الأولويات الأميركية في السنوات الخمس القادمةالأربعاء 14/12/2005 إبراهيم غرايبة - "الغد" الاردنية
يعرض ديفيد روثكوف في كتابه "مجلس إدارة العالم" نتائج دراسات مسحية واستقصائية لاستكشاف أولويات الولايات المتحدة الأمريكية القادمة بالنسبة لأقطار العالم.
وكانت نتائج الدراسات أنه على مدى السنوات الخمس القادمة فإن الدول الخمس والعشرين ذات الأولوية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية تأتي في مقدمتها الصين، ثم حسب الترتب: روسيا، إيران، اليابان، بريطانيا، الهند، باكستان، الاتحاد الأوروبي، السعودية، فرنسا، كندا، العراق، وتشغل إسرائيل المرتبة 16 في هذه القائمة، وتأتي مصر في المرتبة 24 وإندونيسيا في المرتبة 25.
وعلى مدى السنوات العشرين القادمة فإن درجات القائمة التي تضم الأقطار الخمسة والعشرين ذات الأولوية لم تتغير، ولكن هبطت إيران إلى المرتبة السابعة لتحل محلها الهند (في المرتبة الثالثة) وصعدت السعودية في درجة الاهتمام لتشغل رقم 6 كما صعدت مصر من رقم 24 إلى رقم 12. وهبطت إسرائيل من الدرجة 16 إلى الدرجة 18.
أما قائمة حلفاء الولايات المتحدة في السنوات العشرين القادمة فتظل الصين على رأس هؤلاء الحلفاء، فيما تظل اندونيسيا في أدنى القائمة، ويلي الصين مباشرة بريطانيا، وتنتقل إيران في قائمة الحلفاء– الأصدقاء المحتملين لأميركا إلى رقم 23 كما تهبط مصر أيضا إلى رقم 17.
وأما خصوم الولايات المتحدة وأعداؤها المحتملون خلال السنوات الخمس القادمة فإن الصين أيضا تحتل المرتبة الأولى، وتبقى كذلك خلال العشرين سنة المقبلة، فهي الصين العدو المحتمل رقم 1 والصديق المحتمل رقم ا أيضا، أي أن الصين سوف تظل شأنا خطيراً، وتبقى هاجساً تتراوح رؤيته بالنسبة لأميركا بين حلم مرتقب أو كابوس شديد الإزعاج.
لكن عدو أميركا رقم 2 مباشرة خلال السنوات الخمس المقبلة هو إيران حسب الدراسات بالطبع، ثم روسيا وتليها كوريا الشمالية وباكستان، ثم العربية السعودية (رقم 6) وبعدها العراق (رقم 7)، وتأتي سورية في المرتبة رقم 10، ثم يأتي الاتحاد الأوروبي في المرتبة رقم 14، وتسبقه كل من فنزويلا والبرازيل وكوبا وفرنسا، وتأتي إسرائيل خصما مناوئا لأميركا ولو في إطار احتمال بعيد (رقم 23).
وفي السنوات العشرين القادمة فإن احتمالات الخصومة أو العداء مع الولايات المتحدة تتمثل في جدول يضم العشرة الأوائل، حسب الترتيب: الصين، روسيا، باكستان، السعودية، إيران، الهند، اليابان، الاتحاد الأوروبي، اندونيسيا ثم سورية.
وفي مقابلة للمؤلف مع "كوندوليزا رايس" منظرة السياسة الأميركية الحالية فإنها تلخص هذه السياسة والأولويات بالقول "إن دور أميركا في الحقبة الجديدة من حياة العالم هو أن تقود المسيرة نحو الديمقراطية والحرية في طول الدنيا وعرضها، أولا لأن هذا أمر صائب في حد ذاته، وثانيا لأنه يؤدي إلى خدمة وتحقيق "مصالحنا القومية" من خلال التوصل إلى عالم أكثر أمنا وأرسخ استقرارا ومن شأنه بالتالي أن يكون أكثر تعاطفا أو تفهما للمصالح والآراء الأميركية."
وفي الشرق الأوسط – تقول رايس– "إن القيم الديمقراطية في الشرق الأوسط لا يمكن فصلها إطلاقاً عن الأمن والاستقرار، ليس معنى هذا أن هذا البلد أو ذاك سيتحول إلى ديمقراطية توماس جيفرسون خلال السنوات العشر القادمة، ولكن الولايات المتحدة سوف تستخدم قوتها وجبروتها لأجل تحقيق الديمقراطية".
بالطبع، فإن القارئ يستطيع أن يصدق الدراسات وأقوال رايس ويستطيع أن يكذبها ويدحضها. لكنها على أية حال تمثل الرؤية والاتجاهات الأميركية القائمة اليوم، وهي حالة تكشف عن تأثير المصالح والأيدولوجيا وتفاعلهما معا في صياغة رسالة ورؤية يعتقد بها المتدينون الأميركيون الجدد وعلى رأسهم رايس، التي يرى كثير من الخبراء أنها تصوغ أفكار واتجاهات الرئيس بوش الابن.
تحضير للطباعة أرسل لصديق - |
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع
الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر
|