إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



التصويت على "الحل الآحادي"

الاثنين 27/3/2006
محمد ابو رمان- "الغد" الاردنية

ساعات قليلة تفصلنا عن انتخابات "الكنيست" في إسرائيل، والتي تبدو رياحها باتجاه حزب "كاديما" (إلى الأمام)، إن لم تحدث مفاجأة من العيار الثقيل جدا، بما يقدمه هذا الحزب من مشروع، بات يمثل رؤية الأغلب الأعم من الوسط السياسي الإسرائيلي كجواب على الأزمات العديدة التي تعاني منها إسرائيل وأبرزها مشكلة الأمن والديمغرافيا. تقوم ركائز مشروع كاديما على الحل "الأحادي الجانب" وتغييب الشريك الفلسطيني بالكامل، واكمال بناء الجدار العازل وترسيم حدود إسرائيل النهائية دون الرجوع إلى الفلسطينيين.
هذا الحل يمثل مرحلة خطيرة على مسار القضية الفلسطينية وعلى حقوق الشعب الفلسطيني ويقزم الدولة الفلسطينية في المستقبل إلى جزر جغرافية ذات كثافة سكانية عالية تفتقد إلى عناصر الحياة الرئيسة، محاطة بجدار عازل يضاعف مأساة الاحتلال ليتحول "الوطن" إلى سجن كبير.
كما أنّ هذا المشروع هو إنهاء عملي لأي انسحاب إسرائيلي مستقبلي من الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، ولأي أمل بحق العودة للفلسطينيين اللاجئين إلى ديارهم. وسط تواطؤ غربي، بالتحديد أميركي، يمضي مشروع "الحل الأحادي".
ويعني التصويت لكاديما، من قبل الناخب الإسرائيلي، الإقرار بهذا المشروع على المستوى الاستراتيجي، وهو ما يجعل من مفاوضات السلام ومطالب العرب لحماس بالاعتراف بالتسوية ومخرجاتها كلاما في الهواء.
وعلى الرغم من خطوة هذه الانتخابات وأهميتها التاريخية إلاّ ان مستوى الاهتمام السياسي والإعلامي العربي فيها محدود، وينطلق من فرضيات عامة ورؤية انطباعية دون محاولة بناء مقاربات معرفية حقيقية لأثر الانتخابات الإسرائيلية على مستقبل القضية الفلسطينية، بل وعلى العديد من الدول العربية، بالتحديد التي يقطنها ملايين اللاجئين الفلسطينيين، من يحلمون بالعودة يوما ما إلى ديارهم! المفارقة هي أن هذا "الكيان"، إسرائيل، الذي يستقطب الاهتمام السياسي والإعلامي العربي، ونجعل منه "شماعة" لأزماتنا ومشكلاتنا الكبرى، ونعطل كل مشاريع الإصلاح من أجله ويأخذ من أحاديثنا الكثير والكثير، يمتلك مراكز دراسات وأبحاث ومؤسسات وخبراء من مختلف المجالات لدراسة العالم العربي (سياسيا، اجتماعيا، أمنيا، اقتصاديا..)، ولسنا بحاجة في هذا المقام إلى المقارنة الظالمة بين ما ننتجه معرفيا وفكريا حول إسرائيل وبين ما ينتجونه عنّا.
من أجل قراءة أفضل وإطلالة أعمق على الانتخابات الإسرائيلية، أعد قسم الدراسات في "الغد" هذا الملف الذي يتضمن عدة محاور رئيسة: المحور الأول ما يرتبط بالانتخابات الإسرائيلية من قاعدة بيانات ومعلومات ومن ذلك قراءة في النظام الانتخابي وأثره على الحياة السياسية الإسرائيلية وتاريخ الانتخابات الإسرائيلية والتحالفات والتكتلات الحزبية في الكنيست، ورؤساء الوزراء الذين لعبوا دورا محوريا في تاريخ الدولة العبرية.
المحور الثاني يتناول الانتخابات ذاتها وبورصة التوقعات واستطلاعات الرأي واتجاه المزاج العام في إسرائيل والعوامل التي تحكم تصويت الناخب الإسرائيلي والبرامج السياسية للأحزاب المتنافسة وقراءة في مستقبل الأحزاب الدينية التي لعبت دورا فاعلا في المرحلة الأخيرة.
كما يتناول الملف عرب الـ48، ويسلط الضوء على أوضاعهم الاقتصادية- الاجتماعية وتاريخ مشاركتهم السياسية، ويقدم اثنين من قادة التكتلات العربية، في الانتخابات، رؤيتهم السياسية وأهداف المشاركة، فيما تتناول مقاربة أخرى أبرز التحديات والمشكلات التي تواجههم والآفاق المستقبلية لوجودهم وهويتهم، في ضوء دعوة عدد من القادة الإسرائيليين إلى تهجير عرب النقب، ومقال هنري كيسنجر الذي يتوقع مقايضة وجود عرب الـ48 في "إسرائيل" بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وهو الرأي الذي يبدو أنه يعكس رؤية وسط اليمين في أميركا وإسرائيل في آن.
على صعيد آخر يحتوي الملف على تحقيقات تقدم إطلالة على رؤية الفلسطينيين في الأراضي المحتلة للانتخابات، ورؤية الرأي العام الأردني ومدى تفاعله معها، وحوار مع عدد من الكتاب والمثقفين الأردنيين يعكس رؤية بعض النخبة الأردنية للانتخابات الإسرائيلية وتداعياتها على الأردن.

تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر