إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



اسرائيل تترقب وجه برلمانها الجديد لينسي فضائح السابق


الثلاثاء 18/4/2006
برهوم جرايسي- المشهد الاسرائيلي

*38 نائبا جديدا في الكنيست *في الكنيست 12 نائبا عربيا ثلاثة منهم في حزبين صهيونيين *32 يهودي شرقي فقط من اصل 108 نواب يهود رغم ان نسبة الشرقيين في المجتمع 50% وأكثر * خمسة نواب من اصل 18 نائبا يحملون شهادة الدكتور هم عرب *16 امراة فقط من اصل 120 نائبا وهو من ادنى المعدلات في العالم الغربي*

افتتحت أمس الاثنين، السابع عشر من الشهر الجاري نيسان/ ابريل، الولاية الجديدة للبرلمان الاسرائيلي، بعد الانتخابات التي جرت في نهاية الشهر الماضي، إلا ان اعمال الدورة البرلمانية الصيفية ستبدأ في الثامن من الشهر القادم، أيار/ مايو.
وحسب الوتيرة الجارية في السنوات الأخيرة، فإن هذه الولاية لا تختلف عن سابقاتها، إذ أن ثلث النواب المنتخبين هم نواب جدد يدخلون الى الكنيست لأول مرة، وبلغ عددهم 38 نائبا، من اصل 120 نائبا، من بينهم سبعة نواب جدد يشكلون كتلة نيابية جديدة، كتلة المتقاعدين، وهو أمر نادر في تاريخ الانتخابات البرلمانية، إذ ان أي كتلة نيابية تنتخب لأول مرّة ترتكز عادة على عدد من النواب السابقين.
وأول مسألة يلتفت اليها المراقبون في هذه الولاية هي نوعية النواب الجدد والمنتخبين ككل، بعد ان ضربت الولاية السابقة رقما قياسيا بالفساد والاعمال الجنائية للنواب، غالبيتهم من كتلة الليكود السابقة، الذين اتهم بعضهم بالسرقة او بالتصويت مرتين في الهيئة العامة للكنيست، وتهريب سجائر ومشروبات في المطار، وتزييف شهادات جامعية، ودفع رشاوى وغيرها.
ووصل الأمر الى درجة فتح 24 ملف تحقيق جنائي في الشرطة الاسرائيلية، ووصل عدد منها الى تقديم لوائح اتهام، وادانة ثلاثة نواب، هم عومري شارون ابن اريئيل، بتهمة تفعيل جمعيات كقنوات لدر الاموال للحملات الانتخابية لوالده، وحكم عليه بالسجن تسعة أشهر، في انتظار الاستئناف، ونعومي بلومنطال من الليكود، التي حكم عليها بالسجن ثمانية أشهر، بانتظار الائتلاف، بعد ادانتها بدفع رشاوى قبل الانتخابات البرلمانية التي جرت في العام 2003، والنائب يائير بيرتس، رئيس كتلة "شاس" السابقة، الذي حكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة عام بتهمة تزييف شهادات جامعية.
والانطباع العام هو ان نوعية النواب المنتخبين للولاية الجديدة، هي أفضل بكثير من سابقتها، وهذا ما سيعكس نفسه على مستوى العمل والخطاب البرلماني.
ومن المعطيات التي نشرت عن النواب الـ 120، يظهر ان من بينهم 17 امرأة فقط، وهي من ادنى المعدلات في الدول الغربية، كذلك هناك 12 نائبا عربيا، من بينهم اثنين في حزب "العمل"، وواحد في حزب "كديما" الصهيونيين.
وما يلفت النظر انه من اصل 108 نواب يهود هناك فقط 32 نائبا يهوديا من أصل شرقي (26,6%)، رغم انهم يشكلون اكثر من 50%، بمن فيهم يهود فلسطين في الماضي، وإذا ما أخرجنا كتلة "شاس" التي لديها 12 نائبا كلهم من الشرقيين، تهبط نسبة تمثيل اليهود الشرقيين الى اقل من 21%، وأعلى نسبة بعد شاس، نجدها في حزب "كديما" حيث 10 نواب يشكلون 34,5%، ثم حزب "العمل" حيث 5 نواب يشكلون 25% من اعضاء الكتلة عامة، (30% من اليهود)، أما الليكود، ورغم انه كان قبلة اليهود الشرقيين، خاصة في احياء الفقر، على مدى اكثر من 25 عاما، فإن لديه نائبين فقط من اليهود الشرقيين، من اصل 12 نائبا.
أما المهاجرين الجدد، ورغم ان التقديرات تشير الى ان قوتهم الانتخابية هي 18 مقعدا، فقد وصل منهم 14 نائبا، ثمانية منهم في حزب "يسرائيل بيتينو" اليميني المتطرف برئاسة العنصري افيغدور ليبرمان، ووصل عدد المتدينين، والمتدينين الاصوليين (الحريديم) الى 32 نائبا، وهم يشكلون قوة برلمانية لا يستهان بها، تدعم قوانين الاكراه.
وتتوقف المعطيات عند حملة الشهادات العليا، فهناك 18 نائبا يحملون شهادات الدكتورة وبروفيسور، 5 منهم في الكتل الناشطة بين الفلسطينيين في اسرائيل.
أما عدد الجنرالات وكبار ضباط الأمن فقد بلغ ثمانية، وهذا لا يشمل ضباط جيش ومخابرات كبار، ولكن لم يصلوا الى الصف الاول في فرقهم العسكرية، ففي هذه الولاية هناك قائد اركان سابق للجيش (شاؤول موفاز)، ورئيسان سابقان لجهاز المخابرات العامة "الشاباك"، عامي ايالون ("العمل")، وخلفه آفي ديختر، (كديما)، ورئيس سابق لجهاز المخابرات الخارجية، "الموساد"، داني يتوم، ("العمل").
وفي ما يلي معلومات عن بعض النواب الجدد:

وجوه جديدة بارزة في "كديما":

**آفي ديختر: (55 عاما)، الرئيس السابق لجهاز المخابرات العامة "الشاباك"، الذي انهى ولايته في ربيع العام الماضي، وانخرط في شهر كانون الأول/ ديسمبر، الى حزب "كديما"، كما كان متوقعا، عمل في جهاز "الشاباك"، على مدى 32 عاما، معروف بمواقف يمينية وعدائية للعرب.

**اوريئيل رايخمان: (67 عاما)، حامل شهادة الدكتوراة في الحقوق، ومحاضر جامعي، لمع اسمه كالعقل المدبر لاقامة حركة "شينوي" الجديدة في العام 1999، التي حصلت في تلك ذلك العام على ستة مقاعد، وفي العام 2003 15 مقعدا، وانهارت قبل هذه الانتخابات، ولكنه أحجم عن دخول الكنيست ضمن تلك الكتلة، وهو الآن ضمن "كديما" ومرشح لتولي وزارة التربية والتعليم.

**افيغدور يتسحاقي: (57 عاما) ظهر على الساحة السياسية في العام 2001 عندما عينه اريئيل شارون المدير العام لديوان رئاسة الحكومة، وهو منصب اداري رفيع جدا، حتى ان المنصب يلقب بـ "المدير العام للدولة"، ترك منصبه في العام 2004، وانخرط في "كديما"، وهو الآن رئيس الكتلة البرلمانية.

**رونيت تيروش: (53 عاما)، عملت في مجال التعليم لسنوات طويلة، ولكنها برزت على الساحة عندما عينتها وزيرة التعليم السابقة ليمور ليفنات مديرة عامة للوزارة، ولكن هذا التعيين لم يحم ليفنات من الخلافات معها، وفي نهاية العام الماضي اعلنت تيروش استقالتها من الوزارة لتنضم الى "كديما"، تترشح ضمن قائمة الحزب للانتخابات.

وجوه جديدة بارزة في "العمل":

**عامي ايالون: الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات العامة "الشاباك"، فور خلع بزته الأمنية كشف عن الكثير من المواقف المعتدلة نسبيا، ووصل الأمر ذروته في ابرامه "لتفاهمات" مقترحة، بينه وبين البروفيسور سري نسيبة، حول تصور شكل الحل النهائي بين اسرائيل والفلسطينيين، ومن ابرز خطوطها عدم عودة اللاجئين الى مناطق اسرائيل، وقد اثارت هذه التفاهمات تحفظ كلا الجانبين، وانضم الى حزب "العمل" قبل اكثر من عام، وفاز بالمكان الخامس في قائمة الحزب للانتخابات.

**افيشاي بافرمان: كان حتى اشهر قليلة رئيس جامعة بئر السبع، ولكنه اختار التنازل عن هذا المنصب الرفيع لكي يترشح ضمن قائمة حزب "العمل"، حين كانت استطلاعات الرأي تتوقع ان يحصل "العمل" (في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر)، اكثر من 26 مقعدا، وحتى ان رئيس الحزب عمير بيرتس اعلن ان بافرمان سيكون مرشحه لوزير المالية في حال شكّل الحكومة، ولكن النتائج التي حصل عليها الحزب تضع علامة سؤال على توليه حقيبة وزارية أصلا.

**شيلي يحيموفيتش: من اشهر الصحفيات في اسرائيل، ومن اكثرهم شعبية، لمع بريقها حين ادارت في مطلع سنوات التسعين برنامج "هكول ديبوريم" (احاديث) الاذاعي الشهير، وتميزت مواقفها اليسارية جدا، وكان انتقالها للسياسة قد احدث ضجة كبيرة في الوسطين الاعلامي والسياسي، عللت انضمامها الى حزب "العمل"، بأن انتخاب عمير بيرتس لرئاسة الحزب يجعل الحزب اقرب للقضايا الاقتصادية الاجتماعية.

يسرائيل بيتينو:

يسرائيل حسون: (50 عاما) يميني متطرف تولى حتى فترة قصيرة منصب نائب رئيس جهاز المخابرات العامة "الشاباك"، وخدم في الجهاز 23 عاما، وتقول المعلومات الصحفية عنه انه شارك في المفاوضات بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وكان مبعوثا سريا لعدد من رؤساء الحكومات في اسرائيل الى عدد من الدول العربية، وفي حال انضمام حزبه "يسرائيل بيتينو" الى الحكومة فإنه سيتولى حقيبة وزارية عن الحزب.

يتسحاق اهرنوفيتش: (55 عاما) تولى عدة مناصب عسكرية وامنية، ومن بينها نائب القائد العام للشرطة، وقائد قوات "حرس الحدود"، وقائد شرطة الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، كما تولى منصب ممثل الشرطة الاسرائيلية في الولايات المتحدة.

المتقاعدون:

عمليا جميع نواب الكتلة، سبعة نواب، هم نواب جدد، يدخلون الى الكنيست بمفاجأة لم يتوقعونها بأنفسهم، تتراوح اعمارهم من 59 عاما الى 79 عاما، ورغم ان المتقاعدين يحاولون منذ سنوات طويلة اقتحام البرلمان الاسرائيلي بكتلة نيابية تمثلهم إلا انهم فشلوا، ولكن في هذه المرّة لم يتوقع أي استطلاع حتى اجتيازهم لنسبة الحسم، 2%، ولكنهم حصلوا في النهاية على 6%.
ولكن في اطلاع لخلفيات النواب نجد ان فوزهم ليس صدفة، فستة نواب منهم، هم متقاعدون من الأجهزة الأمنية ومن كبرى النقابات في اسرائيل، مثل شركات الصناعات العسكرية والاتصالات "بيزك" و"الكهرباء"، وهم اعضاء في لجان المتقاعدين لهذه النقابات، وما من شك ان هذه النقابات تجندت لصالحهم.
ولكن ابرزهم هو رئيس قائمتهم، رفائيل ايتان، (79 عاما) وهو ضابط كبير في جهاز المخابرات الخارجية "الموساد"، ومعروف انه كان المشغل والعقل المدبر لتشغيل الجاسوس الامريكي لصالح اسرائيل جوناثان بولادر، في سنوات الثمانين من القرن الماضي، وقد هدد بولارد في الاسبوع بكشف فضائح تورط اسرائيل وايتان نفسه، في حال عيّن اولمرت ايتان وزيرا في حكومته.
وتولى ايتان العديد من المناصب الأمنية وخاصة على صعيد الاستشارة الأمنية لرؤساء حكومات اسرائيل.

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة:

**الدكتور حنا سويد، (51 عاما) حاصل على شهادة الدكتوراة في الهندسة المدنية، ومتخصص بهندسة المدن، محاضر جامعي في معهد التخنيون الاسرائيلي وفي جامعات بريطانية، خلال دراسته الجامعية في التخنيون، كان من ابرز الطلبة الوطنيين، وتولى رئاسة لجنة الطلاب العرب في المعهد، عن الجبهة الديمقراطية، في العام 1993 فاز برئاسة المجلس القروي في قريته عيلبون، واستمر بولاية ثانية حتى نهاية العام 2003.
اقام في السنوات الأخيرة مركز التخطيط البديل، المتخصص بكشف سياسة التمييز العنصري في كل ما يتعلق بالاراضي ومناطق النفوذ للبلدات العربية في اسرائيل.
انتخب في قائمة الجبهة للمكان الثاني منافسا للنائب السابق عصام مخول.

**دوف حنين: (48 عاما) حاصل على شهادة الدكتوراة في الحقوق ومحاضر في جامعة تل ابيب، وشغل حتى قبل ثلاثة اشهر رئيس الاتحاد العام للمنظمات والجمعيات التي تعنى بشؤون البيئة في اسرائيل.
ولد حنين لعائلة شيوعية، وكان والده ساشا من ابرز قيادات الحزب حتى رحيله، وانخرط حنين منذ طفولته في الشبيبة الشيوعية، وهو حاليا عضو في المكتب السياسي للحزب، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.

القائمة العربية الموحدة:

ابراهيم صرصور: (47 عاما) يشغل منصب رئيس الحركة الاسلامية (الجناح الجنوبي)، وكان على مدى شعر سنوات، من العام 1989 وحتى العام 1999 رئيسا للمجلس القروي في قريته كفر قاسم، حاصل على اللقب الاول في الادب الانجليزي من جامعة بار ايلان.
وقد رشح في رئاسة القائمة بعد ان نافس النائب السابق عبد المالك دهامشة في مجلس الشورى للحركة.

تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر