إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



ترقب شديد لنسبة التصويت كمؤشر سياسي

الجمعة- 6/2/2009
برهوم جرايسي- "الغد"- الاردنية

أحد أهم المؤشرات التي تراقبها الحلبة السياسية والمحللون في إسرائيل، هي نسبة التصويت في يوم الانتخابات، التي تشهد انحدارا كبيرا في السنوات الأخيرة، أي من معدل 79% حتى العام 1999 إلى 63,5% في الانتخابات الأخيرة، وتنظر جهات سياسية تنظر بقلق إلى هذا التراجع، الذي حتى الآن يخدم أوساط اليمين المتشدد.
فمنذ العام 1949 وحتى العام 1999 تراوحت نسبة التصويت في إسرائيل من 78% كأدنى حد وحتى 82% بالمعدل، أما في الانتخابات لرئاسة الحكومة التي جرت في العام 2001 فقد هبطت نسبة التصويت إلى 62% واعتقد البعض أن هذا الانخفاض الحاد والمفاجئ بسبب أن الانتخابات لرئاسة الحكومة، إلا أن انتخابات العام 2003 العامة أثبتت وجود توجه، إذ انخفضت نسبة التصويت إلى مستوى 69%، وفي العام 2006 هبطت إلى 63,5%.
وتشير سلسلة من استطلاعات الرأي إلى أن ما بين 65% وحتى 70% أعلنوا نيتهم المشاركة في التصويت، فيما أعلن 17% حسب استطلاع "يديعوت أحرنوت" أنهم لم يحسموا موقفهم نهائيا، ولكن إذا حسب هذه الاستطلاع أعلن 73% نيتهم المشاركة بإضافة قسم ممن لم يقرروا بعد، فإن هؤلاء من الذين شملتهم استطلاعات الرأي، في حين أن أكثر من 10% من الذين يشملهم سجل الناخبين متواجدين خارج إسرائيل.
وهذا الأمر استنادا إلى معطيات صدرت في نهاية الصيف الماضي عن دائرة الإحصاء المركزية، وقالت إن حوالي 700 ألف من حاملي الجنسية الإسرائيلي مقيمين بشكل دائم خارج إسرائيل، وسارع ديوان رئيس الحكومة في حينه للإعلان عن معطيات تقول إن العدد وفق التقديرات حوالي 800 ألف، والغالبية الساحقة جدا من هؤلاء هم من اليهود، ومن ذي حق الاقتراع.
بمعنى آخر أن 73% تعني وفق سجل الناخبين قرابة 65% من سجل الناخبين، وهي نسبة قرية جدا من نسبة التصويت التي كانت في الانتخابات الأخيرة في 2006، حين كانت نسبة التصويت بين اليهود قرابة 65% وبين فلسطينيي 48 قرابة 54%.
ولكن نسبة التصويت متباينة في قطاعات مختلفة لدى جمهور اليهودي، ففي حين نرى أن نسبة التصويت تتراوح ما بين 80% إلى 90% بين جمهور المستوطنين واليمين المتشدد، وجمهور المتدينين الأصوليين (الحريديم)، فإن هذه النسبة تهبط إلى حوالي 55% لدى جمهور الوسط واليسار، وهذا مرده إلى غياب برامج سياسية تتجاوب مع تطلعات جمهور اليسار، وبالتالي فإن تراجع نسبة التصويت تتراوح ما بين خيبة الأمل وحالة الإحباط لدى هذا الجمهور، وهذا ما يدفع نحو استنتاج بأن قسما من تزايد قوة اليمين البرلمانية يعود أيضا إلى نسب المشاركة في التصويت.
إلى ذلك فإنه في السنوات الأخيرة شهدنا موجات من بث أجواء التيئيس من المؤسسة وفرص التأثير عليها، وتقف من وراء هذه الأجواء جهات على الأغلب اقتصادية ولكن أيضا يمينية سياسية، معنية بتقليص دائرة التأثير الشعبي من أجل الانفراد في دائرة اتخاذ القرار، ليضاف إلى هذا دعاية موجهة نحو فلسطينيي 48 ونأتي عليها هنا، وهذا أيضا ساهم في تراجع نسب التصويت.
ومن هنا نرى أن نسبة التصويت بين فلسطينيي 48 سجلت هي الأخرى تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة، من قرابة 72% إلى حوالي 54%، وهذا يعود إلى سلسلة أسباب، من أبرزها، كما دلت على ذلك استطلاعات رأي أجرتها معاهد عربية، هي اللامبالاة في عملية التصويت، رغم أن هذا الجمهور يسجل في انتخابات المجالس البلدية والقروية أعلى نسب تصويت، تتراوح ما بين 75% وحتى 85% وفي أحيان أخرى تصل إلى 90%.
ويتأثر فلسطينيو 48 أيضا بالأجواء العامة في البلاد، وهذا ما يدعمه التراجع المتوازي في نسب التصويت بين الجمهورين.
ولكن إلى جانب هذا فإن هناك امتناعا عن التصويت على خلفية موقف سياسي وفكري، ولكن حسب الاستطلاعات ذاتها فإن نسبة هؤلاء تصل إلى حوالي 4% كأقصى حد، فهناك موقف تقليدي لحركة "أبناء البلد"، لمقاطعة الانتخابات، ولكن هذه الحركة شهدت الكثير من الانشقاقات، والقسم المتبقي منها، دعا بشكل واضح للمقاطعة.
وفي المقابل فإن الحركة الإسلامية (الجناح الشمالي) بقيادة الشيخ رائد صلاح، امتنعت هذه المرّة أيضا من إصدار بيان حاسم يدعو إلى مقاطعة الانتخابات، ولكنها نشرت بيانا فيه الكثير من التحفظات، ولكنها تركت للجمهور حرية الخيار ما بين المشاركة أو المقاطعة، ولكن جمهورها الملتزم لا يتوجه لهذه الانتخابات.
إلا أن هاتين الحركتين تشاركان في انتخابات المجالس البلدية في بعض البلدات، وهذا ما تستند إليه الأحزاب المشاركة في الانتخابات، بمعنى أن لا فرق في عمليتي الانتخابات، البلدية أو البرلمانية، كونهما تعودان إلى نفس المؤسسة.
ويؤكد مؤيدو المشاركة، أن الحلبة البرلمانية هي حلبة نضال هامة، إلى جانب حلبة النضال الأساسية، الميدان، إذ يتم مقارعة المؤسسة من على منابرها في القضايا السياسية، وملاحقة كافة قضايا التمييز القومي والحياة العامة لفلسطينيي 48، في دائرة صنع القرار، على الرغم من تقييدات العمل البرلماني.
على أي حال فإن استطلاعات الرأي تتوقع أن تحافظ نسبة التصويت بين فلسطينيي 48 على حالها، وهناك من يتوقع لها إما انخفاض طفيف أو ارتفاع ايضا طفيف.

تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر