ندوة في ام الفحم لمناقشة خطر مشروع "التبادل السكاني"



*د. يوسف تيسير جبارين: كل تبادل سكاني بدون موافقة السكان أنفسهم هو في نظر القانون الدولي جريمة حرب*

ام الفحم- من جاد الله اغبارية- في أعقاب ارتفاع وتيرة التصريحات السياسية الاسرائيلية الداعية الى ضم أم الفحم والمثلث برمته الى الدولة الفلسطينية العتيدة، في إطار الحل النهائي، عقدت يوم الجمعة الاخير في قاعة مركز العلوم والفنون (اشكول بايس) في أم الفحم ندوة سياسة بعنوان "اقتراحات ضم أم الفحم والمثلث (التبادل السكاني) في إطار الحلول النهائية: بين الهوس الديموغرافي ونزع الشرعية السياسية".
تولى عرافة الندوة الباحث د. مهند مصطفى الذي قال في مستهل الندوة: "إن أيديولوجية الضم والتبادل السكاني قادمة من أدبيات اليسار الصهيوني بهدف الحفاظ على يهودية الدولة".
كما تحدث في الندوة الشيخ هاشم عبد الرحمن رئيس بلدية ام الفحم  قائلاً: "الموضوع ليس وليد الساعة ومن الخطأ أن لا نتكلم عن الموضوع الذي هو بمثابة نكبة ثانية للفلسطينيين داخل اسرائيل، لذلك نرفض أي تعديل لإعتبارات كثيرة خاصة وأنّنا سكان البلاد الاصليين، فوجودنا هنا هو إستمرار لحفاظنا على مقدساتنا وأرضنا".
أما د. محمد أمارة رئيس الهيئة الادارية لمركز "دراسات" فتحدث بالقول: "الجديد في القضية هو طرحها من جديد وبكثافة، لا شك أن هناك قطاعًا عريضًا من اليهود لا يؤمن بالشراكة السياسية مع الجماهير العربية كذلك في الناحية العربية حيث كانت نسبة مشاركة العرب مواطني الدولة في انتخابات الكنيست الاخيرة متدنية، لذلك نحن نريد مواطنة جدية وجوهرية وهنا الاشكالية حين أن الاغلبية من اليهود تريد لنا حقوقًا جزئية".
وأضاف د. أمارة: "رأينا طرح الأمور والعمل على تخطيط إستراتيجي لتمكين الجماهير الفلسطينية داخل اسرائيل من النضال بجميع الطرق المشروعة لدفن هذا المخطط العنصري".
أما د. مصطفى كبها المحاضر في الجامعة المفتوحة فقال: "يجب أن نكون حذرين عندما نتحدث عن أي مشروع، خاصة وأن هذا المشروع غير واضح المعالم، كما أنّ هناك جهلاً في الرأي العام الاسرائيلي فيما يتعلق بالأقلية الفلسطينية داخل إسرائيل وبتاريخها"، وتطرق د. كبها الى الخلفية التاريخية لضم منطقة المثلث الى إسرائيل بموجب "تفاهمات الشونة" و"اتفاقية رودس" وكيف أن الملك عبد الله في حينه وافق على ضم المثلث مقابل بعض الدونمات في "غوش عتصيون" وبعض مئات الامتار في جبل المكبر، خاصة وأن منطقة المثلث كانت تؤيد الحاج أمين الحسيني. وذكر د. كبها بناء على وثائق تاريخية أن الملك عبد الله في مجمل تأييده لضم المثلث قال في حينه: "كل الطيبات طيبات ما عدا طيبة بني صعب" ويقصد مدينة الطيبة اليوم لكون قياداتها كانت من المؤيدة للحاج أمين الحسيني.
ثم تحدث بروفسور جادي الغازي المحاضر في جامعة تل أبيب وعضو حركة "ترابط" قائلاً: "هذا الموضوع تحدث عنه براك وبيرس لذلك يتوجب علينا إحداث تغيير.. ولنتساءل هل يطرح الموضوع من باب التهديد لمنع الاقلية من المواطنة؟ حسب رأيي هناك سببين هما: العمل على إبقاء المستوطنات والتخلص من العرب لضمان يهودية الدولة، وشن حرب استنزاف ضد الجماهير العربية وإرهابها لكن تشعر دائمًا أن مواطنتها مشروطة".
وأضاف: "يتوجب علينا أن نكون حذرين وعدم التحدث عن أن هناك نكبة ثانية
لذلك على الجماهير العربية عدم الخوف والوحدة، كذلك عليها العمل مع المعارضين لهذة الخطة من المجتمع اليهودي لاعتبارات مختلفة من أجل وأد هذا المخطط العنصري".
وأخيراً تحدث د. يوسف جبارين المحاضر في جامعتي حيفا وتل أبيب ومدير المركز العربي للحقوق والسياسات عن 4 قضايا مركزية وهي: محاولة اليمين سن دستور لاسرائيل، وتمرير قوانين كمنع لم الشمل، العمل على تغيير طريقة الانتخابات، وتسويق الخدمة المدنية وهذة القضايا تصب في مصلحة الاغلبية.
وقال د. جبارين: "الهدف من طرح الضم هو إضعاف الوجود الجماعي  للاقلية العربية في اسرائيل، لذلك فإنّ مصطلح التبادل السكاني الذي طرح دوليا يختلف تمام الاختلاف عن التبادل السكاني الذي يطرحه اليسار الصهيوني واليمين الاسرائيلي،
وأي محاولة لنقل سكان بدون موافقة السكان انفسهم هو حسب القانون الدولي جريمة حرب".

الثلاثاء 25/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع