القمة العربية: لبنان يقرّر عدم المشاركة ورئاسة القمة تتولى طرح أزمته



جدول الأعمال يُعرض غداً على وزراء الخارجية ... وسوريا قد تعتبر السعودية غائبة

السفير - زياد حيدر - دمشق : يبدو أنّ قرار لبنان بعدم المشاركة في قمة دمشق العربية، لن يمنع من سيشارك في جلساتها، السبت والأحد المقبلين، من مناقشة أزمته السياسية، رغم استبعاد حصول أي اختراق يساعد على حلها، في وقت أكد الرئيس السوري بشار الأسد حرص بلاده على «تعزيز التضامن العربي» للخروج بقرارات فاعلة.


وأعلنت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، أمس، في بيان تلاه وزير الإعلام غازي العريضي في ختام جلسة وزارية، مقاطعة أعمال القمة، موضحاً أنه تقرر «عدم مشاركة لبنان في اجتماعات القمة العربية في دمشق أو في الاجتماعات التحضيرية التي تسبق القمة، وهي سابقة مؤسفة فرضت علينا، يقدم عليها لبنان للمرة الأولى في تاريخ انعقاد القمم العربية». وأضاف «يؤكد مجلس الوزراء أن هذا القرار لا يعني إطلاقا القطـيعة مع الشـقيقة سـوريا، بل يرى فيه مناسـبة لتأكـيد إقـرار سـيادة لبـنان ورفـض التـدخل في شؤونه الداخلية».
وقالت مصادر حكومية لـ«السفير» إن مجلس الوزراء قرر تقديم اقتراح إلى الجامعة العربية يقضي بعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب في بيروت، بعد انتهاء أعمال القمة، يخصص لمناقشة الملف اللبناني بكل أبعاده، بما في ذلك ملف العلاقات اللبنانية ـ السورية.
وقالت مصادر سورية واسعة الاطلاع لـ«السفير» إنّ «غياب التمثيل السياسي للبنان عن القمة لن يعني غياب مناقشة الموضوع اللبناني»، مؤكدة أن «رئاسة القمة ستسعى إلى طرح الموضوع اللبناني بما يمكن أن يساعد على تحقيق الوفاق الوطني اللبناني»، وهذا ما أكده الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أيضاً، مشيراً إلى أنّ القمة ستناقش الملف اللبناني «سواء شارك لبنان أم لم يشارك».
ورجحت مصادر دبلوماسية عربية أن يتم التعامل مع الموضوع اللبناني بالطريقة ذاتها التي تم فيها في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، معتبرة أن فرص «حصول أي اختراق بغياب السعودية ولبنان أصبح ضعيفا».
من جهته، أكد الأسد بعد لقائه موسى «حرص سوريا على تعزيز التضامن العربي وأهمية وضع آليات لتنفيذ قرارات القمة العربية». وذكر بيان عن الرئاسة السورية أنّ محادثات الأسد وموسى تناولت «جدول أعمال القمة العربية والمساعي الرامية إلى توحيد الصف العربي وتعزيز العمل العربي المشترك»، إضافة إلى «الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة لخروج القمة بقرارات فاعلة على كل المستويات لخدمة القضايا العربية العادلة ومواجهة التحديات التي تواجهها الامة العربية».

 

وأشار موسى إلى أن الرئيس السوري «سيترأس اجتماعات القمة لحظة دخوله»، وأنّ «الجلسة الافتتاحية ستكون علنية»، منوهاً بالتحضيرات الجيدة التي قامت بها دمشق لعقد القمة.
وفي ما يتعلق بالنقاط الرئيسية التي كانت مطروحة على جدول أعمال المندوبين، قال موسى انه تمت مناقشة هذه القرارات والبنود على مستوى السفراء، وسيتم رفعها إلى اجتماع المجلس الوزاري الذي سيعقد غداً الخميس، تمهيداً لرفعها إلى اجتماع القمة، موضحاً أنّ هذه البنود تشمل الجوانب السياسية والتنموية والاقتصادية الخاصة بشؤون العمل العربي الاقتصادي المشترك.
وفيما ذكرت مصادر في الوفد المصري المشارك في الأعمال التحضيرية للقمة أنّ الرئيس المصري سيغيب عن اجتماعاتها، على غرار الملك السعودي عبد الله، نقلت وكالة «آكي» الإيطالية عن مصدر سوري قوله إنّ دمشق «على استعداد للتعامل مع أي أمير سعودي، سواء كان ولي العهد أم غيره كما لو أنه ممثل للسعودية والملك عبد الله، أما من دون هذا التمثيل فمن المرجح أن تتعامل سوريا معه على أساس أن السعودية غير ممثلة».
وجرت، أمس، اتصالات دبلوماسية مكثفة حيث قام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بزيارة إلى الرياض، بحث خلالها مع الملك السعودي الوسائل الآيلة إلى رأب الصدع في العلاقات العربية للخروج من قمة دمشق برؤية موحدة وقرارات تعالج القضايا العربية وتعزز من مسيرة «التضامن والتكامل».
ومن المتوقع أن يزور رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني صنعاء، غداً، حيث يقوم بنقل رسالة إلى صالح من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تتعلق بالترتيبات الجارية لعقد القمة، فيما تلقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح رسالة من الملك السعودي تتعلق بالمستجدات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية.
إلى ذلك، قالت مصادر رسمية سورية لـ«السفير» أن المندوبين الدائمين للدول العربية وكبار المسؤولين في وزارات الخارجية أقروا برئاسة مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية يوسف أحمد مشروع جدول أعمال القمة.
ويتضمن جدول الأعمال القضية الفلسطينية وتطوراتها، والصراع العربي الإسرائيلي، ومبادرة السلام العربية، وقضية الجولان السوري المحتل، والأمن القومي العربي، وتطورات الوضع في العراق، ورفض العقوبات الأميركية الأحادية الجانب المفروضة على سوريا، ودعم السلام والتنمية والوحدة في السودان، ودعم الصومال وجمهورية جزر القمر، وبلورة موقف عربي موحد لاتخاذ خطوات عملية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية إضافة إلى قضايا العمل العربي المشترك على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
كما شمل جدول الأعمال موضوعات تتعلق بالنهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة و«العقد العربي للشباب»، وتقريري رئاسة القمة عن نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، والأمين العام للجامعة عن العمل العربي المشترك، وموضوعات أخرى مهمة تتعلق بالعلاقات العربية مع التجمعات الدولية والإقليمية والتعاون العربي مع كل من أوروبا وإفريقيا والصين والأميركيتين.
وعلم أن المندوبين أحالوا قرارين إلى الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب لبحثهما في اجتماعهم المقرر حول العلاقات العربية العربية والوضع في لبنان. 

الأربعاء 26/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع