نداء عاجل للشعوب العربيةالاثنين 17/4/2006 محمد عايش- اللواء الاردنية
نفض الفلسطينيون أيديهم تماماً من النظام الرسمي العربي العاجز تماماً عن تقديم أي نوع من أنواع المساعدة أو الدعم، أو ربما الرافض لتقديم هذه المساعدة، كما نفضوا أيديهم أيضاً من بقية دول العالم السائرة في المركب الأمريكي،ـ ولم يعد أمامهم سوى النداء الاخير للشعوب العربية التي لطالما خرج الملايين منها في العام 2000 وما تلاه الى الشوارع يتضامنون مع الشعب الفلسطيني وانتفاضته العظيمة. الشارع العربي أمام واجب ملحّ، وعاجل جداً اليوم، يتمثل في ضرورة تقديم الدعم المالي والمادي لأكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني محاصرون تحت الاحتلال الذي صادر أموالهم وقوت أبنائهم.. ومحاصرون بفعل الانجرار الاوروبي والاميركي وراء السيد الاسرائيلي واللوبي الصهيوني.. ومحاصرون بفعل مساعدات عربية رسمية أقرتها مؤتمرات القمة ولا تعدو أن تكون حبراً على ورق، حيث لم يصل منها شيء منذ اقرارها. المخرج الوحيد للازمة الفلسطينية المالية الراهنة، تمثل في جمع التبرعات النقدية وزكاة الاموال وارسالها الى الحكومة الفلسطينية التي يترأسها اسماعيل هنية، لكسر الحصار الدولي المفروض عليها، ومكافأة الشعب الفلسطيني على ديمقراطيته العظيمة النادرة الوجود في العالم العربي ورفع الظلم والجور عنه، وقبل ذلك كله ارسال رسالة واضحة الى تل أبيب والادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي مفادها أن الشارع العربي مازال ملتفاً حول الفلسطينيين وداعماً لهم كما كان في بداية انتفاضة الاقصى، وأن معاداة الشعب الفلسطيني تعني مواجهة العرب كافة. ثمة فرصة حقيقية اليوم أمام الشعوب العربية لاعلان تأييدها العملي للشعب الفلسطيني، وهي فرصة لانقاذه من الجوع والاذلال الامريكي، اذ لا يعقل للمقاومين الذين حاربوا ل57 عاماً دفاعاً عن هذه الامة، وذوداً عن مقدساتها، لا يعقل أن لا يجدوا رغيف الخبز الذي يسد رمقهم، في الوقت الذي يغرق فيه بعض جيرانهم بأنهارٍ من العسل واللبن والبترول الذي زاد سعر برميله عن الـ70 دولاراً! حكومة اسماعيل هنية وجهت نداء لتقديم المساعدات عبر الحساب (7-777-777) في بنك مصر الدولي، وهو البنك الوحيد في العالم الذي وافق على كسر الحصار المفروض.. والشعوب العربية اليوم أمام اختبار حقيقي لضمائرها وقوميتها وحفظها لتاريخها وتراثها، فاما أن تدافع عن الشعب الفلسطيني، واما أن لا تحزن اذا ما ابتلع الامريكيون بلادها قطعة قطعة، وزحف الاسرائيليون الى ما قبل النيل وما بعد الفرات!
تحضير للطباعة أرسل لصديق - |
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع
الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر
|