بحضور شخصيات تربوية، اجتماعية وسياسية
الحـزب الشيوعـي والجبهـة يكرّمـان مربـي الاجيـال الاستـاذ فتحـي فورانـي



من رزق ساحوري - نظّم الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في حيفا أمسية تكريمية للمربي وأستاذ اللغة العربية فتحي فوراني في قاعة "المؤتمر" في حي وادي النسناس- حيفا. وذلك  ضمن أمسيات "الديوان" الثقافية، التربوية والسياسية التي ينظمها الحزب والجبهة. وقد غصّت قاعة المؤتمر بعشرات الشخصيات الأدبية والتربوية والاجتماعية والثقافية والسياسية وأبناء عائلة المحتفى به ورفاق دربه. وكان أطرف ما في الأمر أن الأستاذ فتحي لم يعرف بأمسية التكريم من قبل، فكانت الأمسية التكريمية/المفاجأة التي لم يتوقعها. وكان الشعور بالفرح والغبطة والانفعال أمام هذا الحضور المميز.

 


افتتح الأمسية الدكتور أنور جمّال منوها بأهمية تكريم المبدعين الذين لعبوا دورًا في الحياة الأدبية والثقافية, ثم تولى الأستاذ رياض مخول أستاذ اللغة العربية عرافة الأمسية  فافتتح كلمته قائلا "إن حضوركم المهيب في هذا المساء الشاعري ما هو إلا وفاء لرجل ساهم بجهده وإبداعه وقدم لوطنه انجازات وإبداعات تظل شاهدا على تقدم وازدهار وحضارة شعبه".

 

تلته كلمة الكاتب د. بطرس دلّة التي جاء فيها "قليلون هم المبدعون الذين يتركون بصماتهم في عالم اللغة والكتابة وفي نفوس طلابهم وزملائهم وأصدقائهم وقرائهم. والأستاذ فتحي واحد من هؤلاء المبدعين الكبار الذين تركوا بصماتهم على أجيال من الخريجين". كما قدم للمحتفى به قصيدة من إبداعه.

 

 

 وبعدها تحدث الأستاذ الشاعر حنا أبو حنا، فأشاد بدور الأستاذ فتحي الذي تربطه به علاقة حميمة وعمل معه أكثر من عشرين عاما، وأكد أن ما يميز الأستاذ فتحي أنه غرس في نفوس طلابه عشق اللغة العربية وحبب إلى قلوبهم لغتهم القومية. كما ألقت الكاتبة والمربية راوية بربارة كلمة أدبية جميلة  جاء فيها "ذكرياتي مع الحبرٍ..عَرَّفتَني برائدٍ في الجرأةِ ..غيورٍ على لغتِهِ،  ينتشلُ قواعدَها من بئرِ الدؤلي وسيبويه، ويرشُّها رذاذًا يُنعِشُ طلاّبنا..يطلقها "أقواسَ" لغةٍ تُصيب بسهام كلماتِها صميمَ الصوابِ، وذكرياتي مَعَكَ أستاذي العزيز..ذكرياتٌ مع حِبْرِكَ، مع نصوصٍ مميّزةٍ خَرَجَت من عبقِ التاريخ وفاحت ثقافةً وأصالةً، عطّرتِ الجوَّ بدعابةٍ طريفةٍ وسخريةٍ لاذعةٍ".

 

 

 ثم كانت الكلمة للمحامي وليد الفاهوم الذي ألقى كلمة طريفة تحدث فيها عن لقائه الأول بالأستاذ فتحي في يومهما الأول في الحياة  المدرسية في"مدرسة فتحي" في الناصرة،  وتوقف عند  حميمية اللقاء وذكريات الطفولة التي لا تنسى. ثم تبعته كلمة المخرج ناظم شريدي، فتحدث بلغته الفحماوية الشعبية عن عمله المشترك مع الأستاذ فتحي في الفيلم الوثائقي "نداء الجذور" الذي أخرجه د. ناظم شريدي وكتب السيناريو وعلق بصوته على مشاهد الفيلم الأستاذ فتحي.

 

 

 

 ثم تحدث الدكتور منير توما فخلص إلى القول "إن الأستاذ فتحي ينتمي إلى كتاب الأدب الرفيع والممتع، وهو أديب مجدد وأصيل ومفكر حر ومربّ فاضل وإنسان إنسان". وألقى قصيدة أهداها إلى الأستاذ فتحي. كما تحدث الكاتب جان الزهر عن تشجيع الأستاذ فتحي له، كما تحدّث عن لقاءاته اليومية التي تحولت إلى لقاءات أدبية وثقافية ممتعة. تبعته كلمة الطالبة الجامعية رنا فوراني  ابنة المحتفى به، حيث ألقت كلمة مؤثرة تحدثت فيها عن حميمية العلاقة مع والدها أبا وكاتبا وصديقا لأبناء عائلته.

 

وقد تخلل هذه الأمسية عرض فني على شاشة كبيرة لصور من حياة الأستاذ فتحي التربوية والاجتماعية والثقافية، أعدتها رنا فوراني بالاشتراك مع الأستاذة ابتسام مرعي المحاضرة في كلية جوردون. كما أهديت له لوحة فنية جميلة من إبداع ابنه نضال.


وقدمت الفنانة تغريد عبساوي وصلة من الأغاني الفيروزية الدافئة أضفت على الأمسية أجواء احتفالية جميلة.


ووصلت إلى الأمسية التكريمية تحيات أدبية من الكاتب الأستاذ مصطفى مرار وأصدقاء الكاتب المحتفى به والذين لم يتمكنوا من المشاركة في هذه الأمسية التكريمية.


وكان مسك الختام كلمة المحتفى به الأستاذ فتحي فوراني الذي شكر القائمين على تكريمه الذين أعدوا له هذه المفاجأة/"المؤامرة" الجميلة، وألقى مقاطع من "السيرة الذاتية- بين مدينتين" التي يعكف على كتابتها، حيث تحدث عن مرحلة حياته الأولى في الناصرة من نشاط أدبي وتعليمي ومشاركة في الحياة الأدبية والثقافية والاجتماعية والسياسية.  


وقد اختتمت الأمسية التكريمية بباقات الورود التي قدمها محبو الأستاذ فتحي،  ودرع تكريمي تقديرا له على عطائه وتفانيه في خدمة شعبه. وقد وقع  على هذا الدرع باسم الحزب والجبهة الدكتور عصام زين الدين سكرتير منطقة حيفا.

لمحة من سيرة الأستاذ فوراني:


 أستاذ اللغة العربية ومدرّس سابق في الكلية الأرثوذكسية العربية في حيفا نحو ثلاثين عاما وفي "أورانيم" -الكلية الأكاديمية للتربية- نحو عشرة أعوام. أنهى  فتحي فوراني دراسته الثانوية في المدرسة الثانوية البلدية في الناصرة.
بعد الثانوية درس في جامعة حيفا وحصل على اللقب الأول في موضوعي اللغة العربية وتاريخ الشرق الأوسط. تابع دراسته في الجامعة العبرية في القدس، وكان موضوع رسالته للماجستير "الثورة الجزائرية في أدب الطاهر وطّار". يكتب الشعر والقصة والنقد والمقالات الأدبية الساخرة.  له 11 مؤلفا منها:"دفاعا عن الجذور" و"أقواس" في النصّ الأدبي والثقافي وقواعد اللغة العربية، و"امتحانات وحلول في قواعد اللغة العربية" وكتاب"الأخطاء الشائعة في اللغة العربية"، المساعد في تاريخ العرب القصصي، مختارات من القصة القصيرة، مختارات من الشعر القديم، مختارات من الشعر الحديث، وكتابة سيناريو للفيلم الوثائقي "نداء الجذور".  ترجم العديد من النصوص والكتب من اللغة العربية إلى العبرية والإنجليزية. ويعكف حاليا على كتابة سيرته الذاتية "بين مدينتين"،  وتقديم دورات إثراء في اللغة العربية  لعشاق اللغة العربية والمهتمين بها. كما أن له العديد من  المقالات الأدبية، ويشارك في النشاطات والندوات الأدبية والثقافية والاجتماعية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأثنين 24/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع