إرهاب إسرائيلي وصمت دوليالجمعة 16/6/2006 ايمن الصفدي- "الغد" الاردنية
ستظل ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع قضايا المنطقة عاملا للتأزيم ومصدر وقود للصراع المتنامي بين العرب والحضارة الغربية. بدت هذه الازدواجية واضحة في موقف الغرب إزاء الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني خلال الأيام الماضية. أما أثرها على صورة العالم الغربي في بلاد العرب فسيكون بناءً على تراكمية الغضب التي أفقدت الغرب صدقيته. دولة تسخّر جيشها لقتل الأبرياء من المدنيين. هذا إرهاب دولة لا تستطيع حتى أكثر الأصوات انحيازا لإسرائيل أن تبرره. رغم ذلك، لا نرى أي موقف غربي ذي جدوى لرفض الإرهاب الإسرائيلي. لا دعوات لمعاقبة إسرائيل اقتصاديا، ولا اصوات تطالب بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم، ولا حتى إدانة واضحة لأعمال تخرق القانون الإنساني وتحقّر القانون الدولي وتشكل إرهابا واضحا ضد شعب ما يزال محروما من أبسط حقوقه في العيش الآمن الكريم. ليس معقولا أن يعاقب العالم الشعب الفلسطيني لأن حكومته ترفض الاعتراف بإسرائيل قولا بينما لا يحرك ساكنا ضد إسرائيل التي تعمل على تدمير الشعب الفلسطيني فعلا. تقول أميركا وأوروبا من خلفها إنها تريد تحقيق السلام في الشرق الاوسط. وها هي إسرائيل تفعل كل ما بوسعها لإعاقة المسيرة السلمية وتدمير الأسس التي انطلقت عملية السلام منها. ومع ذلك، تفلت إسرائيل حتى من النقد اللفظي لجرائم وسياسات تهدد الأمن الاقليمي والسلم الدولي. آن لأميركا وللدول الأوروبية المؤثرة أن تترجم قولها المساند للسلام فعلا إن هي أرادت أن تحظى بأي صدقية في المنطقة. ولا يجوز أن تقام الدنيا ولا تقعد ضد أي تصرف عربي أو فلسطيني لا يعجب الغرب أو إسرائيل بينما يطبق الصمت مدوياً في مواجهة سياسات وجرائم إسرائيلية أكثر دمارية وأخطر أثرا على مسعى تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة. لا يحق لأميركا ولغيرها من الدول الغربية أن تسأل بعد كل مواقفها المنحازة لإسرائيل والمتغامضة عن جرائمها لماذا يرى الكثيرون من العرب في سياساتها عدائيةً لا هدف لها سوى خدمة مصالح هذه الدول وأهداف إسرائيل على حساب حقوق العرب المشروعة. ولا يجوز، في ظل هذه الحال، أن تضيف القيادة الفلسطينية، وخصوصاً حكومة حماس، إلى معاناة أهلها فشلاً سياسياً واقتتالاً داخلياً وعجزاً عن بلورة آلية عمل تسحب البساط، ولو جزئياً، من تحت أقدام الاسرائيليين وتوظف السياسة المنتجة لا الشعارات الرنانة للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني. فالشعب الفلسطيني يستحق أن يعيش واقفاً قبل أن يموت واقفاً. ولا سلام ولا أمن من دون تحقيق أسباب هذه الحياة لشعب ما انفك يعاني حياتياً وسياسياً في عالم امتهن الازدواجية وقدّم موازين القوى على المعايير الأخلاقية والقانونية.
تحضير للطباعة أرسل لصديق - |
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع
الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر
|