والد جندي قتيل: لن اعتمد على الجيش الذي سلب مني إبني مجاناالإسرائيليون يسألون حكومتهم عن أسباب ويلات وفشل الحربالاثنين 21/8/2006 برهوم جرايسي- "الغد"- الاردنية
اتسعت في الأيام الأخيرة الحركات الاحتجاجية في الشارع الإسرائيلي على الحرب في مختلف الاتجاهات، تلك التي تهاجم الحكومة من منطلقات يمينية، وتحتج على وقف الحرب، وتلك التي تسأل عن ضرورة شن الحرب أصلا، ولكن جميع الحركات باتت تجزم بأن إسرائيل خسرت هذه الحرب وعلى المستويين السياسي والعسكري أن يدفعا الثمن. وتنتشر هذه الحركات بالأساس بين عشرات آلاف جنود الاحتياط الذين تم استدعاءهم للمشاركة في الحرب على لبنان، ومنهم من يتحدث صراحة عن "ويلات الحرب" التي واجهونها في جنوب لبنان، وتنضم إليهم عشرات عائلات القتلى الإسرائيليين من جنود ومدنيين، وكل هذا عدا عن حركة الاحتجاج التي قادها اليسار في إسرائيلي خلال أيام الحرب. وتقول الصحفية نير حسون في تقرير موسع لها في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أمس الأحد، "على ما يبدو فإن القصص القاسية الواردة من ميدان الحرب والإحباط من الفشل النسبي للعملية (للحرب) تقود إلى حركة الاحتجاج هذه، فهي منظمة بشكل أو بآخر ضد المستويين العسكري والسياسي". ويقول التقرير انه من الصعب إحصاء عدد الحركات بين صفوف جنود الاحتياط، فحتى الآن تم تنظيم خمسة حركات احتجاج، ولكن هذا ليس نهاية المطاف، فهناك حركات قيد التنظيم، ولكل واحدة من هذه الحركات مطالب عينية، كتلتك التي تسأل عن سبب إيقاف الحرب قبل استعادة الجنديين الأسيرين حسب ما أعلنته الحكومة الإسرائيلية بداية، وهناك من يسأل عن مستوى التجهيزات، وتفاجئ الجيش الإسرائيلي بقوة حزب الله. والسؤال الذي يطرحه المراقبون، ما إذا بمقدور هذه الحركات أن تكون نواة تحرك شعبي واسع لإسقاط الحكومة، على غرار ما جرى في العام 1973، في أعقاب حرب أكتوبر. ويقول أحد ضباط الاحتياط، موطي أشكنازي، الذي قاد واحدة من حركات الاحتجاج بين صفوف جنود الاحتياط في العام 1973، انه في ذلك الحين احتاج الأمر إلى أربعة أشهر إلى حين استوعب الجمهور حقيقة ما جرى في تلك الحرب، "أما الآن فإنا متفاجئ من أن هذا يحدث بهذه السرعة الفائقة". وتقول الصحفية حسون في تقريرها، "إن احتجاج جنود الاحتياط ينقسم لعدة مستويات: احتجاج ضد المستوى السياسي والقرارات التي اتخذت خلال العملية في لبنان، وهذا الاحتجاج يأتي على الأغلب من جهات يمينية في الخارطة السياسية، وتدعو إلى مواصلة الحرب على حزب الله إلى حين تحقيق الأهداف المعلنة". "كذلك هناك حركة احتجاج من عناصر الاحتياط حول عمل ضباط الجيش الإسرائيلي خلال العملية، وهذا الاحتجاج مرتبط بتجارب خاصة، بدءا من نقص المواد الغذائية للجنود، مرورا بالأوامر التي كانت تتقلب وتتغير، وحتى النقص بالعتاد الحربي، وقلة التدريبات لمواجهة ما واجهوه في جنوب لبنان". ويقول أحد الجنود، ايتي بن حورين، "هناك شعور لدى الجميع ان شيئا ما حصل هنا، وهذا أمر لا يمكن تجاهله، وأن نقول "حسنا فإن الوضع صعبا ولكن علينا الاستمرار قدماً"... لقد شعرنا بنهج التبجح والاستخفاف والانغلاق من قبل المسؤولين تجاه المواطنين في الجبهة الداخلية، إنني أتوقع ان تحقق حركة الاحتجاج شيئا ما لأن الأمر لا يمكن أن ينتهي ببضعة مقالات في الصحف، و(إيهود) أولمرت، و(عمير) بيرتس يتابعان بقلق ما يحدث في القواعد العامة". ويقول الجندي احتياط، ايتي لاندسبرغر، "إن الغضب كبير جدا والسؤال هو كيف سينفجر، فأينما ترفع حجرا تجد من تحته فشلا، لم يكن في مرة مرّة فشل بهذا المقدار".
عائلات القتلى تسأل
ولكن حركة الاحتجاج لا تتوقف عند جنود الاحتياط بل أصبحت تشمل عائلات القتلى خاصة من بين الجنود، فهناك من العائلات من تعبر عن غضبها على شكل تحرك المستوى السياسي (الحكومة)، وعلى قرار الاستمرار بالحرب على الرغم من وقف إطلاق النار، وهناك من العائلات من تتهم ضباط الجيش بفشلها في قيادة المعركة، "فقيادة مختلفة كانت ستمنع موت أبنائها". ويقول حاييم تسيمح، والد أحد الجنود القتلى: "لقد أرسلوا إبني في ضوء النهار إلى مكان مليء جدا بالصواريخ المضادة للدبابات، وكان من المؤكد تقريبا أنه سيتلقى صاروخا كهذا، لم تكن هناك استخبارات، أنا لن أعتمد ثانية على الجيش الذي سلب إبني مني مجانا"، ويضيف تسيمح قائلا في انتقاده للحكومة، "إن شارون عرف دائما انه مع نصر الله يجب دائما التفاوض والتوصل إلى حل وسط". أما اليباز باولا، وهو أيضا والد أحد الجنود القتلى فيقول عند قبر نجله أمام عدسات التلفزة: "ليس فقط فراقك هو الذي يؤلمني، وإنما أيضا الدولة التي فقدت طريقها، وعلى قادة ليس بمقدورهم تحمل المسؤولية والقول لقد أخطأنا، وإنهم لم يستقيلوا، اليوم وللمرّة الأولى في حياتي اسأل، هل الطريق التي اتبعتها كانت صحيحة؟ هل كان من الصحيح تربية أبنائي على محبة البلاد من دون تحفظ، وأن تضحي بنفسك لأجلها،... حين يكون قادتنا قليلي الفهم وجبناء، فعليهم ان يستقيلوا". ويقول الدكتور الإسرائيلي في علم الاجتماع يغيل ليفي، والمختص "بالعائلات الثكلى"، ما من شك انه للعائلات الثكلى سيكون دور حاسم في حركة الاحتجاج المستقبلية، فقد رأينا في الماضي صعوبة تحرك العائلات الثكلى التي تبكي أبنائها، ولكن مع الوقت يصبح بمقدورها الانخراط في حركة الاحتجاج والتأثير.
تحضير للطباعة أرسل لصديق - |
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع
الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر
|