إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



يوميات عدوان شخصية (ومتفائلة) جدًا

السبت 22/7/2006
رجا زعاترة

أولمرت ليس شارون، وثقافة القطيع التي يتغذى منها الإجماع الصهيوني الأعمى تحتاج إلى راع، وهذا الراعي غائب اليوم عن المشهد.. لكنه ليس غائبًا تمامًا، فلا يمكن تجاهل التسريبات عن "تخاذل شاروني استراتيجي" على الجبهة اللبنانية؛ إنها من تلك اللحظات النادرة التي يمكنك الموافقة فيها مع اليمين: بالون أحادية الجانب ينفجّر في وجه إسرائيل!

 الخميس عصرًا

في الطريق من الناصرة إلى مكاتب "الاتحاد" في حيفا، تعريجًا على تظاهرة احتجاجية عند خط تماس وادي النسناس والهدار.. الإذاعة الرسمية وإذاعة الجيش منهمكتان في تعبئة شرسة لحرب قد تطول. أفكر في هتافات ملائمة، كل ما يرد ببالي يعيدني إلى غزة..
مع انتهاء التظاهرة تتوافد أنباء سقوط أول صاروخ لبناني في حيفا.

 الخميس ليلاً


في الجريدة، صور الموت والنار تهدّد بإحالة الكلمات حبرًا على ورق.. الأحمر يبقى أقوى من الأسود والأبيض.
عجيبةٌ هذه الحياة كم تزداد إلحاحًا في حضرة كل هذا الموت.

 الجمعة فجرًا


أهرب من البثوث المباشرة وقذارة الموقف الأمريكي والدعارة السعودية، بكبسة زر. والكتاب خير جليس في حرب تأتي ولا تأتي.

 الجمعة ظهرًا


أتزوّد بالقهوة وبحصيلة مجازر الساعات الأخيرة. الاتصالات تتوافد من الأقارب والأصدقاء في ما وراء البحار بعد ظهور اسم حيفا في أنباء الحرب. أسخرُ في سرّي من فكرة "الفرار". إلى أين أذهب؟ إلى القدس التي تخنقني من الجهات الأربع كلما قصدتها؟ أم تل أبيب التي أمقتها؟ والتي لن تكون أصلاً خارج نطاق المفاجآت الموعودة.. ثم أنني أشعر منذ الأمس أن تلك المنطرة في "ستيلا ماريس" أضحت أقرب إلى بيتي وقلبي..

 السبت بعد الظهر


الحرّ لا يطاق.. أتلقى خبر وفاة والد صديق لي من عكا، 57 عامًا، سكتة قلبية أصابته دون علاقة بالحرب والكاتيوشا وحالة الذعر التي بدأت تسود شمال أعتى دول الشرق الأوسط.
ألتقي أحد الزملاء من "المجتمع المدني" لى هامش اجتماع تضامني مع مدرسة "حوار"، يحدثني عن ابنته ذات الأربعة عشرة ربيعًا التي أبدت استعدادها لتلقي الكاتيوشا في غرفتها..

 السبت مساءً


في الطريق إلى عكا لحضور الجنازة.. جميع السيارات تتجه جنوبًا وقلة قليلة تتجه معنا نحو مدينة الأسوار. أحد الأصدقاء تخلـّف عن المجيء مُتذرعًا بخطر الصواريخ، وذاك الذي يجلس بجانبي متعاطف مع المقاومة والأسرى من حيث المبدأ، لكن الأمور اختلطت عليه تحت وطأة حجم الدمار والإجرام الإسرائيليين، يبدو أنه أفرط في مشاهدة الـLBC ولم يكتشف الـNEW TV بعد.. نقاش حامي الوطيس أُجمِله عند مشارف عكا بـ"إنها حرب إرادات.. وأنا متفائل"!
نصل إلى المقبرة. المعزّون يتهامسون عن الحرب ونصرالله، والجيش الذي جُرح أنفه في عملية كرم أبو سالم وتهشّم على الحدود اللبنانية.
الشمس تستكمل غرقها البطيء، أبحث في ما تبقى لسماء عكا من زرقة عن أضواء طائرة أو دخان صاروخ، ولكن ليس في الأفق المرئي سوى هذه القبب الحنونة ورايات برازيلية، ممّا يحملني على حمد الذي لا يُحمد على مكروه سواه، على أن إسرائيل شنت هذا العدوان بعد المونديال والتصعيد الزيداني الذي انشغلت فيه العرب والعجم، كيما يتسنى لأبدان الناس أن تقشعر بعض الشيء للأهداف التي يحرزها طيّارو شعبه المختار في أجساد أطفال الفقراء الغضة على طرقات الجنوب.

 الأحد فجرًا


أفكر في كلام الزميل وابنته.. أنقـّب عن إجابة عقلانية للتساؤل عمّا يشوّقها للانتقام ولو دفعت حياتها ثمنًا.. أخلص إلى أن هذه البنت أخطر على "أمن" إسرائيل من كل جيوش العرب والمسلمين التي تكدّس السلاح الأمريكي على أعناق العرب والمسلمين.
"الجزيرة" تبث برنامجًا وثائقيًا عن الحرب الكونية الثانية، ما يضطرني في مرحلة ما إلى مشاهدة الـLBC بدوري، فينخفض منسوب تفاؤلي بدوره: ففي لبنان البطل هذا، رغم عظمته، توجد قوى تضرب جذور نذالتها عميقًا في التاريخ، وأخرى تضرب بدروس التاريخ القريب والبعيد عرض الحائط، طائفيةً وتساوقًا وتأمركـًا.
لن أنتظر الشمس.. تصبحون على وطن..

 الأحد ظهرًا


أصبحت قبل بضع ساعات على صفارات تنذر بدفعة من الصواريخ في طريقها إلى حيفا.. تتوالى الصفارات والصواريخ كل ساعتين تقريبًا. آمل ألا تتحقق أمنية ابنة الأربعة عشرة ربيعًا.
أمي وأخواتي وأبناء أخي يغادرون إلى القدس، أما أنا فباق في حيفا.. ولا مبالٍ أخوك لا بطل.
الصواريخ تتواصل. الجيران يتجمّعون عند مطلع الدرج لتدور محادثة نوستالجية عن حرب صدّام والكمّامات والذين جنوا أرباحًا طائلة من تجارة الأشرطة اللاصقة؛ أنتبه لأول مرة إلى الصليب الذهبي الضخم على الصدر العاري لجارنا الروسي. لا أعتقد أنه كان هنا - في البناية وفي البلاد عمومًا - أيّام حرب صدّام الخوالي.
الإعلام الإسرائيلي يخضع لتعليمات الناطقة بلسان الجيش ولا ينبس ببنت شفة عن الصاروخ الذي سمعناه صوت سقوطه المدوي منذ ساعتين في منطقة "بات غاليم" غربي بيتنا، أمّا الإعلام العربي التعددّي المنفتح فبعض ضيوفه ليسوا بحاجة إلى إيعاز من أحد بتثبيط العزائم والانخراط طوعًا في الحرب النفسية الإسرائيلية.

 الأحد مساءً


مضت على صفارة الإنذار الأخيرة بضع ساعات.. نصرالله ظهر قبل قليل في كلمة مسجّلة بالصوت والصورة، لكن نبرته بدت مغايرة عمّا كانت عليه قبل أربعة أيام أو يومين. لا بأس، أستدرك، إنه بشر من لحم ودم، ولا بدّ أنه متأثر من مشاهد شيّ الأطفال وتسوية بيوت الناس بالأرض في بيروت والجنوب. فعدد القتلى المدنيين اللبنانيين تعدّى المئة حتى الساعة..
عزائي الوحيد هو أنه لم تبق لطيران الجيش الأخلاقي أهداف للقصف، بقي أمامه فقط إعادة ضربها مرة أخرى أو تجريب أسلحة الدمار الشامل حتى يستعيد قوة ردعه المزعومة.
الجريدة ستحتجب غدًا.. ولعلـّها المرة الأولى التي تحتجب فيها على خلفية قصف عربي منذ ثمانية وخمسين عام على أقل تقدير.
إنه احتجاب تاريخي، إذن! (وهاك عزاءٌ يؤازرني، حتى إنذار جديد).

 الأحد ليلاً

تحسّن ملحوظ في روحي المعنوية بعد التمعّن في نشرات أخبار القنوات الإسرائيلية الثلاث. صحيح أنّ الإعلام الإسرائيلي مجنّد ومستنفَر بكامل قواه تقريبًا؛ وأنّ الفروق الطفيفة بين أقطاب الإجماع الصهيوني تذوب في أيام كهذه؛ وأنّ النغمة المتعجرفة ما زالت الطاغية وآلة الإعلام العسكري تقصف وسائل الإعلام برسائلها الهادفة إلى تخدير المجتمع الإسرائيلي على مدار الساعة، لكن اجتهادات بعض المحللين الذين لا يجترّون رسائل الجيش أوتوماتيكيًا تثيرُ علامات استفهام هامّة.

 الإثنين عصرًا


مضى يومي بين الصفارات ومتابعة الصواريخ التي تسقط منذ الظهر.
صواريخ اليوم وقعت في نطاق كيلومتر هوائي واحد عني. ولكن القنوات الإسرائيلية تتكتم على الصور والتفاصيل.. جلبوا صور البناية التي أصيبت في "بات غاليم" بعد أن تحفظوا على اسم الحي لبضع ساعات، لكنهم لم يتحدثوا عن ضرب بناية المحاكم الرابضة على أنقاض حارة الكنائس في البلد، لم تكن هناك سوى صورة خاطفة واحدة لم يتلوها شيء، ولم يوضحوا شيئًا عن صاروخ آخر استقرّ  - على ما يبدو ويُسمع - قرب سلاح البحرية في حي المحطة، ولا عن كل ما يسقط في الميناء المترامي الأطراف وفي الخليج حيث المنشآت الصناعية الحسّاسة. يسمحون فقط ببث الضربات التي توقع إصابات في صفوف المدنيين ودون تفاصيل "قد تفيد العدو" على حد تعليلهم، وهذا هو السبب من وراء اعتقال واحتجاز ومضايقة طواقم فضائية "الجزيرة" في اليومين الأخيرين.
هكذا يكون النسق الإسرائيلي للدمقراطية والإعلام الحرّ، أو لا يكون!

 الإثنين مساءً


أولمرت ألقى خطابًا ديماغوغيًا في الكنيست. واضح جدًا أن الهدف الأساسي الذي وضعه مستشاروه نصب أعينهم هو مخاطبة المجتمع الإسرائيلي المذعور. واضح أيضًا أن أولمرت يسعى إلى التموقع في الجزمة العسكرية الدموية اللائقة برئيس حكومة إسرائيلي، وإلى رفع أسهمه التي يصعب الرهان عليها، وهذا يتطلب من أولمرت تصعيد نبرته وتحريك عينيه بشكل يبدو آليًّا خلال الخطاب المتوسط فما تحت الذي راجعه عدة مرات قبل إلقائه، إلى جانب الترصيع باقتباسات توراتية تعيد رسم صورة الضحية فوق التاريخية.
أولمرت ليس شارون. وثقافة القطيع التي يتغذى منها الإجماع الصهيوني الأعمى تحتاج إلى راع؛ وهذا الراعي الذي أدخل القطيع في غيبوبة الوحل اللبناني لإبّان مونديال العام 1982، غائب اليوم عن المشهد.
لكنه ليس غائبًا تمامًا، فلا يمكن تجاهل التسريبات المثيرة وغير البريئة بالمرة الصادرة من مكتب خليفته، والتي تشير بالمشبرح إلى "تخاذل شاروني استراتيجي" على الجبهة اللبنانية، فشارون – تذكـّر تلك المصادر – هو الذي أبرم اتفاق تبادل الأسرى مع حزب الله في كانون الثاني (يناير) 2004، وهو الذي عجزت حكومتاه عن "ردع" حزب الله طيلة السنوات الست الأخيرة!
كما يلاحظ اختفاء ايهود براك - مُبتكر السياسة الأحادية الجانب ومنفّذها الأول في جنوب لبنان في أيّار 2000  - عن الشاشة كليًّا.
أمّا وزير المواصلات الحالي ووزير "الأمن" السابق موفاز، الذي كان عارض الانسحاب كرئيس للأركان آنذاك، فلم يتبق له سوى امتشاق "سلاح غير تقليدي"، لكنه قديم، كانت فشلت إسرائيل في تفعيله ضد الرئيس الراحل عرفات في حينه؛ فالوزير الفارسي الأصل، الذي يجيد الانجليزية على نحو أفضل بقليل من وزير "الأمن" الحالي، ينقضّ منذ الأمس على الميكروفونات الأجنبية جازمًا: "حزب الله هو القاعدة، ونصرالله هو بن لادن"، مادًا راحته المخضّبة بالدماء وفيها دليله الدامغ على أنّ صاروخ "رعد" الفتاك سوريّ التقنية! فهل كان الجنرال الجهبذ يتوقـّع أن يكون صاروخًا أمريكي الصنع مثلاً؟ سقا الله أيّام الاتحاد السوفييتي الذي سلـّح العرب وكانت العرب أولَّ من طعنه في ظهره!
نتنياهو تلا أولمرت في خطاب أكثر ديماغوغية.. يمكن قراءة إدراك مثير بين سطور موقف اليمين الإسرائيلي، هو أن الدعم غير المحدود لحكومة المراسل العسكري (أولمرت) والضابط المغربي الصغير (بيرتس)، مشروط بمضيّها في مهمّتها حتى النهاية، لكن ما هي هذه "المهمّة"؟ وأين تقع "النهاية"؟ سلوا ليبرمان وسيقول لكم بعبريته الثقيلة: "طهران أسوان"!
محلل القناة العاشرة رفيف دروكر ينقل عن مصادر في وزارة الخارجية، إن تسيبي ليفني قالت - خلال جلسة مشاورات مع كبار موظفي وزارتها - ما معناه "لنقل أننا انتصرنا وننهي الأمر". ويمكن قول الكثير عن وضد ليفني، ولكن الغباء ليس من سمات خرّيجة الموساد المرشحة للقب غولدا مئير الثانية، وهي ليست في حاجة إلى إثبات حيازتها خصيتين فولاذيتين كما هي حال الآخرين.
إنها من اللحظات النادرة المفعمة بكل ما يمكن للمفارقة أن تحمله من سخرية.. تلك التي يمكنك الموافقة فيها بحماسة مع ما يقوله اليمين: بالون أحادية الجانب ينفجّر في وجه إسرائيل.
يبدو أن وهم سحق حزب الله بدأ يتبدّد شيئًا فشيئًا في سراديب الحكم في إسرائيل. ويبدو أن القشة الوحيدة التي في مستطاع إسرائيل التعلـّق بها في ختام هذا اليوم هي التصريح الخرائي الصادر من فم جورج بوش، خلال محادثته "العفوية" مع ربيبه البريطاني الاستراتيجي.

 الإثنين ليلاً


عدد ضحايا الجرائم الإسرائيلية في لبنان تعدّى المائتين حتى الآن. القصف الإسرائيلي لم يتوقف، وبالمقابل تتواصل الصفارات في حيفا وعشرات الصواريخ ما زالت تنهمر في الشمال في الساعات الأخيرة.
لقد ضاعفت المقاومة اليوم من عدد الصواريخ التي أطلقتها، ووسّعت مداها حتى بلغت مرج ابن عامر، أي إلى "ما بعد حيفا" كما بات يكرّر المراقبون والمحللون الإسرائيليون بعد خطاب نصرالله الأخير.
اليوم، في اليوم السادس لهذه الحرب المفتوحة، أستطيع وضع بعض النقاط الوقائعية والواقعية على حروف تفاؤلي، راكمَتها أمامي ساعاتُ اعتصامي الاضطراري السبعون الأخيرة أمام التلفاز:
الجيش الإسرائيلي بدأ يستنفد "مخزون أهدافه" في لبنان، وجنرالاته يتعلثمون أمام كل سؤال يحاول الاستفسار عن مدى النيل من قوة حزب الله، خيار الاجتياح البرّي قائم نظريًا لكن الجميع يعلم إن هذا بالضبط هو ما ينتظره المقاومون؛
ما لم يقله أولمرت في خطابه أكثر بكثير ممّا قاله، فهو لم يكرّر مثلاً حديثه الببغائي السابق حول رفض التفاوض على استعادة الجنود، ولم يحدّد أهدافًا عينية بل أبقى الأمور تسبح في ضباب العموميات، وقال إن الوضع مرشّح لمزيد من الصعوبة والمزيد من الضربات الموجعة في العمق الإسرائيلي (ما زال هناك "ما بعد ما بعد حيفا" – لم تنسوا طبعًا!)؛
المقاومة ما زالت صامدة بعد كل الضربات الإسرائيلية، و"المنار" ما زالت تبث. المصادر الإسرائيلية تمهّد لـ"أوراق استراتيجية" ما زالت في جعبة حزب الله، والمتفائلون منهم يتحدثون عن "سحق" ربع قوة حزب الله، وليس أكثر؛
رغم كل الدمار الهمجي والقتل العشوائي، إسرائيل لا تستطيع اتباع سياسة الأرض المحروقة والإضرار بالحكومة اللبنانية التي تعوّل عليها الإدارة الأمريكية في إطار مشروع هيمنتها، وثمة شبه إجماع لبناني على أوّلية وقف إطلاق النار؛
رغم التلكؤ الدولي وتواطؤ حلفاء أمريكا العرب، فإن الساحة الدبلوماسية بدأت تشهد حركة أوروبية وأممية، وإن كانت منحازة للموقف الإسرائيلي.. وأعتقد أن الأسبوع الثاني للحرب سيكون مصيريًا، ميدانيًا، ودبلومسيًا، ونفسيًا أيضًا.
أحاول اتقاء الحذر وعدم إطلاق العنان لعواطفي، ولكن رغم كل شيء، يبدو أن المقاومة صامدة وبعيدة جدًا عن نقطة الانهيار، ورغم واجهة التماسك التي تعمل إسرائيل جاهدة - ساسةً وجيشًا وإعلامًا - على مشهدتها وبثها، فإن احتياطي صبر المجتمع الإسرائيلي ليس مطلقًا؛ لأن هذا المجتمع، الذي تزعم حكومته اليوم إنها "تسحق" حزب الله، هو مجتمع سحق جزء لا يستهان به في السنوات الأخيرة سحقًا اجتماعيًا-اقتصاديًا مؤلمًا أفرغ مفاهيم التكافل والتعاضد والتضامن من أي مضمون فعلي، وطبيعة الحال إن غالبية المتضررين في إسرائيل ينتمون إلى الطبقات الفقيرة والمهمشة في إسرائيل. هذا فيما سارع وزير الاقتصاد هيرشزون إلى طمأنة أصحاب رؤوس الأموال، حيث تقدّر الخسائر بمئات ملايين الدولارات يوميًا.
إنها حرب إرادات بالأساس، وفي هذا السياق فإن يد الظالم – تبقى - مهما ثبتت مرتجفة، كما تعلـّمنا في مدرسة الصمود الزيّاديّة.
......
إنها الثانية من بعد منتصف الليل والأنباء الواردة تتحدث عن مجزرة جديدة في مرجعيون. الساعات الأربع الأخيرة حملت أنباء قتل عشرات المدنيين.

 الثلاثاء فجرًا


الشمس أدركتني اليوم.. سأشاهد نشرات أخبار الساعة السادسة وأخلد إلى النوم. نهار عربي ينتظرني غدًا.. أقصد اليوم.

 الثلاثاء عصرًا


عشرات الصواريخ تنهال على حيفا والشمال في الساعتين الأخيرتين.
صفارة، واستراحة، وصفارة أخرى، فاتصال اطمئنان من صديقة تل أبيبيّة، ثمّ صفارة جديدة، ثم اتصال آخر من الجريدة: "وينك يا رفيق"..
- "في الطريق إليكم.. في الطريق".


تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر