دم في دماغ شارونالأحد 8/1/2006 فؤاد ابو حجلة- الحياة الجديدة
ليس في الموت أو المرض شماتة، لكن دهشة من نوع مستفز تتجلى في التفاصيل. صباح أمس "تمكن الأطباء من إزالة الدم من دماغ شارون"! هل حدث ذلك حقا؟ وهل يمكن لطبيب مهما بلغت عبقريته أن يفرغ دماغ شارون من الدم؟ وقبل ذلك هل يمكن لشارون أن يعيش بلا دم في الذاكرة؟ دماء الضحايا في صبرا وشاتيلا وسيناء والجولان والكرامة ورفح لا تتسع لها غرفة العمليات في مستشفى هداسا. والغيبوبة لا تشطب ذاكرة الدم. صباح أمس أيضا قال طبيب إن شارون "ميت سريريا". كان الجنرال إذن يجرب حالة ضحاياه الذين "ماتوا سريريا" قبل أن يستشهدوا. وما أكثرهم في مقابرنا. في تقرير آخر أعلن الأطباء أن شارون "وضع على أجهزة التنفس الاصطناعي"، بينما كان محبوه في واشنطن ولندن وعواصم أخرى يحبسون أنفاسهم وهم يتابعون حالته عن بعد.. حبس النفس لا يحتاج إلى أجهزة. كان خبر جلطة شارون مزعجا، لأنه جاء قبل منتصف الليل، فأخرنا عن الرواح إلى بيوتنا.. وسهرنا طويلا قبل إغلاق الصفحة الأولى. لذا لا أستطيع الزعم أنني كنت محايدا إزاء ما جرى. لقد حزنت فعلا، لأن الخبر حرمني من سهرة لطيفة مع أصدقاء كانوا ينتظرون التحاقي بهم في مطعم فاخر. ليلة الأربعاء كانت متعبة لنا في الجرائد، وأظنها كانت مسلية لمدمني متابعة الأخبار في الفضائيات، لكنها في النهاية ليلة عادية مثل كل الليالي العربية في الزمن الاسرائيلي. السلطة تتمنى للجنرال شفاء عاجلا، والمحللون يفتشون عن مدخل مناسب لشرح الحالة الاسرائيلية، والعاطلون عن العمل يجدون مادة للحديث في المقاهي، وأبطال الفضائيات العربية يعرضون ربطات عنق جديدة وهم يشرحون "مناقب وخطايا الفقيد".. وأنا لا أشعر بشيء نحو ما يجري، لأن احساسي "ميت سريريا". "الحياة الجديدة" 7/1/2006
تحضير للطباعة أرسل لصديق - |
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع
الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر
|