إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



السؤال الأكبر في هذه الانتخابات: نسبة التصويت

الثلاثاء 7/3/2006
برهوم جرايسي- المشهد الاسرائيلي

في الوقت الذي اصبحت فيه نتائج الانتخابات البرلمانية في اسرائيل شبه محسومة، وتشير الى تقدم حزب "كديما" على باقي الأحزاب، إذا لم تحدث أي مفاجأة خارقة، فإن السؤال الأكبر يبقى نسبة التصويت في هذه الانتخابات، بعد ان تم رفع نسبة الحسم من 1,5% الى 2%، وخلق صعوبة امام القوائم الصغيرة، او القوائم حديثة العهد من الدخول الى البرلمان، كذلك فإن نسبة التصويت هي مؤشر هام لمدى تعاطي الجمهور مع السياسة.
في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، مع بدء ظهور اولى بوادر اجراء انتخابات برلمانية مبكرة، والتقلبات الكبيرة التي حدثت في الحلبة السياسية، بدءا من الاطاحة بشمعون بيرس من رئاسة حزب العمل، ليحل محله رئيس اتحاد النقابات عمير بيرتس، وبعد ذلك باسبوعين انفصال شارون ومجموعة من شخصيات الليكود عن الحزب وتشكيل حزب "كديما"، فقد توقع المحللون وحتى استطلاعات رأي ان تصل نسبة التصويت في هذه الانتخابات الى 80%، وهي نسبة ضخمة تذكر بنسب التصويت في سنوات الخمسين من القرن الماضي، ولكي تتحقق نسبة كهذه، فإن نسبة التصويت بين اليهود ستصل الى 83% إن لم يكن أكثر، من اجل سد الفجوة بين نسبة تصويت لدى اليهود، ونسبة التصويت لدى العرب التي تعتبر أقل، ولهذا فإن نسبة التصويت ستكون أقل مما كان متوقعا قبل اربعة اشهر.
ولكن ليس هذا فحسب، بل استطلاعات رأي أكدت ان حماس المشاركة في العملية الانتخابية تراجع الى درجة ملحوظة، وهناك من توقع ان تكون النسبة العامة للتصويت في حدود 70% الى 72% كأبعد حد، مقابل 69% في الانتخابات السابقة التي جرت في العام 2003.
ويلاحظ من استعراض نسب التصويت في الانتخابات الاسرائيلي، ان هذه النسبة في تراجع مستمر من انتخابات الى أخرى، ونرى ان نسب التصويت في الانتخابات التي كانت تجري منذ العام 1949 وحتى العام 1969 تراوحت ما بين 82% الى 87%، ومنذ الانتخابات التي جرت في العام 1973، وحتى الانتخابات التي جرت في العام 1999، كانت نسبة التصويت تتقلب من 77% الى 79%، وهبطت مرّة واحدة في الانتخابات الماضية 2003 الى 69%.
وحسب خبراء، فإنه كلما ازداد عدد ذوي حق الاقتراع فإن نسبة التصويت تتراجع، وهذا لعدة اسباب متراكمة، من بينها، مثلا، التواجد خارج البلاد، (تقدير سابق تحدث عن نصف مليون يهودي اسرائيلي مقيمين بشكل ثابت خارج اسرائيل)، كذلك تحدثت عدة تقارير صحفية ان ظاهرة اللامبالاة تتسع بين اوساط الجمهور، وبشكل خاص بين اوساط الشباب.
ورغم ظاهرة تراجع نسبة التصويت بشكل عام، فإن هناك تركيزا خاصا على نسبة التصويت بين العرب في اسرائيل، الذين كانت نسبة التصويت بينهم في الانتخابات السابقة في حدود 64%، ويلاحظ ان وسائل اعلام عبرية تكثر الحديث عن تراجع نسبة التصويت بين العرب، حتى بدى الأمر وكأن هناك موجها لزرع الفكرة بين الجمهور، رغم ان سلسلة من استطلاعات الرأي اشارت الى ان نسبة التصويت قد ترتفع في هذا العام، مقارنة مع الانتخابات السابقة الى 66% وحتى أكثر.
ولكن هناك تفاوت كبير في نسب التصويت في المناطق العربية ففي حين انها ترتفع الى نسب عالية جدا في الريف والمدن الصغيرة، وقد تصل الى حدود 80%، فإنها في مدينة الناصرة، اكبر المدن العربية، ستكون في حدود 60% الى 62%، ونسب مماثلة أو أكثر في مدينة ام الفحم.
وتبلغ نسبة العرب من بين ذوي حق الاقتراع في اسرائيل، البالغ عددهم 5,1 مليون شخص، حوالي 12%، أي حوالي 620 الف مصوت عربي، ولو تساوت نسبة التصويت بين العرب واليهود لكان بمقدور العرب ان يؤثروا على 15 مقعدا.
وفي هذه الانتخابات من المتوقع ان يحقق العرب تأثيرهم على هذا العدد من المقاعد نظرا الى ان القوائم الناشطة في الشارع اليهودي قد تحرق حوالي 6% من الاصوات، بسبب كثرة القوائم التي لن تعبر نسبة الحسم، وهذه النسبة ستغلق الفجوة في فارق التصويت، ويبقى هذا في اطار التوقعات والفرضيات.
ويذكر في هذا السياق، ان مجموعة من النشيطين السياسيين، حاولت في هذا العام تنظيم حركة مقاطعة للانتخابات في الشارع العربي، ولكن استطلاعات رأي علمية تؤكد ان نسبة الذين يقاطعون الانتخابات لاسباب سياسية وايديولوجية تصل الى حد 5% في اعلى مستوياتها.
وهذه ليست المرّة الأولى التي يظهر فيها مثل هذا النشاط، فحتى مطلع سنوات التسعين من القرن الماضي كانت تنشط حركة ابناء البلد قبل كل انتخابات للدعوة لمقاطعة الانتخابات، ولكن هذه الحركة واجهت سلسلة من الانشقاقات، وقسم جدي من الحركة منخرط في حزب التجمع الوطني الديمقراطي ويشارك في العملية الانتخابية، وقسم آخر لا يزال ينشط تحت نفس الحركة، التي يدعي طرفان تمثيلها، وهو مستمر في رفع راية مقاطعة الانتخابات.
كذلك فإن الجناح الشمالي للحركة الاسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح، تمتنع عن المشاركة في الانتخابات، ولكنها لا تدعو للمقاطعة، وتعطي حرية القرار لناشطيها، وقد اعلن رئيس بلدية ام الفحم، الشيخ هاشم عبد الرحمن، واحد ابرز قادة الحركة الاسلامية، في مقابلة مع صحيفة "كل العرب"، عن نيته التصويت في هذه الانتخابات.
وتجدر الاشارة الى ان نسبة التصويت مرتبطة بتنظيم الاحزاب في يوم الانتخابات ومقدرتها على اخراج الناس من بيوتهم للتصويت، وأمر كهذا سيكون واضحا حتى ظهيرة يوم الانتخابات، الثلاثاء القادم، الثامن والعشرين من الشهر الجاري.

تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر