القمة العربية: الريـاض تخفـض تمثـيلـها ودمشـق تنـتـقـد التهـرّب السـعـودي



الأسد يتخطى إشكالية تسلم رئاسة القمة ... على الطريقة التونسية؟

زياد حيدردمشق :  ألقى قرار السعودية تخفيض مستوى تمثيلها في القمة العربية المقرر عقدها في دمشق يومي السبت والاحد المقبلين، إلى مندوبها لدى الجامعة العربية احمد قطان، بظلاله على اجتماعات اليوم الأول من فعاليات القمة، التي عقدت على مستوى المندوبين أمس، بغياب لبنان وملف أزمته، الذي تأجل البحث فيه إلى اجتماع وزراء الخارجية المقرر يوم الخميس المقبل.
وأثار القرار السعودي اشكالية حول تسليم رئاسة القمة من السعودية الى سوريا ، فيما قال خبراء لـ«السفير» إن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، الذي وصل مساء امس الى دمشق، قد يطرح خلال لقاءاته المسؤولين السوريين اليوم، حلا بروتوكوليا شبيها بذلك الذي اتبعته قمة تونس في العام ,2004 حين غابت البحرين رئيسة القمة، فقام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بترؤس القمة بشكل مباشر.
وكان موسى، قال ردا على سؤال حول تسلم الرئيس السوري بشار الأسد رئاسة القمة من الملك السعودي عبد الله في ضوء خفض التمثيل، «كل شيء له معالجة في المؤتمر». وسيعقد موسى اليوم اجتماعات مع كل من الرئيس الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، وفق ما قالت مصادر مرافقة لموسى الذي سيبقى في دمشق حتى نهاية القمة.
وقال السفير السعودي احمد قطان، خلال مشاركته في اجتماعات المندوبين في دمشق، «سأرأس بإذن الله وفد المملكة إلى القمة العربية»، مشيراً إلى أنّ «أحداً لا يستطيع أن ينوب عن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، لكنني سأكون ممثلاً لبلادي في القمة»، معرباً عن أمله أن «يذوب الجليد بين سوريا والسعودية»، مشيراً إلى أنّ الرياض «تتطلع إلى دور سوري فاعل لتحقيق وفاق وطني لبناني شامل تنفيذاً للمبادرة العربية» .

 

ووصف مصدر سوري واسع الاطلاع لـ«السفير» القرار السعودي تخفيض مستوى الحضور في القمة إلى مستوى مندوب، بأنه «غير إيجابي»، معتبرا أنه «موقف لا يخدم العمل العربي المشترك». وقال إن الرياض تكون بذلك «غيبت نفسها عن مناقشة المسائل الأساسية وتهربت من الحوار المسؤول»، موضحا أن «موضوع القمة في دمشق ليس منة من أحد، وهي تعقد فيه بفعل الأبجدية العربية». وتساءل «على أي أساس يُطلب من مستضيف القمة تقديم تنازل سياسي مقابل الحضور؟».
وقالت مصادر حضرت اجتماع المندوبين لـ«السفير» إن القرار السعودي «ألقى جوا من التوتر على الجميع»، وإن «دولا عربية استنكرت الإجراء وتوقيت إعلانه» بالتزامن مع اجتماع المندوبين الذي تجاهل الموضوع اللبناني، بناء على طلب لبنان.

 

وقال موسى، لدى وصوله إلى دمشق، إن قرار السعودية في ما يتعلق بمن يمثلها في القمة هو «قرار سيادي، يخص المملكة»، مضيفا أن «لكل دولة عربية سياستها وهي تقرر مستوى تمثيلها في القمة». وأضاف «أرجو ألا يتغيب لبنان عن بقية الاجتماعات، والقمة العربية ستعقد في دمشق بحضور الوفود كلها على المستويات التي تقررها دولها».
وأكد موسى أن القمة ستبحث أمورا كثيرة هامة، منها «القضية اللبنانية والفلسطينية وعملية السلام والتطورات في السودان ودارفور ومشاكل أخرى تنموية وغيرها». وأوضح أن مبادرة السلام العربية «هي جوهر ما سنناقشه في القمة، والقمة هي التي ستقرر المواقف السياسية المتعلقة بمختلف القضايا». وتمنى أن «تجري القمة في دمشق بالطريقة الهادئة ويجري تبادل وجهات النظر بما يحقق المصلحة العربية».
وألمح المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد إلى احتمال عدم مشاركة الرئيس المصري حسني مبارك في القمة إذا لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. وذكر مصدر سوري أن «14 رئيساً وملكاً عربياً ثبتوا حضورهم إلى القمة والعدد قد يزداد، بما يعني نجاح انعقاد القمة في الوقت المحدد لها».
وقال مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية يوسف الأحمد، الذي ترأس اجتماع المندوبين الدائمين خلفا لقطان، لـ«السفير»، إن المندوب اللبناني لدى الجامعة، الذي تغيب عن الاجتماع، قدم ورقة عبر الأمانة العامة للجامعة طلب فيها تأجيل النقاش في الموضوع اللبناني إلى اجتماعات وزراء الخارجية الخميس المقبل.
ووفقا لمصادر حضرت الاجتماع فإن القرار اللبناني فسر بـ«عدم امتلاك السفير اللبناني صلاحيات واسعة في هذا الموضوع»، فيما ربطت مصادر دبلوماسية عربية بينه وبين القرار السعودي. وتساءلت «كيف سيكون التمثيل اللبناني في حال كان التمثيل السعودي على هذا المستوى؟»، معتبرة أن الموضوع اللبناني في هذه الحال سيغيب عن اجتماع وزراء الخارجية، وربما يغيب عن موضوع القمة، لكن مصادر أخرى واسعة الاطلاع قالت انه في حال غاب لبنان عن اجتماع الخميس فسيتم اعتماد الورقة ذاتها التي اعتمدت في اجتماع وزراء الخارجية في الدورة الـ ,129 وتم التشديد فيها على «التضامن مع لبنان ودعم المبادرة العربية».
وأوضح الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون الفلسطينية محمد صبيح أن البند المتعلق بالأزمة اللبنانية أحيل إلى الوزراء حتى يتمكن موسى من تقديم تقريره حول الجهود التي قام بها لتنفيذ المبادرة العربية حول لبنان.

 

في واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك، ردا على سؤال حول قرار الرياض بتخفيض مستوى تمثيلها في القمة، ان «كل دولة عضو تتخذ قرارها حول الحضور، واذا قررت الحضور، على أي مستوى ترغب في ان تتمثل في القمة. لسنا نحن من يتخذ القرار». 

الثلاثاء 25/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع