إقتصادي إجتماعي
قضايا سياسية عامة
تقارير خاصة
مع الحدث
مقالات الضيوف



قادة الأحزاب الأربعة الكبرى تاريخ دموي وعنصري 2-2

الاثنين 9/2/2009
برهوم جرايسي- "الغد"- الاردنية

الناصرة- "الغد"- الاستنتاج الأبرز للانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التي ستجري يوم غد الثلاثاء، العاشر من شباط (فبراير) أنها ستفرز برلمانا من أربع رؤوس، بمعنى أربعة أحزاب ذات قوة برلمانية متقاربة، ولكل واحد من هذه الأحزاب سيكون وزنا ما في استقرار الحكم خلال الدورة البرلمانية المقبلة.
في عدد الأمس استعرضنا محطات في حياة زعيمي حزبي الليكود، بنيامين نتنياهو، و"كديما" تسيبي ليفني، واليوم نستعرض محطات في حياة رئيس حزب "العمل" إيهود باراك، وزعيم "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان.

إيهود باراك

إيهود باراك (67) عاما، أمضى حياته في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكان منذ سنوات شبابه الأولى في الجيش ضمن وحدة النخبة، التي كانت تنفذ أبشع الجرائم، كما يعترف هو، إذ تباهى أكثر من مرّة من على منصة الكنيست، كيف أنه تخفى بزي امرأة في العاصمة اللبنانية بيروت في العام 1972 ونفذ جريمة اغتيال ضد شخصيات فلسطينية.
تاريخ باراك في جيش الاحتلال دمويا بامتياز، فعدا مشاركته في جميع الحروب الإسرائيلي الاحتلالية، فقد شارك في عمليات أخرى، مثل إشرافه المباشر على جريمة اغتيال القائد الفلسطيني خليل الوزير في تونس في نيسان (ابريل) من العام 1988.
تبوأ أعلى المراتب في جيش الاحتلال، وصولا إلى منصب رئيس أركان الجيش في منتصف سنوات السبعين، وقد شارك وهو في بزته العسكرية في المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.
وبعد أن خلع بزته العسكرية في نهاية العام 1996، اتجه نحو السياسة، وكان واضحا أنه سينضم إلى حزب "العمل"، الذي بعد بضعة أشهر قليلة من انضمامه إليه تنافس على رئاسته، في أعقاب استقالة رئيس الحزب في حينه شمعون بيرس، الذي خسر الانتخابات البرلمانية أمام بنيامين نتنياهو.
وفي العام 1977 قاد باراك حزب "العمل" من دون أن يكون عضو كنيست، وقبل انتخابات 1999 اتضح أول خلاف بينه وبين حزبه، لدى بلورة برنامج الحزب السياسي للانتخابات، إذ تحفظ باراك من ذكر الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية، إلا أن الجناح اليساري في الحزب الذي كان قائما حتى ذلك الحين ضغط عليه فوافق على مضض.
في العام 1999 حقق باراك انتصارا ساحقا على بنيامين نتنياهو وتبوأ رئاسة الحكومة، ولكن سياسته اللولبية أقصته عن منصبه بعد 20 شهرا، لصالح زعيم المعارضة حتى ذلك الحين أريئيل شارون.
خلال ولايته، خاض باراك المفاوضات في مسارين السوري، قصير المدى، وتخلله انسحاب سريع ومفاجئ من جنوب لبنان المحتل في ربيع العام 2000، وبتزامن مع ذلك مفاوضات مع الجانب الفلسطيني، التي حاول فيها فرض حل لا يتجاوب مع طموحات الحد الأدنى للمشروع الوطني الفلسطيني، فانتهت المفاوضات بانفجار بادرت له إسرائيل، من خلال عدوانها واسع النطاق على الضفة الغربية وقطاع غزة.
وخلال ولايته هذه شهد الاستيطان في الضفة الغربية وتيرة غير مسبوقة من حيث البناء وزيادة اعداد المستوطنين.
اعتزل باراك السياسة لسنوات، وذهب إلى المضمار التجاري، ولكن بعد خمس سنوات بدأت يتوجس طريقه عائدا إلى قيادة حزب "العمل"، الذي انقض على رئاسته في أعقاب فشل الرئيس السابق عمير بيرتس، وتولى باراك مجددا وزارة الحرب، التي كانت بين يديه أيضا حين كان رئيسا للحكومة.
لقد ساهم باراك بشكل أساسي في تغييب البرنامج السياسي للحزب، وأعد ورقة ضبابية أبعدت الجمهور الواسع عن الحزب الذي أسس وقاد إسرائيل على مدى أول 29 عاما متواصلة.
في هذه الانتخابات من المتوقع أن يحتل حزب "العمل" المرتبة الرابعة في الكنيست لأول مرة في تاريخ الحزب مما سيقلل من وزنه السياسي داخل الحلبة البرلمانية.

أفيغدور ليبرمان

أفيغدور ليبرمان، واسم الشهرة له إيفيت (51) عاما، ولد في جمهورية مولدوفا الاشتراكية السوفييتية، وهاجر إلى إسرائيل في العام 1978، ومن هناك درس في الجامعة العبرية في القدس المحتلة، وكان من أفراد عصابات الطلاب العنصريين التي كانت تنظم نفسها لتنفيذ اعتداءات على الطلاب العرب، وعرفت باسم "عصابات الجنازير".
في الأيام الأخيرة ظهرت معلومات أكدتها عدة أطراف، تقول إن ليبرمان كان عضوا في حركة "كاخ" الإرهابية في سنوات الثمانين الأولى، وحين حاول ليبرمان إنكار هذه القضية، ظهرت شخصيات قيادية سابقة في الحركة لتؤكد عضويته.
برز ليبرمان على الساحة الحزبية، في النصف الأول من سنوات التسعين الماضية، حين كان مديرا عاما لحزب "الليكود" وعلى الرغم من أن هذا منصب حزبي داخلي لا تجد له أثرا على الساحة الحزبية، إلا أنه صنع منه مركز قوة، يسير عمل نتنياهو في أروقة الحزب.
ومن هذا المنصب الذي بعد أن غادره ليبرمان عاد إلى مركزه الطبيعي، انتقل ليبرمان ليكون مديرا عاما لديوان رئاسة الحكومة، وأيضا هنا حوّل ليبرمان هذا المنصب الهام إلى "إمبراطورية الرجل القوي"، إذ وضع نتنياهو بين يديه صلاحيات كبيرة، مما خلق حالة صدام دائم بين الوزارات المختلفة وديوان رئاسة الحكومة، الذي حوله ليبرمان إلى حكومة موازية، قللت من تأثير الوزراء في مختلف الوزارات.
في العام 1999، انفصل ليبرمان عن حزب الليكود وشكل حزبا للمهاجرين الروس الجدد، وحصل في حينه على أربعة مقاعد، وفي انتخابات العام 2003 دخل في تحالف حزبي لليمين المتشدد، ولكنه لم يحصل على أكثر من سبعة مقاعد، وبعد تسلمه منصب وزير البنى التحتية استقال من عضوية الكنيست من أجل إفساح المجال أمام دخول عضو آخر من لائحته لعضوية الكنيست، ولكن في منتصف الدورة البرلمانية انسحب ليبرمان وحزبه من الحكومة، وعمليا بقي خارج الحلبة البرلمانية.
وعاد ليبرمان في انتخابات العام 2006 على رأس حزبه الذي شكله من جديد، وحصل على عدد مساو تقريبا لما حصل عليه حزب "الليكود" بقيادة بنيامين نتنياهو، ولكن فارق 140 صوتا، نجح في تأمين مقعد إضافي لليكود، الذي حصل على 12 مقعدا، مقابل 11 مقعدا.
في انتخابات 2006 صعد ليبرمان خطابه العنصري ضد العرب، ولكن في الانتخابات الحالية اقتصر خطابه على موضوع العداء لفلسطينيي 48، وحتى أنه لا يطرح بوضوح مطالب المهاجرين الروس، في قضايا تتعلق بالقوانين الدينية.
منذ سنوات تجري تحقيقات ضد ليبرمان، تتعلق بجرائم مالية على المستوى الدولي، تمتد خيوطها إلى عصابات المافيا الروسية، وهي متشعبة، وفي صلبها حصول ليبرمان على أموال غير مشروعة وتبييض أموال وتقديم خدمات للمافيا، من خلال شركة استشارات اقتصادية وهمية تم تسجيلها على اسم ابنته، التي تعرضت في قبل أسبوعين إلى الاعتقال والتحقيق.
يعتمد ليبرمان شخصية "الرجل القوي"، ولكن تبيع أساليب السطوة والعربدة، فالهيئات في حزبه شكلية ولا وزن لها، هناك شخص واحد ووحيد يملك قرار المصادقة والنفي، وهو المقرر في كل كبيرة وصغيرة، والشخصيات الحزبية من حوله مجرد أوراق يعيد ترتيبها وفق ولائها، ولا غير ذلك.
يقود ليبرمان أفكارا عنصرية إرهابية تذكر بالفاشية والنازية، ولربما أخطر منها، وهو يستعد ليكون القوة الثالثة في الساحة البرلمانية، ويدعي انه في الانتخابات التالية سينافس على رئاسة الحكومة.

تحضير للطباعة
أرسل لصديق -
صحيفة الغد الأردنية
المشهد الإسرائيلي
الحوار المتمدن
مؤسسة توفيق زيّاد
للثقافة الوطنية والإبداع

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
الفنان كارم مطر