إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



ايران نووية

13/4/2006
ايمن الصفدي- "الغد" الاردنية

ستفكر أميركا الآن مائة مرة قبل أن تقدم على مغامرة عسكرية في ايران. ستصعد ديبلوماسياً, وستضغط اقتصادياً, لكنها لن تفتح معركة مع ايران التي أصبح امتلاكها للقنبلة النووية مسألة قرار لا قدرات بعد نجاحها في تخصيب اليورانيوم.
غير أن خطر اقحام المنطقة في مواجهة عسكرية جديدة ينبع الآن من اسرائيل, التي تعتبر دخول طهران نادي القوى النووية تهديداً استراتيجياً لا تقبل أن تعيش معه.
وحسابات اسرائيل في هذا الخصوص مختلفة, في نواح عدة, عن حسابات واشنطن. فإسرائيل تعرف انها حتى لو بدأت مواجهة عسكرية مع ايران لن تضطر إلى اكمالها منفردة. وعليه فإنه من غير المستبعد أن توجه اسرائيل ضربة انتقائية لمواقع ايران النووية فتزيل ما تعتبره الخطر الأكبر عليها وتترك لأميركا مسؤولية لجم أي رد ايراني أو التصدي له.
وستحمي واشنطن اسرائيل حتى لو اتخذت الأخيرة قرار تدمير المنشآت النووية الايرانية منفردة. فالدفاع عن اسرائيل ثابت أميركي. وتدرك اسرائيل ان مركزيتها في الحسابات الاستراتيجية الأميركية ستضمن أيضا حل أي خلاف قد ينشأ مع واشنطن جراء تفردها بقرار بهذه الدرجة من الخطورة.
أما العرب فلا حول لهم ولا قوة في التأثير على مآلات الأحداث. وكالعادة, سيكون دورهم هو دور المتفرج رغم أن امتلاك ايران للقنبلة النووية سيشكل تهديداً صارخاً لمصالحهم.
فالقنبلة النووية الايرانية ستكون قنبلة فارسية لا اسلامية. والخلاف العربي الفارسي تاريخي ومستقبلي في آن. المصالح, خصوصاً في الخليج العربي, تتضارب. فإيران, قبل كل شيء, تريد تعظيم مكتسباتها السياسية والاقتصادية التي تتناقض في ضوء منطلقات السياسات الايرانية واهدافها مع المصالح العربية.
وواقع الحال هو أنه ليس في يد العرب حيلة. وها هم يدفعون اليوم كما دفعوا على مدى السنوات السابقة ثمن فشلهم في الحفاظ على وزن استراتيجي سواء في محيطهم الحيوي أو على الساحة الدولية.
يحصد العرب الآن ما غرسوا على مدى وجودهم دولاً متفرقة يضعفها التخلف والفرقة والحسابات الآنية والمصالح الضيقة وغياب الديمقراطية وانتهاك حقوق الناس وتغييب آفاق الانجاز أمامهم.
خسر العرب كل مواجهة دخلوها, في فلسطين وفي العراق وفي لبنان واليمن. انهزموا في الحرب والسلم وفي الاقتصاد والعلم. ولا بشائر أن ذلك الوضع الى تغير.
فمنذ زمن والحديث يجري عن بناء شرق أوسط جديد. وكل ما انجز باتجاه ذلك يؤشر الى حقيقة مؤلمة وهي أن اعادة ترتيب بنى المنطقة لن يؤدي إلا إلى تهميش العرب ومحاصرتهم في أمنهم واقتصادهم وأرضهم.

تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر