نصر الله: لا حرب في المنطقة



الأكثريـة تتجـه إلى الربـط بـين الانتـخاب الرئاسـي ودعـوة بـري للتشـاور!


لبنان -"السفير" - ... وفي اليوم الأول من الشهر الخامس، ظلّت الجمهورية بلا رأس، وأصبح مشهد فراغ الكرسي الرئاسي في قصر بعبدا، مألوفا، فيما المعطيات الممتدة من موعد الجلسة الأولى لانتخاب رئيس الجمهورية في 25 أيلول وحتى الجلسة السابعة عشرة المؤجلة، من اليوم، وحتى الثاني والعشرين من نيسان المقبل، تراوح مكانها بما يوحي أن فخامة الفراغ مستمر، بعد أن وصلت المبادرة العربية الى ما وصلت اليه قبلها المبادرة الفرنسية، باستثناء مشروع المبادرة اليتيمة التي أطلقها الرئيس نبيه بري لاستئناف الحوار الوطني، وأيدها «حزب الله» بلسان أمينه العام السيد حسن نصرالله.
واذا كان العديد من الدول العربية، وخاصة السعودية، يربط بين انجاح قمة دمشق وبين انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان، فان تأجيل الجلسة النيابية الى 22 نيسان، مع ترك الباب مفتوحا أمام تقريب الموعد «في حال حصول تطور ايجابي» حسب بين الرئيس بري، قد طرح علامات استفهام حول القمة العربية انعقادا وتمثيلا وموضوعات وديناميات، فيما ظل الجانب السوري على موقفه القائل بان القمة ستعقد في موعدها ومكانها وبمن حضر وأن سوريا تتصرف على أساس أنها ستكون رئيسة القمة العربية اعتبارا من الحادي والثلاثين من آذار .2008
في هذا السياق الاقليمي الداخلي المترابط، أطل السيد حسن نصرالله، في ذكرى أربعين الشهيد المقاوم عماد مغنية، أمس، في خطاب حمل أيضا مضامين اقليمية وداخلية، تقاطع فيها، التأكيد على ثقة المقاومة بحصانة السلم الأهلي من جهة وعلى صعوبة اقدام الولايات المتحدة على شن حرب على ايران أو أن تقوم اسرائيل بحرب ضد لبنان أو سوريا من جهة ثانية، متعهدا في الوقت نفسه بمعاقبة قتلة الشهيد مغنية قائلا «نحن نختار الزمان والمكان والعقاب وطريقته ووسيلته».
وفي مقابل تلويح فريق الأكثرية «بما بعد القمة العربية» وبأنه «سيكون مختلفا عما قبلها»، بما في ذلك احتمال اللجوء الى النصف زائدا واحدا أو الاقدام على خيار الترميم أو التوسيع الحكومي، أعلن السيد نصرالله ان الأبواب «ستبقى مفتوحة لكل المبادرات السـياسـية والجهود السـياسـية بعد القمـة العربيـة مع الأمل بأن تنتج القمة العربية حلا أو آلية للحل»، وقـال ان ما بعد القمـة هو كما قبـلها «ونحـن جميعا مصـرون على تسـوية سـياسية وعلى معالجة سياسية وعلى بذل كل جهد سياسي من اجل اخراج لبنان من ازمته».
وقال نصرالله مخاطبا حشدا كبيرا في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية عبر شاشة ضخمة انه «من المحزن ان يعتبر بعض الغرب او العرب ان ما تطالب به المعارضة غير مقبول وغير معقول»، وأضاف «ان اقصى ما تطالب به المعارضة هو الشراكة الحقيقية وقانون انتخابي عادل ومنصف، اذا كان هذا غير معقول وغير مقبول فما هو المعقول والمقبول؟ ان نغادر وان نهاجر؟ لن نهاجر ولن نغادر ولن نترك لبنان للاميركيين».
وأيد السيد نصرالله مبادرة الرئيس بري الى دعوة طاولة الحوار الى اجتماع تشاوري في نيسان المقبل، للبحث في نقطتي حكومة الوحدة الوطنية والدوائر الانتخابية.
في هذه الأثناء، كان فريق الأكثرية يواصل مشاوراته في غير اتجاه، سواء في موضوع المشاركة في القمة العربية أو في مسألة التوسيع أو الترميم الحكومي، كما في كيفية التعاطي مع دعوة رئيس مجلس النواب الى الدعوة الجديدة للحوار.
وفور عودته من اجازة عائلية في سلطنة عمان، أعلن المكتب الاعلامي في السراي الكبير أن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أجرى في اليومين الماضيين اتصالات بكل من وزراء خارجية السعودية ومصر والامارات وسلطنة عمان. كما جرت مشاورات مكثفة بين الرئيس السنيورة وقادة الأكثرية عشية جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم والتي يفترض أن تحسم موضوع المشاركة في قمة دمشق. وعلم أن محصلة المشاورات العربية والداخلية، أفضت الى ترجيح خيار غياب لبنان عن قمة دمشق، على أن يبقى الأمر قابلا للتعديل ربطا بامكان انتخاب رئيس للجمهورية في المهلة الفاصلة بين اليوم وموعد القمة، وهو الأمر الذي استبعده الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قائلا لوكالة «رويترز» مساء أمس، «أعتقد أن ما لم ننجح في بنائه في بضعة أشهر ماضية لن ننجح في فعله في الأربع والعشرين ساعة المقبلة»!
وعزز قرار السعودية بخفض مستوى التمثيل في القمة وتكليف مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية احمد عبد العزيز قطان، تمثيلها بدلا من ولي العهد أو وزير الخارجية، التوجه الأكثري بالمقاطعة.



وعلم أن الثلاثي رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري الموجود في الرياض ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط وقائد «القوات» سمير جعجع الموجود في الولايات المتحدة الاميركية، اتفقوا على الموقف القائل بالمقاطعة للقمة في سابقة لا مثيل لها في تاريخ تعامل لبنان مع مؤسسة يعتبر أحد مؤسسيها.
ولكن الثلاثي نفسه، اختلف حول موضوع دعوة الرئيس بري لالتئام طاولة الحوار، حيث بدا جنبلاط متحمسا لتلبية الدعوة، فيما اعتبر الحريري أن التلبية ممكنة شرط انتخاب رئيس الجمهورية أولا، أما جعجع فقد رفض أصل الدعوة، وبدا رئيس الحكومة ميالا الى موقف الحريري. وتقرر اجراء المزيد من المشاورات بما في ذلك احتمال الدعوة الى اجتماع موسع للأكثرية فور عودة الحريري من السعودية.
وعُلم أن فريق الأكثرية قرر التريث أيضا في موضوع التوسيع أو الترميم الحكومي في ضوء المشاورات التي اجراها عدد من ممثلي الأكثرية المسيحية مع بكركي. ونقل زوار البطريرك الماروني نصرالله صفير عنه قوله انه يرفض تعديل وضع الحكومة «لأن من شأن ذلك تبديل الأولويات ويوحي كأن المطلوب تطويل عمر الحكومة الحالية وتمديد الفراغ الرئاسي وتطويل عمره، وهذا أمر ليس في مصلحة اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا».
يذكر أن رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون، سيجدد مساء غد، موقفه التحذيري للأكثرية في موضوع التوسيع او الترميم وذلك عبر شاشة «او تي في»، كما سيعلن تجاوبه مع دعوة الرئيس بري لالتئام طاولة التشاور وهو تشاور في بعض هذه العناوين في الجلسة التي جمعت نوابا من التكتل في الرابية، أمس، وتم خلالها تبادل التهاني بالأعياد، من دون اصدار أي بيان.

الثلاثاء 25/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع