العراق: القتلى الأميركيون 4 آلاف وبوش «متألم»



ارتفع عدد جنود الاحتلال الأميركي الذين قتلوا في العراق إلى أربعة آلاف قتيل، أمس الأول، بعد أيام من دخول العراق في العام السادس للغزو، وهي حصيلة وصفها الرئيس جورج بوش بأنها «آلمته».
إلى ذلك، أعلن «التيار الصدري» انه بدأ «الاعتصامات والعصيان المدني» غربي بغداد، احتجاجا على «تجاوزات بحق المدنيين»، وذلك بعد مقتل ستة من عناصره بنيران قوات الاحتلال قبل أيام في العاصمة.
وأعلنت قوات الاحتلال الأميركي، أمس، أن أربعة جنود قتلوا، وأصيب جندي، بانفجار عبوة جنوبي بغداد أمس الأول، ما رفع عدد قتلى جنود الاحتلال إلى أربعة آلاف منذ الغزو. وكان الاحتلال أعلن، السبت الماضي، مقتل 3 جنود في انفجار عبوة وسط العاصمة. وأشار بيان منفصل إلى مقتل جندي، وإصابة أربعة، في هجوم بالصواريخ جنوبي بغداد الجمعة الماضي.
ومن المرجح أن يستغل منتقدو الحرب في الولايات المتحدة ذلك لتعزيز مطلبهم بسحب القوات، التي جرح منها 29314 أميركيا منذ الغزو.
وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو، أمس، أن بوش تبلغ «بألم» وصول حصيلة القتلى إلى أربعة آلاف. وقالت «انه يتحمل مسؤولية القرارات التي اتخذها، والاستمرار في العمل على إنجاح» العملية ميدانيا.
وقال بوش، في وزارة الخارجية بعد اجتماع بشأن العراق والجهود الدبلوماسية الأميركية حول العالم، ان مقتل اربعة آلاف جندي «وضع الأساس للسلام من أجل الأجيال المقبلة».
وأشارت إلى أن بوش قد يتخذ قراره الجمعة المقبل حول سحب المزيد من الوحدات من العراق من عدمه بعد تموز المقبل، إلا انه لن يعلن عنه قبل إدلاء قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بتراوس والسفير الأميركي في بغداد رايان كروكر بشهادتهما أمام الكونغرس في 8 نيسان المقبل.
وكان مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي قال، لشبكة «سي أن أن» الأميركية أمس الأول، إن الحرب في العراق مبررة رغم كلفتها البشرية المرتفعة، في الجانبين الأميركي والعراقي. وأضاف أن «الإرهاب الدولي يضرب في كل مكان، وقد اختاروا العراق ساحة للمعركة، وعلينا أن نواجههم».
لكن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، وصف في بيان السبت الماضي، نتائج السنوات الخمس الماضية في ظل وجود الاحتـــلال بأنها «مؤلمة ومؤسفة». وقال «يشعر المواطن العادي بالإحباط بعد كل هذه السنوات، لأننا ببساطة فشلنا حتى الآن في تقديم النموذج الذي وعدنا الناس به بعد سقوط النظام»، معتبرا أن هذا «الأمر يستوجب إصلاحا جذريا، وعدم الاكتفاء بإصلاحات تجميلية لا تسمن ولا تغني من جوع».
وقتل جنود الاحتلال الأحد في اليوم ذاته الذي تعرضت فيه المنطقة الخضراء لهجوم بالصواريخ أو القذائف، أدى إلى جرح خمسة أشخاص.
وقال المتحدث باسم قوات الاحتلال الأدميرال غريغوري سميث إن الصواريخ إيرانية الصنع، وإن قوة «القدس»، التي تتهمها واشنطن بانها تابعة للحرس الثوري الإيراني، هي التي زودت الميليشيات الشيعية بها. وقال إن الصواريخ التي أطلقت «تتحمل مسؤوليتها جماعات خاصة تدعمها إيران.
وقال مسؤولان حكوميان إن رئيس الحكومة نوري المالكي استبدل، خلال زيارته إلى البصرة أمس، قائد الشرطة وقائد قوات الجيش في المدينة، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية فيها. وذكرت وكالة الانباء الكويتية (كونا) إن وزير الداخلية جواد البولاني نجا من محاولة اغتيال في البصرة.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في رسالة الى المالكي، بمناسبة زيارة نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف الى بغداد، أن الشركات الروسية على استعداد لبذل المزيد من أجل إعادة بناء البنية التحتية العراقية، خاصة في قطاعي النفط الخام والغاز.
وسلطت أعمال العنف، أمس الأول، الضوء على هشاشة الأمن في العراق. وقتل 61 عراقيا، غالبيتهم من قوات الأمن، وأصيب ,75 في انفجارات وهجمات في بغداد وضواحيها والموصل وكركوك وديالى وبعقوبة. وقتل 6 من عناصر «الصحوة» في غارة شنتها مروحية أميركية، السبت، قرب سامراء. وأعلن مدير الطبابة العدلية في بغداد منجد صلاح الدين رضا، أمس، ارتفاع عدد الجثث التي يعثر عليها في العاصمة وضواحيها إلى 15 يوميا، بعد أن كان عددها انخفض إلى جثتين يوميا.
وقال المتحدث باسم مكتب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في الكرخ حمد الله الركابي، «نظرا إلى عدم استجابة الحكومة للمطالب الوطنية والمشروعة بدأنا الاعتصام». وأوضح أن «الاعتصام سلمي في مناطق الكرخ ووسط حي الشعلة، كما هي الحال في عدد من أحياء غرب بغداد». وأضاف «لا نرغم أحدا على المشاركة، ولا نطالب دوائر الدولة بالإغلاق، إنما هو اعتصام لمن يريد المشاركة».
وكان الركابي هدد، أمس الأول، بـ«الاعتصامات والعصيان المدني» بعد 24 ساعة، احتجاجا على «تجاوزات بحق المدنيين»، وذلك بعد مقتل ستة من عناصره قبل أيام في بغداد. واتهم قوات الاحتلال «بإعدام أربعة من المدنيين العزل، بعد اعتقالهم، في حي الشرطة والرسالة... فالتيار الصدري ملتزم أوامر قائده مقتدى الصدر، وليس لدينــا أي أعمال مسلحة».
 (ا ف ب، ا ب، رويترز)
الثلاثاء 25/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع