إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



شارون رجل العواصف حتى لحظاته الأخيرة


الجمعة 6/1/2006
برهوم جرايسي

 تؤكد مصادر طبية اسرائيلية ان فرص رئيس الحكومة الاسرائيلية اريئيل شارون، في البقاء على قيد الحياة أطول ضئيلة للغاية، وفي هذه الساعات المصيرية لحياته، يكون شارون قد وصل الى محطته الأخيرة، بالشكل نفسه الذي وقف فيه في مختلف محطات حياته المركزية، العسكرية منها والسياسية، فأينما كان يحط كان يحدث عاصفة واثارة، وفي ما يلي بعض من ابرز محطات حياة "رجل العواصف" اريئيل شارون.
*ظهر اريئيل شارون على الساحة السياسية الاسرائيلية، مع بدايات اسرائيل في مطلع سنوات الخمسين من القرن الماضي، فعرف عنه الضابط العسكري المتطرف، الذي شد الحبال طوال الوقت الى المواجهة، وقد اجمع الكثير ممن تابعوا سيرة حياة شارون، انه حين كان ضابطا في الجيش كان يخطط لعمليات اجرامية، وفي كثير من الاحيان كان المسؤولون عنه يرفضون مخططاته، بدعوى انها تجر اسرائيل الى مواجهات ليست معنية بها في تلك الفترة، فكان يخرج من الجلسات غاضبا، ويجر فرقته العسكرية لتنفيذ ما اراده، ومن بينها الكثير من العمليات الدموية الاجرامية.
*في تلك السنوات اقام شارون واحدة من اكثر الوحدات العسكرية الاسرائيلية شراسة، الفرقة 101، التي ارتكبت الكثير من المجازر، ومن ابرزها في العام 1953، مجزرة قبية، التي تم فيها ذبح قرابة 70 فلسطينيا.
*ظلّ شارون ينتظر لسنوات حصوله على رتبة لواء (جنرال)، وواجه رفضا من عدد من كبار ضباط الجيش الاسرائيلي، الى ان تولى رئاسة الاركان في العام 1964، يتسحاق رابين، الذي اصبح لاحقا (في سنوات السبعين) رئيسا للحكومة، وشارك شارون في عدوان حزيران (يونيو) في العام 1967، وكان قائدا لمنطقة الشمال.
*في اوائل العام 1973 خلع شارون البزة العسكرية، ولم تمض أشهر قليلة حتى طُلب منه مجددا ارتدائها كلواء احتياط، للمشاركة في حرب اكتوبر 1973.
وفي اليوم الأخير من العام 1973 شارك في الانتخابات البرلمانية على رأس حزب صغير شكله لنفسه وحصل على مقعدين، وبعد الانتخابات عمل على توسيع الائتلاف من حول اكبر احزاب اليمين، "حيروت"، ليضم له احزابا صغيرة، ويصبح اسم حزب "الليكود"، ومهدت اقامة الليكود وصوله للسلطة لأول مرّة في العام 1977.
*في العام 1977 اصبح شارون وزيرا للزراعة في اول حكومة لليكود.
*في العام 1981 تولى حقيبة وزارة الأمن (الدفاع) في ثاني حكومة يشكلها الليكود، فانتهز شارون توليه هذا المنصب ليواصل ممارسة ما كان يمارسه في سنوات عسكريته الأولى، ولكن في هذه المرّة على مستوى الدولة كلها، فقاد اسرائيل الى عدوان حربي على لبنان، وكذب شارون حينما ابلغ رئيس الحكومة مناحيم بيغن، انه يدخل لعملية لمدة 48 ساعة للقضاء على المقاومة الفلسطينية، فقد مكث جيش الاحتلال في مختلف انحاء لبنان لفترة عامين، لينسحب في العام 1984 الى الجنوب ويبقى فيه محتلا 16 عاما اضافيا، وبعد ثلاثة اشهر من العدوان ارتكب شارون مجزرة صبرا وشاتيلا الرهيبة.
*في العام 1984 امرت لجنة "كاهان" الرسمية للتحقيق في عدوان لبنان، بعدم اسناد أي حقيبة ذات طابع امني لشارون، وحملته مسؤوليات كثيرة في تلك الحرب.
*على الصعيد الحزبي، وبعد غياب بيغن عن رئاسة الحكومة، بعد ان اصيب بحالة من الاحباط، نقل شارون عدوانيته ومشاغباته الى الساحة الحزبية، فكان على رأس تكتل عنيف في داخل حزب الليكود، مناهض لرئيس الحزب يتسحاق شمير، واستمرت مضايقات شارون لشمير حتى العام 1992.
*في العام 1993 وبعد ان وقعت حكومة يتسحاق رابين على اتفاقيات اوسلو تزعم شارون اليمين الاسرائيلي المتطرف في معارضته للاتفاقيات، ولكن شارون لم يعتمد على الخطابة والمظاهرات فقط، بل حرّض ودعم وقاد حملات الاستيطان في جميع انحاء الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان، وعمل على اقامة مجموعات استيطانية متطرفة ، اعتبرته طوال الوقت زعيما لها، فنشاط شارون الاستيطاني بدأ منذ سنوات السبعين الاولى، واشتد في اعوام التسعين.
*انقض شارون على زعامة الليكود بعد هزيمته في العام 1999، حين كان رئيسه بنيامين نتنياهو.
*في ايلول (سبتمبر) من العام 2000، قرر اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، مع علمه المسبق ان هذه "الزيارة" ستفجر الوضع الحساس مع الفلسطينيين، وهو سعى الى هذا التفجير، غذ رفض توجهات رئيس الحكومة، في حينه، أيهود براك، بعدم زيارة الاقصى، وايضا تجاهل تحذيرات اجهزة المخابرات العامة، "الشاباك".
*وما كان وصول شارون الى رئاسة الحكومة في شباط (فبراير) من العام 2001، سوى عملية انقضاض أخرى، بعد تهاوت حكومة براك، على وقع العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، الذي هدف الى قمع نشاطاته الاحتجاجية على زيارة شارون الدنسة الى الأقصى.
*كانت سنوات حكومة شارون الاربع المنتهية في هذه الايام مليئة بالعواصف على شكل رئيسها، ولم يمر شهر واحد من دون ازمة سياسية او ائتلافية، ووصلت ذروتها في عملية اخلاء مستوطنات قطاع غزة، التي ارادها شارون غطاء لاستكمال سيطرته المطلقة على الضفة الغربية.
*قبل 47 يوما، اعلن شارون انشقاقه عن الحزب الذي أسسه وتزعمه، الليكود، ليحدث عاصفة هوريكانية في الخارطة السياسية في اسرائيل، ويشكل حزب "كديما" الذي اقامه لنفسه، فتنبأت له استطلاعات الرأي حتى الاسبوع الماضي ان يكون القوة الأولى، ففرقع الخارطة السياسية.
*وفي مساء الاربعاء، على الرغم من موسم "الشتاء الصيفي" الذي يعيشه الشرق الاوسط، إلا انه لم يكن بامكانه سوى ان يرحل، عن الحلبة السياسية او كليا، بعاصفة لا اقل.

تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر