القمة والفشل الأمريكي



تأتي القمة العربية المزمع عقدها في دمشق نهاية الأسبوع الجاري في ظل تواصل الأزمة البنانية بين القوى الموالية للولايات المتحدة والقوى المناهضة للمشروع الأمريكي في لبنان والمنطقة، وفي ظل تقدّم نسبي لكن هام في المساعي لوضع حد للاتقسام الفلسطيني الخطير، وفي ظل التصريحات الأمريكية الصريحة عن مواصلة احتلال العراق لسنين طويلة.
القرار السعودي بخفض مستوى تمثيلها في قمة دمشق يعكس تصدّع العلاقات السعودية السورية، لكنه يعكس أيضًا الإخفاق في ليّ ذراع المعارضة اللبنانية، إرضاءً لواشنطن وعملائها في بيروت وغيرها من العواصم العربية، وليس من المستبعد أن يُقرّر مستوى مشاركة بعض الدول في واشنطن نفسها. وفشل قمة دمشق في إيجاد مخرج معقول للملف اللبناني سيكون سببه الأساسي إصرار عملاء واشنطن اللبنانيين – الحريري وجنبلاط وجعجع – على تعطيل المبادرة العربية.
ثمة اليوم مشروعان سياسيان يتصارعان في المنطقة، المشروع الإمبريالي الذي يستند إلى الأنظمة المدجّنة والقوى العميلة، ومشروع يضم القوى المناوئة لهذا المشروع، على اختلاف توجّهاتها السياسية وتعدّد مشاربها الفكرية. هذان المشروعان لا يتلقيان في الملف اللبناني، لأن لبنان ليس العراق حيث تقاطعت المصلحة الأمريكية في احتلال العراق ونهب موارده مع المصلحة الإيرانية في زيادة نفوذها في المنطقة والتحوّل إلى قوّة إقليمية مهيبة. فالمعارضة اللبنانية وفي صلبها قوى المقاومة واليسار لديها ثوابتها الوطنية ولا يمكن أن تلتقي مع الإمبريالية.
ونحن إذ لا نعوّل على هذه القمة، نؤكد أنّ فشلها يعكس أزمة المشروع الأمريكي في المنطقة، وعدم نجاح الولايات المتحدة، من خلال "معتدليها"، في فرض أجندتها الإقليمية في الملفات الساخنة.

الأربعاء 26/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع