اجتماع جبهوي تضامني حاشد مع النقب في تل أبيب
* اليهود الديمقراطيون مع النقب والعراقيب *
تل ابيب – لمراسلنا - ضمن سلسلة الاجتماعات الشعبية الحاشدة التي تنظمها الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة تضامنا مع النقب وفي قرية العراقيب بشكل خاص، نظمت جبهة تل أبيب الديمقراطية منتصف الأسبوع المنصرم اجتماعا شعبيا مهيبا ليكون بهذا الاجتماع الرابع والذي جاء تحت عنوان: "القوى التقدمية اليهودية مع النقب"، وقد سبقته الاجتماعات الجبهوية التالية: "الجليل مع النقب" وعقد في مدينة سخنين و"المثلث مع النقب" في الطيبة و"المدن المختلطة مع النقب" في الرملة. وافتتح الاجتماع بتحية من عضو الكنيست د. دوف حنين، الذي أكد على أهمية هذه الاجتماعات لتحشيد الرأي العام إلى جانب هذه القضية العادلة ووجه بتحية حارة غلى أهالي النقب العرب على وقفتهم الشجاعة أمام سياسات السلطة الهدامة والعنصرية، ومن ثم تولّت عرافة الاجتماع المحامية راوية أبو ربيعة، الناشطة في جمعية حقوق المواطن في اسرائيل والتي استعرضت في مستهل حديثها النشاطات التضامنية الكثيفة التي تقام في الآونة الأخيرة تضامنا مع الأهل في النقب في طول البلاد وعرضها. وكان المتحدث الأول هو الشيخ صياح أبو مديغم الطوري، قائد قرية العراقيب في نضالها، والذي أكّد أن كل هدم لا يزيد أهالي العراقيب إلا اصرارا على البقاء في أرضهم وهم يحملون الشعار الانساني "هم يهدمون ونحن نبني وهم يقلعون ونحن نزرع"، وأكد الشيخ الطوري أن أبناء القرية سيعززون من نضالهم وسيقومون بمسيرة على الاقدام من النقب الى المكاتب الحكومية في القدس إلى أن يتم الاعتراف بقريتهم. واستعرض الطوري التصرفات المؤسساتية للتحايل على أبناء النقب وإرغامهم بشتى الوسائل على التنازل عن أرضهم، وفي المقابل فقد خص بالذكر نشاط الجبهة في النقب وأثنى عليه قائلا أنه يعتبر مميزا ويشكل رافعة للنضال. حايا توما المديرة العامة لمنتدى التعايش السلمي في النقب استعرضت تجارب العديد من الشعوب الأصلانية وعلى رأسها تجارب الاستراليين القدماء والهنود الحمر والشعوب الأصلانية في نيوزيلاند وقالت ان ما يميز النضال في العراقيب مؤخرا هو وجود مناضلين من مختلف شرائح المجتمع وخذا ما لم يحدث من قبل في النقب. وأما المحامي أيمن عودة، سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، فقد عدد الانجازات التي سجلها أهل العراقيب في الشهور الأخيرة وتمكنهم من إيصال القضية إلى أعلى المستويات الشعبية والرسمية وفي الاعلام الاسرائيلي والدولي، مؤكدا على أهمية إقامة أوسع التحالفات مع كل جهة أو شخص يؤمن بضرورة الاعتراف بقضية العراقيب. وأكد عودة أن نضال العراقيب يحمل مقومات نجاح وعلى رأسها صمود أهل العراقيب والنضال التضامني المثابر وحقيقة أن المنطقة غير مخططة لاي خارطة هيكلية غير اقامة قرية زراعية في العراقيب. وتحدثت أ يضا د. يعيلا لفنات رعنان، المرافقة الدائمة لنضالات الأهل في النقب والتي أكدت أن أهل العراقيب اشتروا هذه الأرض في الفترتين العثمانية والبريطانية ويحملون الوثائق الممهورة بالتواقيع الرسمية التي تؤكد ملكيتهم على الأرض ومشددة على اهمية تضامن الجماهير العربية والتقدمية اليهودية وعدم التهاون والمضي حتى النهاية وذكرت أن التجارب السابقة أثبتت أن الإصرار على احقاق قضية عادلة سيؤدي بالضرورة الى انجازات عملية. وكان آخر المتحدثين المحامي ميخائيل سفارد ممثل عائلة الطوري في المحاكم الذي ابرز مدى خضوع القانون الاسرائيلي للسياسة العنصرية معتبرا هذه القوانين تدمغ إسرائيل بالكولونيالية وقدم عدة أمثلة أبرزها أن قانون الاسرائيلي يعتمد على مستشرقين من القرن الـ19 ليبرر انه لا يوجد اي دليل مادي على وجود القرى البدوية العربية لأن المستشرقين أصلا لم يملكوا الأدوات لتحديد المكان الجفرافي، ورغم أن استنتاجاتهم كانت فضفاضة وغير دقيقة إلا أنها تعتبر الدليل الاساسي لمعرفة الاحداثيات الجغرافية لكل قرية. ومن ثم تم فتح المجال أمام الجمهور لطرح أسئلتهم على المحاضرين حيث ابدى الحضور اهتماما كبيرا بقضايا المواطنين العرب في النقب. من جهته فقد لخّص يوآف جولدرينغ، سكرتير جبهة تل أبيب، هذا النشاط بإيجابية وقال: "أتاح هذا الاجتماع فرصة هامة أمام المعنيين للالتقاء وجها لوجه مع نخبة من قادة النضال العادل في النقب، ونحن في جبهة تل أبيب سنواصل نشاطانا دعما لهذا النضال، إن كان في تنظيم اجتماعات اخرى مشابهة او ربما أكبر او بالاستمرار بسلسلة التظاهرات التي قمنا بها مؤخرا أو بالتواجد في العراقيب نفسه.
الأحد 19/9/2010 |