إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



حريتي ليست فوضاي

الجمعة 6/1/2006
فؤاد ابو حجلة- الحياة الجديدة

المشهد مؤذ للعين وللعقل وللروح، وهذا السلاح الذي نراه على الشاشة كان بعضه غائبا عن معارك التصدي للاجتياحات، ونظنه سلاح الاستعراضات التي تحولت إلى نكتة.
رفح التي تصدت للاجتياح اليومي لا تستحق ما يجري لها وفيها، والناس الطيبون الذين رضوا بعذابهم وتعبهم وجوعهم حتى لا يخسروا كرامتهم لا يستحقون الاستهتار بأرواحهم وبحقهم في الطمأنينة في بيوتهم وشوارعهم بعد انسحاب الاحتلال أو ابتعاد دباباته عن عتبات البيوت.
ثم، من قال إن الفوضى حالة ثورية؟ وما الذي يبرر الاستقواء على السلطة بهذه الطريقة الفجة؟ بل ما الذي يبرر خطف مواطنين أوروبيين جاؤوا إلى البلاد متضامنين معنا حتى ضد حكوماتهم؟
السؤال الأهم: من يأخذ قرار الفوضى؟ وكيف يمون على كل هؤلاء الشباب؟ وهل هناك قادة تاريخيون لم نسمع بهم بعد؟ وهل هناك حرب يجب أن تخاض ضد السلطة الوطنية من أجل التمهيد لمعركة التحرير الكبرى التي ستأخذنا إلى الأندلس بعد فلسطين والأحواز والاسكندرون، وربما نشمل ببركاتنا أيضا بلاد التبت ومزارع الكاكاو في افريقيا!
إنها الفوضى المشرعة على الخراب، وهي الحالة التي كنا اقتربنا من شطبها تماما في صمود شعبنا الأسطوري أمام العدو المنظم.
وهي الفوضى التي لا يمكن أن تؤدي إلى الحرية، لأن الصمود يحتاج برنامجا نضاليا سياسيا وعسكريا، ولأن المقاومة تحتاج خططا راشدة، ولأن حياة الناس ليست رخيصة.
مضى زمن كنا فيه نسخر من الصومال ومن هايتي وحتى من البصرة، وها نحن نستحضر التجارب السيئة وننفخ فيها حياة شيطانية في رفح ومناطق أخرى في القطاع، وكأننا نريد أن نؤكد للعالم أننا لا نستحق دولة، لأننا لا نعرف كيف نحكمها، ولا نعرف كيف نعيش فيها.
الذين تستهويهم الفوضى يجب أن يتذكروا أنهم ضحايا لهم، مثلم مثل المخطوفين، ومثل المحاصرين في بيوتهم خوفا من الرصاص الطائش.

تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر