إعصار امريكي في الشرق الاوسط



إعصار مدمر" تورنادو" امريكي بدأ يلف حول نفسه ويدور ويزحف الى ان حط رحاله في الشرق الاوسط، وبدأ يعيث فيه دمارا وخرابا يقتلع الاخضر واليابس والشجر والحجر ويحاول ابتلاع كل ما ومن يعترض طريقه، اما مكونات هذا الـ " تورنادو" فهي بعض زعماء الساسة الامريكيين او العصابات الامريكية الذين يلفون كالاعصار بمنطقتنا واحدا "بقفا" الاخر من الرئيس بوش الى كوكو رايس الى "ديك الحبش" تشيني الى " سطل فيلد" الى فيلتمان الى وولش الى جون ماكين والحبل على الجرار. انهم اشبه "بثورالحنانة" او "بثور السقاية" كما يقول المصريون الذي يلف ويدور في حلقات مفرغة حول ذات النقطة المركزية وهو مغمض العينين دون ان يتقدم خطوة واحدة الى الامام، وهؤلاء الساسة الامريكيون هم اشبه بذلك الثور يلفون ويدورون في المنطقة بدءا بالعراق الى السعودية الى مصر الى الاردن الى فلسطين الى اسرائيل وهكذا "دواليك" الى ان تطلع روحهم وتنقطع انفاسهم من التعب وتفرغ "بطارياتهم" فيعودون من حيث اتوا الى زرائبهم في امريكا حيث "يُعلفون" من جديد ويشحنون بطارياتهم لتصلهم الكهرباء عن طريق " اقفيتهم" ( مع العذر لدريد لحام ) ثم يعودون ليبدأوا باللف والدوران من جديد دون انقطاع .
المهم " ديك الحبش" تشيني " يقاقي" وكوكو رايس " تقرق" وباقي الدجاج العربي المدجن امريكيا يضع بيضه من الذهب الاصفر او الاسود ( كله ذهب ) في القن الامريكي .

 

* جون ماكين :

من الاردن لم نسمع حتى الآن أي تعليق على ما صرح به احد اقطاب "التورنادو" الامريكية والمرشح للرئاسة الامريكية جون ماكين بانه يؤيد ان تكون القدس عاصمة اسرائيل الابدية في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة؟ !
الغريب، ماذا انتظر الاردنيون كي يردوا على هذا الافّاق الجديد الذي يتكلم ويتنازل ويعطي ويعترف بالقدس عاصمة اسرائيل الابدية وكأن القدس " ملك ابوه" وله الحق ان يتنازل عنها لمن يشاء " الله يلعن ابو هالوقت اللي خلّى كلاب امريكا تبيع وتشتري بشعبنا وباملاكه" ويعطي حق الدفاع عن النفس للظالم ويحجبه عن المظلوم المقهور او بمعنى اصح يؤيد حرب الابادة او "المحرقة" التي ينفذها وزير الحرب الاسرائيلي ايهود براك بحق شعبنا الفلسطيني وذلك عندما صرح ان الشعب الامريكي سيطالب باعمال حازمة ردا على أي هجوم صاروخي ضد منطقة حدودية للولايات المتحدة !! وكأن المقاومة الفلسطينية هي التي هاجمت وتهاجم اسرائيل بالصواريخ!!! بحيث لا تبقي امام حكومة اسرائيل المسكينة الضعيفة والمغلوب على امرها الا ان ترد صاغرة وبقلب ينزف دما على هذا الهجوم الصاروخي ! بحرب صغيرة اسموها اعتباطا "محرقة" هكذا يريد ان يراها ويفهمها هذا المأفون جون ماكين .
يا حضرة " الجون ماكين، غيرك كان اشطر منك" واطفال شعبنا الفلسطيني البواسل يقولون لك " طز في لحيتك" حاضرا ومستقبلا " وخيّط بغير هالمسلة" فكف اطفالنا اقوى من ان تخرقها مسلتك الصدئة كعقلك .

 

* انجيلا ميركيل :

لن يغيب عن ذهننا ان " التورنادو" او الاعصار الامريكي جاء مصحوبا برياح فرنسية والمانية ايضا وخصوصا الالمانية منها التي " غطت ووطت" بزيارة حميمة قامت بها مستشارتها " انجيلا ميركيل" التي " هللت لاسرائيل وترللت ( من ترللي )" للفسطينيين يعني " ما بقي بالقن او بالخم ولا ريشة" .
خطابها في الكنيست الاسرائيلي ان دل على شيء فعلى مدى جهلها او تجاهلها لما يجري لشعبنا الفلسطيني من موبقات على ايدي حكومات اسرائيل المتعاقبة، ودعمها غير المتردد لامن ويهودية دولة اسرائيل، وتأثرها بالمحرقة النازية وغير آبهة بالمحرقة والابادة الجماعية لشعبنا الفلسطيني، يعني هذه " العجوز العكشة كانت ناقصة شعبنا وكأنوا اللي فيه ما بيكفيه" .
انجيلا يا انجيلا، يؤسفني ان اقول لك ان اسمك على غير مسمى ولا يليق بك ابدا، اسم انجيلا يعني ملاك، وانت ابعد ما يكون عن ان تكوني ملاكا، لانك اظهرت لشعبنا الفلسطيني انك الشيطان بعينه، فمن تتأثر بالمحرقة النازية التي نتأثر بها جميعا وندينها، وتتجاهل المحرقة الفلسطينية وحرب الابادة المستمرة ضد شعبنا لا يمكنها ان تكون ملاكا أي " انجيلا" بل الاحرى ان يكون اسمها " ديابلا" أي شيطانة فالجحيم بانتظارك يا " ديابلا ميركل" انت وامثالك وجميع من هم على شاكلتك .

 

*تشرتشل الاميريكي !!!

الوحش بوش احد اقطاب التورنادو السياسي الامريكي، دخل حالة الهذيان وانفصام الشخصية بحيث بدأ يظن نفسه والله اعلم " تشرتشل عصره" هذا البوش المسكين ما زال يظن انه انتصر بحربه على العراق، وان العالم الآن اصبح اكثر " أمنا !!" بعد صدام، وان الاطاحة بصدام وشنقه ساعد بانقاذ الملايين من العراقيين الذين كانوا مرعوبين بشكل لا يوصف مما كان ينتظرهم من صدام !؟ حالة هذا البوش المسكين النفسية باتت ميئوسا منها وعصية على العلاج، فكيف بالامكان معالجة مريض يعتبر نفسه منتصرا في حرب العراق بينما العالم اجمع شاهد على ما يجري في العراق والملايين التي قتلها هذا المأفون، وما حل بالعراق الذي كان آمنا اكثر ابان حكم صدام على " علاته" الا يرى ماذا فعل بالعراق هذا المأفون؟  لندع العراق جانبا فشعوب العالم اجمع ترى ماذا حل به بعد صدام، وترى الحرية والدمقراطية والامان الذي جلبه بوش للعراق وشعبه، والعالم اجمع انظمة وشعوبا ترى ايضا ماذا حل بامريكا بعد حرب العراق، والعالم اجمع يرى الاقتصاد الامريكي كيف انهار كليا ودولاره كيف اصبح بالحضيض، والنفط الذي كان الهدف الاساسي من حرب بوش المتخلف على العراق اين وصلت الآن اسعاره، والتي تخطت المائة وعشرة دولارات للبرميل الخام الواحد ونسي "تشرتشل زمانه" انه ارسل ديك تشيني الى السعودية مستعطفا مناشدا السعوديين محاولا بيأس اقناعهم بالضغط على منظمة اوبيك لزيادة انتاجها من النفط علّ ذلك يعدل من اسعاره، هذا عدا عن " الزن" بآذان العرب المدجنين امريكيا عن الخطر النووي الايراني .
وماذا عن الذهب والتلاعب باسعاره بايدي المستثمرين في البورصات العالمية وخصوصا بورصة " وول ستريت" بامريكا حيث تخطى الـ 1026 $ للاوقية الواحدة وذلك للمرة الاولى في تاريخ التعامل بالذهب بالبورصات .
مسكين بوش " ورقته احترقت واحترق هو معها، والعالم اجمع بات بانتظار لحظة ذر رماده بالهواء الى غير رجعة على الا يلوثه اكثر مما هو ملوث .
في النهاية لا يسعنا الى ان نأمل ان يعم بالمنطقة باسرها السلام العادل والشامل لينعم جميع اطفالها بمن فيهم الاسرائيليون بالحرية والامان والطمأنينة، فهل نطلب الكثير يا ترى في أملنا هذا؟

(حيفا)

جان زهر *
الأثنين 31/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع