في مثل هذا الأسبوع، قبل خمس سنوات، قامت الولايات المتحدة بغزو العراق، وحتى الآن يعجز جيش الاحتلال الأمريكي عن إخضاع الشعب العراقي للواقع الذي فرضه في العراق، يتردد سؤال في كل مكان: إلى متى يستمر الاحتلال الأمريكي؟
تتوقع هيلاري كلينتون - الساعية إلي الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لها في انتخابات الرئاسة - أن يستمر هذا الاحتلال طوال الفترة الأولى لرئاستها في حالة دخولها إلى البيت الأبيض، ويقول منافسها باراك أوباما أنه سوف يسحب قوات «مقاتلة» يتراوح حجمها بين لواء واثنين كل شهر على مدى 16 شهرا، ويقول الجنرال ريموند أوديرنو، نائب القائد الأمريكي في العراق، أن المدة تتراوح بين خمس وست سنوات أخرى، غير أن الرئيس بوش يتوقع استمرار الاحتلال الأمريكي لسنوات عشر أخرى علي الأقل، ويؤيد وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس «وجودا طويلا» للقوات الأمريكية في العراق، كما حدث مع اليابان وكوريا الجنوبية، حيث تحتل الولايات المتحدة هاتين الدولتين منذ أيام الحرب العالمية الثانية (أكثر من 60 سنة)، ويتوقع مرشح الحزب الجمهوري الأمريكي جون ماكين أن تبقي القوات الأمريكية في العراق لمائة سنة أخرى! والرجل من أنصار الحرب الدائمة في أنحاء الكرة الأرضية، أما تحديد موعد للانسحاب من العراق، فإنه يعني - في رأيه - «الاستسلام ورفع الراية البيضاء». ولم يبق سوى أن يظهر في الولايات المتحدة من يتبنى فكرة بقاء القوات الأمريكية حتي موعد الظهور الثاني للمسيح!
والمؤكد أن المجمع الصناعي - العسكري الأمريكي يمارس ضغوطا هائلة علي المرشحين للرئاسة لمنع أي انسحاب من العراق في المستقبل القريب.
ومعلوم أن البنتاجون بدأ في تشييد أربع قواعد عسكرية أمريكية ضخمة ودائمة في العراق، كما تمضي بسرعة عملية بناء سفارة أمريكية جديدة في بغداد على مائة وأربعة فدادين لتضم 21 مبني يشمل أكثر من ستمائة شقة، بتكلفة قدرها 600 مليون دولار.
سوف نشهد الذكرى السادسة والسابعة والثامنة و.. و.. للغزو الأمريكي، وكل ما ستحمله أيام الذكرى في السنوات القادمة من جديد هو المزيد من الضحايا في الأرواح من العراقيين والأمريكيين والمزيد من الخراب.
ومع ذلك، فإنه من المؤكد أن الفشل الأمريكي سيتحول إلي كارثة للولايات المتحدة، وقد يكون بداية النهاية للإمبراطورية الأمريكية، وخاصة أن واشنطن تنفق 5,3 مليار دولار كل أسبوع على حروبها في العراق وأفغانستان.