إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



القوائم الانتخابية: كثرة قوائم حرق الاصوات في الشارع اليهودي

الثلاثاء 21/3/2006
برهوم جرايسي- المشهد الاسرائيلي

*تخوض الانتخابات 30 قائمة انتخابية من المتوقع دخول 11 منها كاقصى حد للبرلمان*

تخوض الانتخابات الاسرائيلية التي ستجري يوم الثلاثاء القادم، الثامن والعشرين من الشهر الجاري 30 قائمة انتخابية من المتوقع ان تدخل 11 منها، كأقصى حد، الى الكنيست الاسرائيلي، ولأول مرة في تاريخ اسرائيل يبتعد الحزبان الاكبران التقليديان عن فرص الوصول الى رئاسة الحكومة، التي على ما يبدو ستكون من نصيب حزب "كديما"، الجديد، وهو خليط شخصيات بغالبيتها من الليكود وقلة من حزب "العمل".
وفي ما يلي نستعرض الاحزاب المشاركة التي لها فرص الوصول، للبرلمان، او تلك المرشحة لحصول على عشرات آلاف الأصوات ولكنها بعيدة عن اجتياز نسبة الحسم، 2%،، وبالتالي ستحرق مجتمعة حتى 6% من الاصوات، مما سيؤثر على توزيعة المقاعد البرلمانية.

حزب "كديما": أسس هذا الحزب، رسميا، رئيس الحكومة، اريئيل شارون، في الثلث الأخير من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، من العام الماضي 2005، بعد ان تيّقن ان فرص فوزه برئاسة حزب الليكود الذي كان يقوده عليها علامة سؤال كبيرة، وأنه حتى في حال فوزه فإنه سيستمر في مواجهة مجموعة المتمردين عليه في داخل الليكود، مما سيعرقل مشاريعه السياسية المستقبلية، وقد يهدد فرص بقاء الليكود في الحكم، خاصة على ضوء فوز رئيس اتحاد النقابات العامة، "الهستدروت" عمير بيرتس، وهو الفوز الذي اثار ضجة في الحلبة السياسية وزاد من قوة "العمل" استطلاعيا.
غالبية الشخصيات البارزة في هذا الحزب هي من "نجوم" حزب الليكود، وانضم اليهم ثلاثة من قادة حزب "العمل"، شمعون بيرس وحاييم رامون وداليا ايتسيك، اما بقي اعضاء الكنيست المرشحين، فهم بغالبيتهم جاؤوا من معسكر اليمين الاسرائيلي، ومن المتوقع ان يحصل الحزب على 35 الى 38 مقعدا، حسب استطلاعات الرأي.

حزب "العمل": هو الحزب المؤسس لاسرائيلي، وظهر على الساحة السياسية بثلاثة اسماء، "المباي" و"المعراخ" و"العمل"، وحكم اسرائيل في سنواتها التسع والعشرين الأولى، ليرتمي في صفوف المعارضة من العام 1977 الى العام 1984، حين عاد للتناوب على الحكم بالشراكة مع الليكود، ثم عاد منفردا الى السلطة في العام 1992، وفي العام 1999.
وكان الحزب يرفع راية الاشتراكية الدولية، ونظر لظروف اسرائيل الأولى فقد وضع اسس ما يسمى بـ "دولة الرفاه"، ولكنه في سنوات التسعين انتهج سياسة اقتصادية يمينية.
خاضت الحكومات التي قادها هذا الحزب في الفترة الاولى اكبر حروب اسرائيل، التي غيّرت حدودها، ودعم الحرب على لبنان في العام 1982 من صفوف المعارضة، ولكنه في العام 1993 شقّ الطريق الى اتفاقيات اوسلو.
تلقى الحزب سلسلة من الضربات اقواها في العام 2003 حين هبطت قوته الى نصف قوة حزب الليكود، ورغم وصول عمير بيرتس الى رئاسته وظهوره في استطلاعات الرأي كمن سيزيد قوته بنسبة 40%، أي يرتفع الى 28 مقعدا، فإن استطلاعات الرأي تمنحه في حدود 20 مقعدا، بمعنى الاحفاظ على قوته الحالية، وهذا يعتبر فشلا للحزب.

حزب "الليكود": تشكل هذا الحزب في العام 1974 من حول حزب حيروت اليميني المتطرف، وانقض على الحكم في العام 1977، محدثا انقلابا، بابعاده لأول مرة حزب "العمل" (معراخ في حينه) عن الحكم، ويتخذ هذا الحزب سياسة يمينية صهيونية، ترتكز الى افكار زئيف جابوتينسكي، احد الايديولوجيين الصهاينة، في سنوات الثلاثين والاربعين من القرن الماضي.
رغم تبنيه سياسة يمينية، فقد نجح الليكود مع وصوله الى الحكم، استكمال مسار تفاوضي هادئ مع مصر بدأ قبل وصوله للحكم بفترة قصيرة، وابرم معها اتفاقية "كامب ديفيد"، إلا ان نفس الحزب، وبتزامن مع هذه الاتفاقيا الاشكالية عربيا، فرض القانون الاسرائيلي على القدس وهضبة الجولان السورية المحتلتين.
شهد هذا الحزب جولات من الصعود والهبوط، ويعاني من أزمة قيادة منذ اعتزال زعيم الحزب التاريخي، مناحيم بيغين، السياسة في العام 1983.
في منتصف سنوات التسعين وحتى العام 2002 تسللت للحزب مجموعات يمينية متطرفة وارهابية، وسيطرت على جزء كبير من مؤسساته، حتى باتت وزنا مقررا في هيئات الحزب الواسعة، رغم ان هذه المجموعات لم تدعم الليكود في صناديق الاقتراع، ولكنها ارادت جعلت غالبية ساسته في الكنيست داعمين للاحزاب اليمينية الصغيرة.
يعلب الليكود اليوم في معسكر اليمين واليمين المتطرف بابعاده كليا المصوتين في مركز الخارطة السياسية، الذين دعموا الحزب ومنحوه في الانتخابات الماضية اكثر من 18 مقعدا في الكنيست.
تتنبأ استطلاعات الرأي انهيارا جديدا لحزب الليكود، لاعادته الى قوة "حيروت" في سنوات الخمسين، بحصوله على ما بين 14 الى 17 مقعدا.

حزب يسرائيل بيتينو: يقود الحزب بشكل متفرد اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان، وهو يتبع سياسة يمينية متطرفة عنصرية تجاه العرب، وهو حزب مؤيد للطرد الجماعي للعرب (الترانسفير)، إلا انه في العام الماضي، ظهر ليبرمان مع مشروع جديد، يدعو الى ترسيم حدود جديدة بين اسرائيل والضفة الغربية، لتضم الضفة منطقة المثلث المحاذية لشمال وحتى وسط الضفة، من دون أي مساحات اراضي، مقابل ضم اسرائيل جميع التل الاستيطانية، ويهدف هذا المشروع للاحتفاظ بأوسع اراضي في الضفة الغربية، وفي المقابل زيادة الضغط السكاني من دون مناطق واراضي تسمح بالتطور والتوسع.
يعتمد هذا الحزب بالاساس على دعم المهاجرين الجدد، الذين لم تعد لهم قائمة تدعمهم مباشرة سوى هذا الحزب، الذي يحصل ايضا على دعم مباشر من قوى اليمين المتطرف، وتتوقع له استطلاعات الرأي ان يحصل على ما بين 7 الى 10 مقاعد، اكثر من نصفها من المهاجرين الجدد، في حين ان قوة الحزب الحالية اربعة مقاعد، ولكن هذه الزيادة مردها غياب قائمة المهاجرين السابقة "يسرائيل بعلياة"، التي كان يرأسها نتان شيرانسكي وانضم مع ما تبقى من حزبه الى الليكود.

هئيحود هليئومي- المفدال: قائمة انتخابية تجمع بالاساس اربعة احزاب، وهي حزب "المفدال" الديني الصهيوني، التاريخي، وحزبان صغيران انشقا عن "المفدال"، الأول في العام 1999، والثاني في الدورة المنتهية، أما الحزب الرابع فهو حزب موليدت العنصري، الداعي لطرد العرب من وطنهم (الترانسفير).
وتعتبر هذه القائمة هي الأقوى بين قوى اليمين المتطرف المتشدد خاصة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، رغم ان بعض استطلاعات الرأي تمنح "يسرائيل بيتينو" تقدما عليه، ولكن هذا عائد لكون الحزب الأخير يتلقى دعما اضافيا من المهاجرين الجدد.
وتتقدم هذه القائمة رموز اليمين الاستيطاني والمتطرف، ويكاد يكون جميع المرشحين في الاماكن المتقدمة من سكان مستوطنات الضفة أو الاحياء الاستيطانية في القدس المحتلة.
وتتوقع استطلاعات الرأي حصول هذه القائمة على ما بين 8 الى 11 مقعدا، وقوة القائمة الحلية من الأحزاب المشكلة لها تسعة مقاعد.

حزب "شاس": وهو الحزب الديني الاصولي لليهود الشرقيين، الذي يخضع لزعيمه الروحي عوفاديا يوسيف، وقوة الحزب حاليا 11 مقعدا، وتتوقع له استطلاعات الرأي ما بين تسعة مقاعد الى 11 مقعدا، وهو الحزب الوحيد تقريبا، من بين الأحزاب التي تدور في فلك السلطة، الذي سيحافظ في الدورة المقبلة على قوته البرلمانية الحالية.
وهذا الحزب الذي ظهر لأول مرة في العام 1984 على استعداد للانضمام لكل حكومة في اسرائيل بغض النظر عمن يشكلها فقد شارك في حكومات الليكود مع اليمين المتطرف، وشارك في حكومة حزب "العمل" الى جانب حركة ميرتس اليسارية العلمانية، إذ يهتم الحزب بالاساس لخدمة جمهوره الذي هو بالاساس من بين احياء الفقر اليهودية الشرقية، ويؤقلم نفسه سياسيا حسب الاجواء، مع ميل معين لمغازلة اليمين الاسرائيلي، فمعروف عن الحاخام يوسيف انه اصدر في السنوات الـ 13 الماضية سلسلة من الفتاوى تناقض الواحدة الأخرى بشأن الانسحاب من المناطق المحتلة منذ العام 1967.

"يهودت هتوراة": وهي قائمة تتشكل من حزبي صغيرين، "ديغل هتوراة"، و"اغودات يسرائيل"، وكل واحد منهما متخصص بطائفة من اليهود المتدينين الاصوليين (الحريديم) من الاشكناز، (الطوائف الغربية)، ويقتصر جمهور هذا الحزبان على المتدينين، وتوسعهما مرتبط بزادة عدد هذا الجمهور، ولهذا فإن التنبؤ بنتيجة هذه القائمة مرتبط بعدد المصوتين في هذه المجموعة، ويقدر عدد مقاعدهم من خمسة مقاعد حاليا الى ستة مقاعد.
يشارك هذا الجمهور في السلطة بشكل متحفظ، فمثلا يشاركون في الائتلاف الحكومي ولكنهم يكتفون بمنصب نائب وزير او رئاسة اللجنة المالية البرلمانية وهو منصب تنفيذي هام في الادارة الاقتصادية في اسرائيل، ولم يكن في تاريخ اسرائيل أي وزير من هذا الجمهور. وهذا ليس صدفة، لأن هذا الجمهور رفض بداية الاعتراف باسرائيل من منطلقات دينية، إذ تقول الشريعة اليهودية ان اسرائيل تقام بعد مجيء المسيح لأول مرة الى العالم.
ايضا هذا الحزب شارك في حكومات "الليكود" و"العمل"، ويتعامل مع السياسة وفق مصالح جمهوره ومطالبه الآنية.

ميرتس: الحزب اليساري الصهيوني، الذي ظهر في هذا الاسم لأول مرة في العام 1992 بعد ان ضم ثلاثة كتل واحزاب برلمانية، وحصل في حينه على 12 مقعدا، ولكن في كل انتخابات كان يخسر من قوته، وكان الضربة الأقصى له في انتخابات العام 2003، حين هبط من عشرة مقاعد الى ستة مقاعد، وتتنبأ له استطلاعات الرأي من اربعة الى ستة مقاعد، ليصبح حزبا هامشيا.
وشارك هذا الحزب في حكومات حزب "العمل" فقط، ولكنه في هذه الحملة الانتخابية أعلن استعداده للانضمام الى حكومة يقودها حزب "كديما"، وعلى ما يبدو من اجل توسيع فرص استعادة بعض من قوته في هذه الانتخابات.
ويتزعم قائمة الحزب الوزير السابق يوسي بيلين، وفي حال تلقي الحزب ضربة اضافية فإن بيلين سيكون مضطرا للتنحي عن منصبه في الحزب، كما تقول اوساط في داخل ميرتس.

قوائم لن تصل الى نسبة الحسم: تشير استطلاعات الرأي الى ان هناك عدة قوائم انتخابية ستحرق في هذه الانتخابات حتى 6% من الاصوات الصحيحة، مما ستؤثر في النهاية على توزيعة بعض المقاعد ضمن الحسابات القطرية النسبية، وما يلفت النظر انه ضمن هذه القوائم قائمتين كانتا تشكلان الكتلة البرلمانية الثالثة في الدورة البرلمانية المنتهية، "شينوي" التي كان لها 15 مقعدا، والقائمتان هما "شينوي" و"حيتس"، وقد تحرق كل واحدة منهما حوالي 1% من الاصوات، في حين ان نسبة الحسم هي 2%.
كما ان اقوى القوائم التي قد تحرق اكثر من 1% هي قائمة "الورقة الخضراء"، وهي القائمة التي تدعو لتشريع السماح باستعمال المخدرات "الخفيفة" مثل الماريحوانا، وهو هناك استطلاعات الرأي تتنبأ لها احيانا اجتياز نسبة الحسم، ومفاجأة كهذه ليست بعيدة.
وهناك ايضا قائمة المتقاعدين، التي دل احد استطلاعات الرأي الى احتمال ان تحرق حوالي 1,4% من الاصوات، وقائمة الخضر، انصار البيئة، التي قد تحرق حتى نصف بالمئة.
وحسب التوقعات فإن عشرات آلاف الاصوات ستحرق ايضا هذا العام في معسكر اليمين المتطرف، من خلال قائمة المتطرفين اليهود، "الجبهة اليهودية" التي يرأسها الارهابي المعروف باروخ مارزل، الذي منعته المحكمة في العام 2003 من خوض المعركة الانتخابية، ودعم انصاره قائمة حيروت التي يرأسها النائب السابق ميخائيل كلاينر، الذي حصل على قرابة 30 الف صوت، ويخوض كلاينر هذا العام الانتخابات بشكل مستقل، وقد يحصل على مئات الاصوات او آلاف قليلة جدا، ومن المتوقع ان تحرق قائمة مارزل ما بين 20 الفا الى 35 الف صوت حسب احد استطلاعات الرأي، إذ من المتوقع ان يكون عدد اصوات نسبة الحسم قرابة 70 الف صوت، في حال كانت نسبة الاقتراع في حدود 72%.

القوائم الناشطة بين الفلسطينيين في اسرائيل

تخوض الانتخابات البرلمانية في هذا العام اربعة قوائم ناشطة بين الفلسطينيين في اسرائيل فرص الدخول للبرلمان لثلاثة فقط، فيما الرابعة عبارة عن قائمة تمثيلية تسعى لطرح برنامجها السياسي وتحصل على بضعة مئات من الاصوات، وفي ما يلي القوائم المشاركة، التي تتوقع لها استطلاعات الرأي حصولها مجتمعة على ما بين 8 الى عشرة مقاعد، في حين انها ممثلة حاليا بثمانية مقاعد:

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة: في مركزها الحزب الشيوعي، الذي يتمثل في الكنيست منذ العام 1948، وشكل في العام 1977 الجبهة الديمقراطية، وهذه القائمة كانت حتى العام 1984 المنافسة الوحيدة للاحزاب الصهيونية، وتراوح تمثيلها البرلمانية من ثلاثة الى خمسة مقاعد، وفي سنوات الخمسين من القرن الماضي كان تمثيلها ستة مقاعد، حين كانت تحصل على غالبية اصواتها من الشارع اليهودي.
يرأس القائمة النائب محمد بركة، يليه الدكتور حنا سويد، ثم المحامي دوف حنين، والدكتور عفو اغبارية.

التجمع الوطني الديمقراطي: تشكل الحزب في نهاية العام 1995، من حركة ميثاق المساواة التي كان يرأسها الدكتور عزمي بشارة، ومن قسم من حركة ابناء البلد، وقسم من الحركة التقدمية المنحلة.
وقد خاض الحزب الانتخابات لأول مرّة في العام 1996 من خلال قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ثم خاض الانتخابات في العام 1999 بالشراكة مع الحركة العربية للتغيير برئاسة النائب احمد طيبي، وفي العام 2003 خاض التجمع الانتخابات منفردا، وقد تمثل في الانتخابات الأخيرة بثلاثة مقاعد.
يرأس القائمة النائب الدكتور عزمي بشارة، يليه النائب الدكتور جمال زحالقة، ثم النائب واصل طه، والمحامي سعيد نفاع.

القائمة العربية الموحدة والعربية للتغيير: في صلب هذه القائمة الجناح الجنوبي للحركة الاسلامية التي تخوض الانتخابات منذ العام 1996، وتضم القائمة في هذا العام الى جانب الحركة الاسلامية، الحركة العربية للتغيير برئاسة النائب الدكتور طيبي، والحزب العربي الديمقراطي ممثلا بالنائب طلب الصانع.
ويراس القائمة الحالية الشيخ ابراهيم صرصور رئيس الحركة الاسلامية (الجناح الجنوبي) يليه النائب الدكتور احمد طيبي، ثم النائب طلب الصانع، ثم الشيخ عباس زكور.

تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر