عرس ودمعتان



أرادت أن تخرج ....فحزنت أمّها وعارضت الفكرة ...لكنها أصرت قائلة :
لا ...لا.. تبكي أماه ...شموع الفرح إشعليها..
خاتم العرس أعطنيه بعطر الورد والياسمين عطريني
بقلادة الذهب والماس قلديني... وفستاني الابيض رمزالطهارة والعفاف ألبسيني
وحذاء أحمر ...دعيني أحتذي قبعة خضراء...ضعي على رأسي .. ..
وحزاماً أسود ....ضعي على خاصرتي ودعيني ..
ودعيني ...أماه أنطلق مع كلّ الرفاق ... مع كلّ الثوّار ...
وفعلت.... ...
وكان يوم ..لكل الاحرار...وبعد ساعات بلا دقائق ..ولحظات بلا توقيت
عادت ..وعلى الايادي رفعوا جثتها عروس البطوف ..عروس سخنين
عروس الجليل ....... ..
عادت بفستانها الابيض ...وحذائها الاحمر....عادت وقد غطّى جسدها دم الثوار ...دمّ النضال....
قبعتها الخضراء...وحزامها الاسود.
عادت معطرة بعطر العروبة ...عادت مبرجة ومزركشة بدماء الشهداء..
عادت شهيدتنا محمولة على الايادي...
والغريب العجيب أنّ عينيها كانتا مفتوحتين...ترمشان ...
ورجليها جامدتان ... عضلات يديها كانت تتحرك بسرعة...ولكن
وكان قلب العروس كان ينبض بقوّة ..
أجل ...أجل ..أرادت أن تتحدى الموت تتحدى كلّ الاعداء لتكمل مشوارها ومسيرتها ... ..


وكلمات كثيرة قالتها العروس وهي..صامتة...فتراب الارض غالٍ ويعز علينا أن نراه محاصراً..
فزغردت الامّ ..ورقصت الحسان وعتّب الشباب فروح الشهيد ...لن تموت أبداً.....
في عقلنا وروحنا ستبقى تحيي فينا ثورتنا وستبقى بسمة على شفاهنا
عروستنا اليوم لم تمت..بل استيقظت لتوقظ فينا الحياة
وغطوا وجهها بالتراب ...وقد أقسموا ..وأقسمنا أننا سنكمل المشوار ..
ونحيي ذكراها في كلّ عام... من هذا التاريخ الجبار ..

عدلة شداد خشيبون
الجمعة 28/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع