شبه حرية.. شبه استقلال.. شبه ديمقراطية!الاثنين 9/1/2006 فؤاد ابو حجلة- الحياة الجديدة
نفهم أن ينحاز العالم ضدنا، فقد أضعنا كل أوراق الضغط التي كانت في يدينا، ولا مصلحة سياسية أو غير سياسية لأحد في أن يصطف معنا ويخسر أميركا وأتباعها. لكن هذا الواقع لا يفرض علينا تصديق كذبة الحرية التي يتغنى بها السياسيون الأوروبيون في الحديث عن الإنجازات العظيمة التي حققتها لنا اسرائيل عندما انسحبت من أمام أبواب البيوت إلى مداخل المدن، وعندما فككت مستوطنات يهودية مكلفة أمنيا واقتصاديا واجتماعيا في قطاع غزة وشمال الضفة. يجب أن نتذكر أننا لم ننجز مرحلة التحرر الوطني لنتشدق، أو يتشدق الآخرون بحريتنا، وما نزال شعبا يعاني من الاحتلال ويقاومه. والواقع لا يفرض علينا أيضا تصديق كذبة الاستقلال، فقد قامت قيامات كثيرة ولم تقم الدولة على أرضنا حتى هذه اللحظة المحرجة التي تتحكم فيها اسرائيل بأذون الدخول والخروج من المعابر، وتمنع من تشاء من العودة، وتخطف من تشاء في المدن والقرى والمخيمات، وترفض ما تشاء من قرارات الشرعية الدولية الخاصة بحقنا في الدولة المستقلة. ليس بيننا من يصدق هاتين الكذبتين غير حفنة من الموهومين، لكن الكثيرين يصدقون الكذبة الثالثة، وهي كذبة الديمقراطية تحت الاحتلال. هل يمكن أن تكون لنا ديمقراطية حقيقية؟ وهل يجوز أن تتصف الديمقراطية الفلسطينية بأنها أول ديمقراطية في الكون تنسجم مع الاحتلال وتتطور في كنفه؟! لا موقف لدي ضد الممارسة الديمقراطية، لكنني موقن من استحالة تحققها في أراض محتلة وفي مجتمع لا يستطيع التواصل الاجتماعي ناهيك عن التنمية السياسية. ثم ما قيمة الديمقراطية وانتخاباتها العظيمة إذا كانت القدس خارج الحالة، وخارج السياق الديمقراطي، وخارج دوائر الانتخاب؟ كفانا عبثا، فالمقاومة لا تزال المهمة الوطنية الأولى. وليس قدرا على الفلسطيني أن يفاضل بين الزعرنة الأمنية على الأرض، والمناورة السياسية الخطيرة مهما كانت دوافعها. على من يحثون على إجراء الانتخابات في موعدها أن يتريثوا قليلا وأن يتذكروا القدس وفلسطين.. والاحتلال. أما إذا كان ممكنا القبول بشبه حرية وشبه استقلال فلا ضير من التعاطي مع شبه ديمقراطية.
تحضير للطباعة أرسل لصديق - |
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع
الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر
|