وفد قيادي من الجبهة يزور رهط وكسيفة والسِرِّة والعراقيب
* الوفد يضم النائبين بركة وحنين وجرايسي وعودة والعطاونة ويطلع على أوضاع مدينة رهط وقرية كسيفة
*ويجري جولة في قرية السِرِّة غير المعترف بها ويطلع على أسلوبها المميز في مواجهة السياسة الجائرة
*الوفد يختتم جولته بجلسة عمل في قرية العراقيب لبحث مهمات المرحلة وضروريات مواصلة النضال
قام وفد جبهوي قيادي يوم الثلاثاء، بجولة واسعة في منطقة النقب شملت مدينة رهط، وقرية كسيفة، وقرية السرّة غير المعترف بها، واختتم جولته التي استمرت على مدى يوم كامل، بجلسة عمل لبحث المهمات المستقبلية، لنصرة معركة البقاء في قرية العراقيب. وقد ضم الوفد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والمهندس رامز جرايسي، رئيس بلدية الناصرة، ورئيس اللجنة القطرية للسلام والمساواة، والنائب د. دوف حنين، وسكرتير الجبهة المحامي أيمن عودة، ورافق الوفد مركز عمل جبهة الناصرة الديمقراطية صفوان فاهوم، وعضو مكتب الجبهة المهندس منصور دهامشة، وسكرتير جبهة النقب الديمقراطية يوسف العطاونة، وعدد من ناشطي الجبهة على المستوى القطري ومنطقة النقب. وتأتي الزيارة في اطار الاستراتيجية التي وضعتها الجبهة في الآونة الأخيرة، لرفع قضية النقب الى رأس اهتمامات جماهيرنا العربية والقوى الديمقراطية اليهودية، وتكثيف التحرك في هذه المنطقة، التي باتت السلطة تسارع الخطى أكثر من ذي قبل، لتنفيذ كافة مخططاتها التآمرية الهدامة، لاقتلاع جماهيرنا العربية من أراضيها في النقب، ومحاصرتها في غيتوات لا تقوى على ممارسة حياتها اليومية والطبيعية، تحت وطأة الفقر والتجهيل المبرمج سلطويا.
رهط
وكانت المحطة الأولى في بلدية رهط، إذ كان في استقبال الوفد رئيس البلدية فايز أبو صهيبان، والقائم بأعماله الدكتور عامر الهزيل، ونائبه ربحي أبو لطيف، واستمع الوفد إلى شرح من الرئيس ونائبيه، حول الأوضاع العامة في رهط، وعلى رأسها الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية، كون رهط من أكثر المدن فقرا في البلاد، كباقي التجمعات السكنية في منطقة النقب، بشكل خاص، وباقي البلدات العربية بشكل عام. ومن المعطيات التي ظهرت، أن عدد سكان مدينة رهط 50 ألفا، يضاف لهم 3 آلاف من إحدى القرى المجاورة، التي تعتبر جزءا من المدينة، وبذلك تكون رهط ثاني مدينة عربية من حيث عدد السكان بعد الناصرة، ولكن قد تكون المدينة الأكبر عددا في غضون 15 سنة، إذ أن نسبة التكاثر الطبيعي فيها باتت أقل بقليل من 5%، علما، أنه حسب تقرير دائرة الإحصاء المركزية، فإن نسبة التكاثر الطبيعي لدى العرب وحدهم في العرب هي 2,4%، كما أن معدل النسبة العامة في البلاد هي 1,8%. أما من حيث معدل الأعمار في رهط فهو 13 عاما، علما ان معدل الأعمار لدى العرب عموما في البلاد حوالي 23 عاما. وتسجل رهط أعلى نسبة بطالة في البلاد، وهي 38%، علما ان نسبة البطالة العامة في البلاد حتى نهاية النصف الأول من العام الجاري هي 6,2%، وهذه معطيات يضاف اليها افتقار المدينة لمناطق صناعية وتشغيلية نتيجة لسياسة التمييز العنصري، يجعلها من أفقر المدن في البلاد. وتواجه البلدية خطة اشفاء تقشفية من حيث الميزانيات، كما تعاني القرية من مشكلة توسيع منطقة النفوذ على المستوى الاستراتيجي، إذ لا يمنح للمدينة مناطق إضافية تأخذ بالحسبان الزيادة السريعة في التكاثر السكاني. وفي كلمته شكر النائب محمد بركة، رئيس البلدية ونائبيه على الاستقبال، وقال إن الجبهة أبدت ارتياحا للتغيير الذي حصل في الانتخابات البلدية الأخيرة، إذ كانت رهط من المدن التي تخلصت من الرؤساء من الأحزاب الصهيونية الحاكمة. وأضاف بركة قائلا، إن ما تواجهه مدينة رهط من أوضاع اقتصادية اجتماعية، هو انعكاس مباشر لسياسة التمييز العنصري، التي حولت جماهيرنا إلى مجتمع استهلاكي، غير منتج، وبوضعية اقتصادية متردية، كي تجعل الشغل الشاغل لجماهير شعبنا الركض وراء القوت اليومي، وقال إن صمود أهالي النقب يعتبر حجر أساس في معركة جماهيرنا في هذه المرحلة، للحفاظ على ما تبقى من أرض، والنضال من أجل مستقبل أفضل. ولفت النائب دوف حنين إلى عدة قضايا وأهمها أن تسعى بلدية رهط إلى استغلال القانون الذي بات يسمح للبلديات تقاسم المداخيل من المناطق الصناعية التي تقيمها المجالس الإقليمية في المنطقة، كما دعا إلى تحسين شبكة المواصلات العامة، التي شهدت طفرة في السنة الأخيرة. كما حذر حنين من تردي الأوضاع الصحية في مدينة رهط وفي سائر البلدات العربية في النقب، فجزء كبير وأساس من هذا التردي يعود إلى إقامة مصانع ومراكز تجميع نفايات خطيرة في المنطقة، مثل مجمع "رمات حوفاف"، وأثنى على خطة البلدية إقامة مستشفى في المدينة. وقال المهندس رامز جرايسي إن المعركة العامة على توسيع منطقة النفوذ والحقوق البلدية، تحتاج بطبيعة الحال إلى معركة شعبية مجندة وقوية، تكون داعمة للمسارات القانونية والقضائية التي يتم خوضها، إلا أن هناك ضرورة إلى الفحص المعمق لكيفية خوض المعركة القانونية، خاصة وأن كتاب القوانين في حالة تغير دائم، وبشكل عام فإن هذه التغيرات القانونية ليست لصالح الجمهور العام، وبشكل خاص الجماهير العربية. وطرح جرايسي فكرة أن تبادر بلدية رهط إلى وضع مخطط تفصيلي لشق شارع نحو مقبرة العراقيب، التي عمليا تخدم جزءا من أهالي المدينة، وهذا كخطوة للحفاظ على المقبرة ومنطقتها، إذ لا يمكن أن يبقى الشارع في الحال الذي هو عليه. وتوقف أيمن عودة عند مؤازرة أهالي النقب لأهالي القرى غير المعترف بها، وبشكل خاص في هذه الأيام قرية العراقيب، وقال إن كوادر الجبهة في النقب وسائر البلاد مجندة لهذه المعركة، وأكد على أهمية وقوف مدينة رهط بأهاليها وبلديتها إلى جانب أهالي العراقيب، خاصة وأن القرية تقع على مقربة من المدينة.
كسيفة
وانتقل الوفد الجبهوي إلى قرية كسيفة، إذ حل ضيفا على المجلس المحلي، وكان في استقباله رئيس المجلس سالم أبور ربيعة، وعدد من أعضاء المجلس المحلي ومدراء الأقسام المختلفة، واستمع الوفد إلى تفاصيل حول أوضاع القرية والمجلس المحلي من مختلف جوانبها، وبشكل خاص أن كسيفة تعتبر القرية الأكثر فقراء في البلاد، وتضم 12500 نسمة، ولكنها تقدم خدمات لحوالي 25 ألف نسمة. ومن القضايا التي طرحت، عدم تجاوب مجلس ابو بسمة الإقليمي مع توجهات مجلس كسيفة لفتح فرع له للتسهيل على أهالي القرى غير المعترف بها في المنطقة، كذلك فإن القرية تفتقر إلى مؤسسات رسمية وبنكية وغيرها وهذا يزيد من الصعوبات على الأهالي في القرية التي أقيمت في العام 1981، وتفتقر إلى مخططات تفصيلية لأراضي القرية، وهذا لكون انعدام ميزانيات لتمويل هذه المخططات. هذا وأعلن النائبان بركة وحنين عن متابعة عدد من القضايا التي تم طرحها أمام المؤسسات الرسمية، في حين عرض جرايسي اقتراحات لتخطي حواجز قائمة أمام المجلس المحلي.
السِرِّة بين الانترنت وتوليد الطاقة الشمسية والأمم المتحدة
حين تدخل إلى قرية السِرِّة غير المعترف بها، على بعد ثلاثة كيلومترات من قرية كسيفة، تواجهك لافتة تحمل اسم القرية، وتحتها شارة تحذير مروية، لربما لن تجد مثلها في العالم، مثلث أحمر وفي داخله رسمة جرافة تقتلع بيتا، الأوضاع العامة في القرية بعد تشي إلى حالة البؤس القسرية، ولكن حينما تستمع إلى تفاصيل المقاومة ومقارعة السلطة للتشبث بالأرض، تشعر بانتعاش وأمل أنك امام معركة رابحة، فقرية السِرِّة التي تأوي 350 مواطنا وصلت إلى الأمم المتحدة، عند أعلى مستويات أطر الدفاع عن حقوق الإنسان. وكان في استقبال الوفد في القرية رئيس اللجنة المحلية أحمد النصاصرة ونائبه خليل العمور، وعدد من الأهالي، وشرحا عن تاريخ معاناة القرية، التي جرى اقتلاعها من أرضها الأصلية على بعد كيلومترين او أكثر خط هواء من أرضها اليوم، بعد إقامة المطار العسكري، الذي جرى نقله من قرب صحراء سيناء في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد مع مصر، ومنذ ذلك الحين تواجه سلسلة من مؤامرات الاقتلاع، التي تجاه بكل أشكال الصمود على الأرض. ونسمع عن كيفية نجاح القرية في الحصول على خط مياه، بقطر انش واحد لكل أهالي القرية، ولكن التخطيط والتفكير، ساعد على التغلب على هذه القضية أيضا، كذلك فإن غالبية بيوت القرية، ولربما كلها، عملت على نصب ألواح توليد طاقة شمسية عصرية، لتساعد على توليد الطاقة بالوقود، وابناء القرية يواجهون مصاعب الحياة، ويتحدون الصعوبات، لتسمع عن عدد كبير منهم يتوجهون إلى الدراسات العليا. ولكن ماذا عن الانترنت، الذي بات وسيلة اتصال في غاية الأهمية، وهذا ما يجيب عليه العمور، الذي نجح في شراء جهاز التقاط انترنت، يستخدم في مناطق نائية في القارة الإفريقية، فهو يلتقط من كسيفة، ومن بيته إلى كافة بيوت القرية، والمسألة أكثر من "ماشي الحال". كذلك فإن النصاصرة والعمور نجحا في طرح قضية القرية، كجزء من المعركة العامة للقرى غير المعترف بها في النقب على هيئات الأمم المتحدة، وزار العمور مقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، واجتمع مع رئيسه طارحا القضية. ثم أجرى الوفد جولة في محيط وداخل القرية واطلع على كيفية مواجهة صعوبات الحياة التي تفرضها سياسة الاقتلاع والتدمير، وأكد الوفد وقوف الجبهة إلى جانب الأهالي وكل أهالي النقب في هذه المعركة.
جلسة عمل في العراقيب
وكانت المحطة الأخيرة في قرية العراقيب حيث عقدت وفد الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، مع قيادة المعركة في أهالي القرية، مهمات المرحلة الحالية والمقبلة، خاصة مع انقضاء شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر السعيد، وكان في استقبال الوفد عدد من أهالي القرية يتقدم صياح أبو مديغم الطوري، أبو عزيز، والناطق باسم لجنة العراقيب الدكتور عواد ابو فريح. وانضم إلى وفد الجبهة المحامي شحدة بن بري، والمحامي سالم أبو مديغم حسين العبرة وخالد العبرة، وغيرهم. وأكد النائب محمد بركة، والمهندس رامز جرايسي والمحامي أيمن عودة، وقيادة الجبهة في النقب على مواصلة وقوف الجبهة بكوادرها عامة إلى جانب أهالي قرية العراقيب التي تخوض معركة بطولية، وجرى من الجانبين استعراض تفاصيل القضية، من جوانبها القانونية والقضائية والشعبية، كما تم بحث العراقيل التي تضعها السلطة، ومن ضمنها محاولة مد أذرع لا تنوي خيرا لأهالي القرية الصامدين، من أجل تمرير خطابات وتوجهات تيئيسية تصب في نهاية المطاف في مخطط الاقتلاع. وقد اعتبر الاجتماع أن صمود أهل العراقيب هو حجر الزاوية في هذا النضال، وأن أحد المهمّات الملحّة هو تجنيد أكبر عدد من الجماهير العربية والقوى الديمقراطية اليهودية، والتشديد على ان يكون الحضور الأكبر من أهالي النقب، وإلى جانب اعتبار البعد الشعبي هو الأساسي فمن الضرورة التقدّم مهنيا من خلال تقديم اقتراح لمخطط بديل، وكذلك شرح قضية العراقيب على أوسع الشرائح اليهودية وكذلك الهيئات الدولية. وقد امتد البحث الجاد في تفاصيل عدة، على مدى قرابة ساعتين، ولخص ابو عزيز باسم أهالي القرية الموقف الواضح والحازم للأهالي بأنه لا مجال للمساومة على الارض بأي وسيلة كانت، مؤكدا على التشبث بالأرض، وقال إن اي مخطط سيعرض علينا، سيهتم هو وأهالي العراقيب بوضعه أمام القوى التي تقف إلى جانب العراقيب، من اطر سياسية بين جماهيرنا، وقوى يهودية ديمقراطية، من أجل اتخاذ الموقف الواضح والرد الجماعي عليه. وباسم الجبهة، لخص النائب بركة قائلا، إن عزيمة النضال تستمد أولا من صمود أهالي القرية وفي مقدمتهم الشيخ أبو عزيز، وقال إن محور العمل كله يجب ان يكون في قرية العراقيب وعلى أرضها، وليس من خلال أجهزة تحكم بعيدة وأن الصوت يجب أن يكون واضحا، وعلى الموقف أن يكون هو أيضا واضح وليس متلعثما، مشدد على جاهزية كوادر الجبهة العرب واليهود إلى جانب أهالي القرية. الخميس 9/9/2010 |