إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



إرهاب إسرائيلي ومقاومة فلسطينية

الجمعة 30/6/2006
ايمن الصفدي- "الغد" الاردنية

تختلف الآراء حول الجدوى السياسية لعملية رفح التي نفذتها فصائل فلسطينية ضد موقع عسكري إسرائيلي قبل أيام. لكن لا مجال للاختلاف حول مشروعية العملية عملا مقاوما ضد احتلال غير مشروع. الهجوم على الموقع العسكري الإسرائيلي في أرض فلسطينية محتلة هو فعل مقاومة تجيزه القوانين الدولية.
لكن ردة فعل إسرائيل كانت إرهاب دولة بكل المقاييس والمعايير. تل أبيب ردت على العملية بعقاب جماعي ضد الشعب الفلسطيني. حرمت إسرائيل الفلسطينيين الكهرباء ودمرت طرقهم، حالت بينهم وبين قوتهم وخرقت كل المعايير الأخلاقية والسياسية والقانونية بخطف وزراء ونواب يمثلون الشعب الفلسطيني.
وهذه عنجهية وبربرية ستدفع المنطقة إلى الهاوية. فما الذي ستجنيه إسرائيل من هذا التصعيد غير المبرر سوى تدمير كل ما أنجز على طريق بناء السلام الذي طالما تعثر جراء تعنت إسرائيل وممارساتها؟
وربما يكون هذا هو تحديدا ما تريده حكومة إيهود أولمرت التي ترى فيها واشنطن، وحتى أوروبا، حكومة سلام. فالتقدم نحو السلام سيجبر إسرائيل على إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية. وهذا قرار أثبتت إسرائيل ممارسةً أنها لا تريد أن تتخذه. فمنذ سنوات وإسرائيل تنفذ سياسة تهدف إلى تدمير العملية السلمية ومحاصرة الفلسطينيين في واقع لا يؤدي إلى دولة ولا ينهي معاناة ولا يدفع إلا باتجاه إبقاء نار الصراع متوقدة.
الصمت المخزي للعالم إزاء التصرفات الإسرائيلية يفضح هشاشة النظام العالمي وانحياز قواه الأكبر الكامل لإسرائيل.
فأي منطق ذلك الذي يبرر اختطاف وزراء منتخبين في عملية ديمقراطية لم يحظ عالم العرب بمثلها على امتداد تاريخه المليء بالقمع والذل والديكتاتورية؟ وكيف تبرر واشنطن عدم إدانة هذه الجريمة ومساندة إسرائيل وهي تستبيح القوانين الدولية وتخرق حقوق الفلسطينيين الإنسانية قبل السياسية؟
لا شيء يبرر الجرائم الإسرائيلية. ولا منطق يقبل الموقف الدولي. فصحيح أن الفلسطينيين سيدفعون الثمن الآني المباشر للهجوم الإسرائيلي. لكن المنطقة والعالم سيعانون إرهاصات تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية حد اليأس وحد موت الأمل برفع الظلم.
إسرائيل تقتل السلام وتقتل الأمل. وهي إذ تفعل ذلك تحيي اليأس وتحيي التطرف ولا تترك سوى العنف المضاد سبيلا أمام الفلسطينيين ليحموا أرواحهم ويحموا ديمقراطيتهم التي أثبت قتل إسرائيل لها تحت أنظار من يدّعون نصرتها ازدواجية معايير الغرب الأخلاقية وانحيازه السياسي المطلق لإسرائيل حتى حين تمارس الإجرام والإرهاب بحق الأبرياء.

تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر