نتيجة غبية لاستطلاع أمريكيالاربعاء- 7/12/2005 محمد عايش- اللواء الاردنية
خلاصة الاستطلاع الذي نشر في واشنطن هذا الاسبوع وجرى في ست دول عربية، من بينها الاردن، أن العرب يكرهون الولايات المتحدة، وأن صورتها في أذهان الشعوب العربية وصلت الى ما تحت الحضيض، وهذه نتيجة ساذجة جداً وغبية، لأن الوصول الى هذه النتيجة لا يحتاج الى استطلاعات أو أبحاث أو دراسات، وباحثو السياسة يعرفون جيداً أن هناك فرضيات يقابلها المسلَّمات التي يخطئ من يسأل عنها هل كان القائمون على الاستطلاع في جامعة ماريلاند الامريكية ومؤسسة زغبي العالمية يتوقعون أن الجماهير العربية التي تنظر الى مشاهد القتل اليومية في العراق، وتسمع مصائب آلاف الهاربين من هناك سيحبون أمريكا؟ هل كان معدو الاستطلاع يتوقعون أو يأملون أن يصادفوا فلسطينياً ينتظر العودة الى بلده منذ 58 عاماً فقد خلالها بيته وأرضه وعدداً من أبناء عائلته بفعل الاحتلال المدعوم علناً من واشنطن.. ويحب رغم ذلك الاميركيين وخططهم لللاصلاح في المنطقة العربية؟ هل توقعوا أن يجدوا فلسطينياً يحمل صورة محمد الدرة، أو عراقياً توفي ابنه تحت الحصار، أو عربياً أمضى في سجون بلاده السرية المدعومة من واشنطن أكثر مما أمضى خارجها.. ويحبهم؟ هل كانوا بحاجة لاستطلاع رأي حتى يعرفوا أن المخيمات الفلسطينية وآلاف اللاجئين في الاردن ومصر ولبنان وسوريا ودول الخليج هم شواهد معشعشة في أذهان شعوب هذه الدول على الانحياز الامريكي لاسرائيل؟ ولماذا لم يسألوا السفارات الامريكية في العالم العربي عن أسباب تحصينها بآخر ما توصلت له النظريات الامنية والعسكرية من وسائل وأساليب الحماية؟
***
العرب يعتقدون أن الولايات المتحدة هي مصدر الارهاب في العالم، وأن سياساتها هي التي جرت الويلات عليهم، فهي التي تدعم اسرائيل، وهي التي احتلت العراق وأفغانستان، وهي التي تحتجز العرب والمسلمين في معسكرات اعتقال بغوانتانامو أقل ما يقال عنها أنها أسوأ من زنازين المخابرات العربية، وهي أيضاً التي تسببت بارتفاع أسعار النفط وتهديد حياة الفقراء في العالم، وهي -بسياساتها- صنعت تهديداً أمنياً لكل العالم بعد أن فرقت ارهابيين ومسلحين في أماكن بعضها معروف وأغلبها غير معروف. والاجدر بجامعة ماريلاند الامريكية ومؤسسة زغبي العالمية، وغيرهما من دوائر الابحاث ومراكز الدراسات الامريكية أن تبحث في كيفية تغيير صورة الولايات المتحدة في أذهان شعوب العالم المقهور، وليس أن تستكشف اذا كانت هذه الشعوب تحبهم أم تكرههم.
تحضير للطباعة أرسل لصديق - |
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع
الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر
|