامون هو من الوجوه المألوفة على الساحة الفلسطينية، وفي أطر السلام الاسرائيلية، وكان من مجموعة الحمائم في حزب "العمل" لسنوات طويلة، ولكنه في السنوات الأخيرة أكثر من القفز بين المنابر والمواقع السياسية المختلفة، بحثا عن المنصب الأرقى بالنسبة له، ولم تقف المواقف السياسية عائقا امامه في هذه التنقلات، طالما انه يسعى الى المناصب.
ونستعرض هنا أبرز المحطات الاساسية في مسيرة هذه الشخصية السياسية، التي سيكون شارون بحاجة لأن يضعها في واجهة ومركز العمل السياسي لأي حكومة يشكلها مستقبلا.
دخل رامون الكنيست الاسرائيلي (البرلمان) لأول مرّة في العام 1981، حين كان ابن 31 عاما، وهو من نشيطي حزب "العمل"، بتسمياته المختلفة على مر السنين، ويعتبر من "مواليد الحزب"، ولا يزال عضوا في الكنيست حتى اليوم، في النصف الثاني من سنوات الثمانين، في ظل الانتفاضة الفلسطينية الشعبية، شكل رامون مع خمسة من زملائه في حزب "العمل"، ومن بينهم يوسي بيلين وعمير بيرتس، مجموعة "الستة" التي تحولت في مطلع سنوات التسعين من القرن الى الماضي الى مجموعة "الثمانية"، وهي مجموعة حمائمية، بحثت عن قنوات اتصال مع الفلسطينيين، وبالاساس في الضفة الغربية، ولكنها ذهبت أيضا للخارج، وغالبية اعضاء هذه المجموعة نشطت أيضا في حركة السلام الآن.
ومع تسلم الحزب بزعامة يتسحاق رابين الحكم في العام 1992، سطع نجم رامون أكثر، الذي تسلم حقيبة الصحة، وبلور قانون الصحة العام الذي في صلبه خصخصة الجهاز.
في العام 1994 قاد مع زميله عمير بيرتس معركة في داخل مؤسسات الحزب ضد قيادة اتحاد النقابات العامة، "الهستدروت"، وهي قيادة من حزبه، حولت الهستدروت على مدى عشرات السنوات الى مرتع حزبي يعم فيه الفساد، وتمرد رامون وبيرتس على قيادة الحزب وشكلا قائمة منفصلة في الانتخابات للهستدروت في ذلك العام، ونجحت في تحقيق فوز جارف اطاح بالقيادة التقليدية للهستدروت، وبعدها عوقب رامون بطرده من صفوف الحزب، الذي عاد عليه غداة اغتيال رابين، وتنازل عن رئاسته للهستدروت وسلمها لعمير بيرتس، وعاد رامون وزيرا للداخلية في حكومة شمعون بيرس، لستة اشهر.
ونافس رامون مرة واحدة في العام 1997 على زعامة الحزب بعد استقالة شمعون بيرس، وخسر الانتخابات بحصوله على نسبة ضئيلة، وحاول رامون مرارا المنافسة على رئاسة الحزب إلا انه كان يتراجع بعد أن تيقن من ان الجهاز القديم في الحزب سيعاقبه على ما فعله بهم في الهستدروت.
وتولى رامون في حكومة أيهود براك في العام 1999 منصب وزير من دون حقيبة، ثم تسلم حقيبة الداخلية في الاشهر الأخيرة لهذه الحكومة.
بعد انتخابات رئاسة الحكومة في العام 2001 التي هزم فيها شارون براك ووصل الى الحكم، بدأ رامون يتخذ خطا سياسيا بعيدا عما كان يتبناه، واصبح اقرب الى الوسط الصهيوني، بعد ان كان محسوبا طيلة سنوات على اليسار الصهيوني.
وبعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في مطلع العام 2003، حاول رامون كثيرا ضم حزبه الى حكومة شارون، إلى أن نجح بذلك في مطلع العام 2005، وحظي بمنصب وزير في ديوان رئاسة الحكومة، وخلال فترة بقاء الحزب في الحكومة تبنى رامون المواقف السياسية التي يطلقها شارون من دون أي تحفظ، وكان الشارح الأكبر لمواقف شارون وسياسته، خاصة في مجال الاستيطان والعمليات العدوانية ضد الفلسطينيين.
لم تتفاجأ الحلبة السياسية من انتقال رامون الى صفوف حزب شارون، ويعتقد مراقبون انه ما كان رامون يقدم على هذه الخطوة لو لم يحصل على ضمانات تتعلق بمستقبله السياسي.

تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر