إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



فلسطينيو 48 في البرلمان الاسرائيلي منذ دورته الأولى

الاثنين 27/3/2006
برهوم جرايسي- الغد الاردنية

شارك فلسطينيو 48 في الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية، منذ الانتخابات الأولى التي جرت في مطلع العام 1949، بعد ثمانية اشهر على قيام اسرائيل، وينقسم شكل تمثيل الفلسطينيين في الكنيست الاسرائيلي الى فترتين، الأولى تمتد من العام 1949 وحتى العام 1984، والثانية من 1984 وحتى اليوم، اما شكل التصويت فإنه ايضا ينقسم ايضا الى مرحلتين، الاولى منذ العام 1949 وحتى العام 1973، والثانية من العام 1977 وحتى اليوم.
ففي الفترة الأولى اقتصر التمثيل الوطني لفلسطينيي 48 على الحزب الشيوعي، الذي خاض الانتخابات منذ العام 1949، وشكل في العام 1977 الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، التي يخوض الانتخابات من خلالها، وكان هذا الحزب المنافس الوحيد لجميع الأحزاب الصهيونية في الشارع الفلسطيني، التي كانت تظهر في الشارع الفلسطيني من خلال قوائم عربية تدور في فلك احزب السلطة.
ومن الاسماء التي مثلت الحزب الشيوعي من فلسطينيي 48، النائب توفيق طوبي، والاديب البارز الراحل اميل حبيبي والشاعر الكبير الراحل توفيق زياد، كما ضمت كتل الحزب شخصيات يهودية مناهضة للصهيونية، ابرزها الراحل ماير فلنر الذي كان على علاقة وثيقة مع القوى الفلسطينية المختلفة، وحركات التحرر الوطني العربي.
وفي العام 1984 خاضت الانتخابات لأول مرّة قائمة أخرى تستقطب قوى وطنية فلسطينية وهي "الحركة التقدمية"، وكانت هي ايضا تعتمد على الشراكة العربية اليهودية، وحصلت على مقعدين، مثلها المحامي محمد ميعاري، وماتي بيليد وهو جنرال اسرائيلي احتياط انتقل الى معسكر السلام في تلك الفترة، ونادى بالحقوق الوطنية الفلسطينية.
وفي العام 1988، وبعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الاولى خرج النائب عبد الوهاب دراوشة من حزب العمل الصهيوني، وشكل "الحزب العربي الديمقراطي" سوية مع بعض زملائه السابقين، وفي العام 1992، خسرت الحركة التقدمية تمثيلها عندما عجزت عن اجتياز نسبة الحسم، وفي كل هذه الفترة واصلت الجبهة الديمقراطية الحفاظ على تمثيلها باربعة مقاعد.
والتحول الآخر جرى في العام 1996 عندما ظهرت على الساحة الانتخابية قائمتان قويتان، الأولى للجبهة الديمقراطية بعد ان ضمت اليها الدكتور عزمي بشارة الذي نشأ في الحزب الشيوعي، وترك صفوفه في الثمانينيات، وشكل في التسعينيات التجمع الوطني الديمقراطي الذي يرأسه حتى اليوم، وحصلت تلك القائمة على خمسة مقاعد، مقابل اربعة مقاعد للقائمة العربية الموحدة التي في صلبها الجناح الجنوبي للحركة الاسلامية الناشطة بين فلسطينيي 48.
وحتى الانتخابات الحالية جرت عدة انقسامات وظهرت احزاب صغيرة على السطح، واليوم تدور الحملة الانتخابية بمشاركة ثلاثة قوائم، الأولى للجبهة الديمقراطية والثانية للتجمع الوطني الديمقراطي، والثالثة للقائمة العربية الموحدة، وعلى ما يبدو فإنها سترفع تثميلها مجتمعة من ثمانية مقاعد الى تسعة او عشرة مقاعد في هذه الانتخابات.
أما شكل التصويت، وكما ذكر فهو ينقسم الى مرحلتين، الاولى منذ 1949 وحتى العام 1973، حين كانت الاحزاب الصهيونية تحصل على غالبية اصوات فلسطينيين 48، ولهذا اسبابا، فعند قيام اسرائيل، وحين لم يبق في فلسطين إلا 170 الف فلسطيني، بعد اشهر قليلة من النكبة، اثر عامل الخوف على الفلسطينيين، الذين كانوا يناضلون من اجل البقاء على ارض وطنهم، وكانت اذرع السلطة تمارس عليهم ابشع انواع الترهيب والضغط، وكان اكثر من 80% منهم يصوتون للأحزاب الصهيونية في غالبيتهم الساحقة خوفا.
وبدأت هذه النسبة تتراجع ببطء من انتخابات الى أخرى، ومع ظهور اجيال جديدة تتأقلم مع الواقع، واستمر الحال الى العام 1973، بعد حرب اكتوبر حيث التقت عدة عوامل، ومن ابرزها تبلور جيل شاب جديد بعد 25 عاما على قيام اسرائيل، كان يخاطب السلطة بجرأة كبيرة، وتعزز هذا الجيل بنتائج حرب اكتوبر، وفي المحطة الثانية الأبرز حينما نجحت جبهة الناصرة الديمقراطية في مدينة الناصرة، اكبر مدن فلسطينيي 48، في نهاية العام 1975 في الوصول الى بلدية الناصرة، وحينها اصبح الشاعر توفيق زياد رئيسا للبلدية وتمت الاطاحة بأذرع السلطة التي كانت تسيطر على البلدية، ومهد هذا الفوز بعد اربعة أشهر ليوم الارض الخالد في الثلاثين من آذار من العام 1976.
وفي العام 1977 تبلورت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة لتجمع اطر وطنية فلسطينية حول الحزب الشيوعي، وفي انتخابات ذلك العام هبطت نسبة الأحزاب الصهيونية لأول مرّة الى ما دون 50%.
وتمت المحافظة على هذه النسبة حتى العام 1984، وحينها على ضوء التنافس مع الحركة التقدمية اصبحت الأحزاب الصهيونية تتراجع أكثر، وكان التحول الآخر في العام 1996، حين هبطت الأحزاب الصهيونية الى حوالي 25%، واليوم تحظى الأحزاب الصهيونية ما بين 25% الى 30% من اصوات العرب.
أما من حيث نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية، فإن النسبة العامة لفلسطينيين 48 هي عادة اقل من نسبة مشاركة اليهود، وهي غير ثابتة لدى الجانبين، وكل هبوط في أي طرف يكون ايضا هبوط في الطرف الآخر، وتتراوح نسب المشاركة بين فلسطينيي 48 من 63% في الانتخابات السابقة الى 74% في العقد الماضي، ومن المتوقع ان تكون في هذا العام في حدود 67% او اكثر بقليل.
اما الفجوة في التصويت بين العرب واليهود فهي تعود لعدة أسباب، فقد دلّت سلسلة استطلاعات ودراسات على مر السنين ان نسبة المقاطعة على خلفية مبدئية وايديولوجية لا تتعدى نسبة 5%، اما الباقي فإما بسبب عدم التواجد في البلاد والاقامة خارجا، او بسبب اللامبالاة، فمثلا في الانتخابات للمجالس البلدية والقروية العربية تتراوح نسبة المشاركة ما بين 80% الى 90% في بعض الاماكن.
في الانتخابات الحالية حاولت اذرع السلطة الاسرائيلية بث البلبلة من خلال وسائل اعلامها حين ادعت ان 50% من العرب لا يريدون المشاركة في الانتخابات وان 50% من المشاركين سيصوتون لاحزاب صهيونية، ولكن جميع الاستطلاعات العلمية تؤكد على ان نسبة المشاركة ستكون 67% هذا العام، ونسبة اصوات الأحزاب الصهيونية لن تصل الى 30% كابعد حد.
اما عدد ذوي حق الاقتراع العرب في هذا العام فإنه يصل الى 620 الف ناخب حسب التقديرات، وذلك من اصل 5,1 مليون ناخب، أي نسبة العرب في حدود 12%، وهذه النسبة تشهد نوعا من الجمود منذ 13 عاما على ضوء الهجرة اليهودية الى اسرائيل.

تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر