دلّ استطلاع لصحيفة "يديعوت احرنوت" على ان رئيس الحكومة اريئيل شارون نجح في اعادة طرح اولويات أجندته السياسية على الحملة الانتخابية، بعد ان توهّم المحللون الاسرائيليون بأن انتخاب رئيس اتحاد النقابات الاسرائيلية، الهستدروت، عمير بيرتس زعيما لحزب "العمل" طرح بقوة القضية الاقتصادية الاجتماعية، ورغم الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الشارع الاسرائيلي إلا انه عاد يعطي اولوية للقائد الذي له افضلية في القيادة الأمنية من وجهة نظرهم، رغم ان استطلاع آخر يعطي للقضية الاقتصادية الاجتماعية وزنا اكبر من حيث اهتمام الجمهور.
فقد اعتبر 40% من الذين شملهم الاستطلاع ان شارون أكثر صدقا من غيره، وحصل بيرتس في نفس السؤال على نتيجة 22% ونتنياهو 18%.
وفي رد على سؤال من هو القادر على حماية امن اسرائيل، حصل شارون على نتيجة 53% وبيرتس على 5% ونتنياهو على 21%، وقال 48% ان شارون قادر على محاربة ما تصفه اسرائيل بـ "الارهاب"، وهنا حصل بيرتس مرّة أخرى على نتيجة 5%، ونتنياهو على 26%، ويعتقد 43% من الجمهور/ حسب الاستطلاع ان شارون بامكانه الحفاظ على أمن المواطنين، وحصل بيرتس على 12% ونتنياهو على 16%.
وتنقلب هذه المعطيات حين يكون السؤال حول من يهتم بالمواطن العادي في قضاياه اليومية الحياتية، فقد كان بيرتس اولا بحصوله على 25% وشارون 16% ونتنياهو على 13%، وحين يكون السؤال حول من الذي يتهم اكثر بالقضايا الاقتصادية الاجتماعية فإن بيرتس يحصل على 44% مقابل 22% لشارون و16% لنتنياهو، وعلى الرغم من هذا، وهنا يبرز تناقض غير مفهوم، فإن الجمهور يعطي نتنياهو 38% كالافضل في ادارة الاقتصاد، و24% لبيرتس و18% لشارون، رغم ان سياسة نتنياهو الاقتصادية هي التي قادت للاوضاع الاقتصادية الاجتماعية السيئة في السنوات الأخيرة.
كما ان بيرتس يحظى بثقة الجمهور من حيث نزاهة الحكم، فقد اعتبر 25% من المستطلعين ان بيرتس قادر اكثر على محاربة الفساد، بينما شارون حصل على 16% ونتنياهو على 11%، ويحظى بيرتس بثقة الجمهور من حيث الاستقامة، ففي رد على سؤال من هو الأقل استقامة فقد حصل نتنياهو على نسبة 40%، وشارون على 25% وبيرتس على 13%.
ولكن الجمهور في المحصلة يمنح الحكم لشارون، فقد اعتبر 66% من الذين شملهم الاستطلاع ان شارون هو الافضل من حيث قدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة وصموده امام الضغوط، بينما حصل نتنياهو على 16% وبيرتس على 7%، ورغم ذلك فإن 72% من الجمهور يعتبر ان عمير بيرتس قادر على تولي رئاسة الحكومة.
تبرز في هذا الاستطلاع سلسلة من التناقضات، التي تتأثر مباشرة من الاعلام الاسرائيلي بحضوره القوي في حياة اسرائيل اليومية، الذي يصور شارون على انه القائد العسكري نتنياهو القائد الاقتصادي وبيرتس القائد الاجتماعي.