قوة إسرائيل في ضعف العربالثلاثاء- 25/7/2006 ايمن الصفدي- "الغد" الاردنية
إسرائيل قوة عسكرية واقتصادية هائلة في الشرق الأوسط. تلك حقيقة. لكن القوة الاسرائيلية لا تفسر, وحدها, تفرد إسرائيل بمصير المنطقة وتجرُّؤها على حقوق العرب واستباحتها لحياتهم. ولا يفسر الدعم الأميركي لإسرائيل والتعاطف الدولي معها, وحدهما أيضاً, الاستقواء الإسرائيلي الذي تجسد على مدى عقود تحدياً للقرارات الدولية واحتلالاً لأرض العرب وارتكابَ مجازر بحق الفلسطينيين واللبنانيين. ثمة سبب آخر لتغول اسرائيل: ضعف العرب. ففي الوقت الذي استثمرت اسرائيل العقود القليلة التي مرت منذ تأسيسها دولة غير شرعية على أرض ليست لها في بناء قدراتها العسكرية وبنيتها الاقتصادية وعلاقاتها الدولية, تاه العرب في البحث عن مصالح لفئات محددة على حساب الدول والشعوب والمصالح. إسرائيل قوية جداً لأن العرب ضعفاء جداً. وستظل اسرائيل تتحكم بمصير المنطقة وتفرض على الدول العربية الهوان ما بقيت هذه الدول على حال الضعف والتفكك التي تعيش. إسرائيل تصول وتجول في الضفة الغربية وفي غزة وفي لبنان وهي تدرك أنها لن تدفع لذلك ثمناً سوى الخسائر التي ستواجهها في ميدان المعركة غير المتكافئة التي تخوضها ضد الفلسطينيين واللبنانيين. فالمجتمع الدولي إما يدعمها وإما عاجز عن إطلاق أي فعل عقابي أو رادعٍ بحقها. وتعايشت إسرائيل في الماضي مع سيول الإدانات والاستنكارات التي ما فتئت الدول العربية تمطرها بها. وستكون قادرة على التعايش مع ذلك الآن ومستقبلاً. لن تتغير اسرائيل حتى يتغير العرب. بيد أنه ليس هناك ما يطمئن بأن العرب والجون طريق التغيير التي ستجعلهم قادرين على الحد من الاستبداد الإسرائيلي. ستضعف إسرائيل اذا قوي العرب. ولن يقوى العرب إلا إذا اعادوا بناء مجتمعاتهم على أسس ديمقراطية تضمن توظيف جميع مقدرات البلاد في تشييد بناها السياسية والعسكرية والاقتصادية. لكن هذا هدف يظل, حتى في أكثر حالات التفاؤل, بعيد المدى.
تحضير للطباعة أرسل لصديق - |
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع
الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر
|