كلمة لا بدّ منها



مع ابتداء العد التنازلي لانتخابات السلطات المحلية ومع انتهاء اعمال المؤتمر السابع للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة يكثر الحديث في الشارع عن هذه الانتخابات، عن هذا المرشح وذاك. من عائلة فلان لعائلة علان، مَن صاحب الحظ الاكبر والاوفر للوصول الى كرسي الرئاسة ومن يجلب اكبر عدد من الاصوات وهكذا فالدواوين ملأى بالاحاديث وكأن الانتخابات للسلطات المحلية انما هي في المنظور القريب. من ناحية اخرى الكل يتساءل اين الجبهة؟ من مرشحها؟ اين هي من هذه الاحاديث والاقاويل؟
قبل كل شيء تحية مباركة للجبهة القطرية بنجاح مؤتمرها السابع، خطوة هامة في مسيرتها النضالية الكفاحية من اجل مستقبل زاهر لجماهيرنا العربية وانطلاقة هامة لتحقيق انتصارات جديدة في معاركها اليومية لمصلحة جماهير الشعب عامة بغض النظر عن الميول السياسية والطائفية والعائلية، فالجبهة هي جبهة كل الجماهير العربية، حاملة على اكتافها هموم وآمال الاقلية القومية العربية كافة في نضالها من اجل المساواة والعيش بحرية وكرامة في ارض الآباء والاجداد. فالظروف الآنية التي نعيشها وخاصة بعد الاحصاءات الاخيرة التي اظهرت مدى العنصرية المتنامية في اسرائيل تجاه العرب يحتم بالضرورة وجود جبهة قوية، متراصة وموحدة، قادرة على المضي بجماهيرنا الى بر الامان وهذا بالطبع يتطلب من كل فرد منا، اختار طريق الجبهة، التضحية والعمل المثابر من اجل المصلحة الكبرى مصلحة الجبهة التي هي البوصلة الآمنة التي تنير الطريق للجماهير. يتطلب من كل فرد منا في الجبهة التضحية بالمصالح الفردية الضيقة من اجل مصلحة الكل.
ان الجبهات المحلية انما هي فروع يانعة للجبهة القطرية وعليها تقع مسؤولية كبيرة في نمو وتطور الجبهة القطرية وفي تقويتها وتنظيمها ومدّها بكل ما يلزم لاجل استمراريتها وعطائها الزاخر، لما فيه مصلحة الجماهير الشعبية على المستوى المحلي ومن اجل السلام العادل والثابت لشعبنا الفلسطيني المناضل من اجل دولة فلسطينية مستقلة على جميع الاراضي التي احتلت عام 67 بما فيها القدس الشرقية عاصمة فلسطين وحل قضية اللاجئين حلا عادلا على اساس القرار 194.
اذًا هناك اهمية قصوى لدور الجبهات المحلية وكوادرها. كلما كانت كوادر الجبهة نشطة وفاعلة على الساحة، وعلى صلة يومية مع الناس بافراحها واتراحها، بحمل همومها والسعي الدؤوب لايجاد الحلول الملائمة لها، كانت الجبهة قوية ومتينة، فقوة الجبهة انما تستمد من الجماهير. لذلك على كوادر الجبهة ان تعطي المثل الاعلى بسلوكها وتضحياتها لكي تكسب الناس الى جانبها، وهنا لا يسعني الا ان اشير بان الجبهة هي تنظيم سياسي – اجتماعي يعمل على مدار السنة وبعيد كل البعد عن الموسمية وهذا يحتم على الجبهة التواصل اليومي مع الناس.
وبما اننا اليوم على ابواب الانتخابات للسلطات المحلية التي من المقرر ان تجري في تشرين الاول/اكتوبر القادم، فعلى الجبهة وكوادرها ان تشحذ العزائم وتضاعف من نشاطاتها وفعالياتها، والاهم من هذا شد البراغي، أي التنظيم وذلك لكي نجتاز مرحلة ما قبل وخلال المعركة الانتخابية بنجاح.
علينا من الآن ان نبدأ بحلقاتنا داخل الاحياء والانتشار في الشارع لشرح سياستنا وبرامجنا والاجابة على كل التساؤلات التي تطرح وليس هناك ما نستحي به. فجبهتنا قدمت وعملت الكثير الكثير لعرابة ان كان ذلك في بناء المدارس ورفع صرح التعليم الى مستوى راق، وشق الشوارع عدا عن المشاريع الكثيرة الاخرى التي شهدتها القرية على مدار سنوات طويلة عندما كانت الجبهة في السلطة، هذا بالاضافة الى المواقف الوطنية المشرفة في دعم شعبنا الفلسطيني في نضاله العادل.
منذ مؤتمر الجبهة الاخير وعلى  مدار سنة كاملة هناك تغييرات ايجابية ملحوظة في عمل الجبهة وخاصة على الصعيد التنظيمي والنشاط السياسي والاجتماعي مما انعكس ايجابيا في انتخابات الكنيست والهستدروت الاخيرتين. اما في المناسبات النضالية كيوم الارض وهبة اكتوبر وغيرها، فقد لاحظنا تواجد الكوادر الجبهوية دون سواها وهذا دليل قاطع على ان الجبهة ماضية في المسار الصحيح. لكن هذا لا يعني اننا في اكمل صورة، بل علينا ان نسعى دائما الى الافضل.
في الآونة الاخيرة يدور الحديث في الشارع العرّابي عن اسماء كثيرة تود طرح ترشيحها في "البرايمريز" لانتخاب مرشح الرئاسة لجبهة عرابة لانتخابات السلطة المحلية، وهذا حق دمقراطي لا غبار عليه. فلكل كادر جبهوي الحق الدمقراطي لترشيح نفسه بغض النظر عن مدى تعداد اصوات عائلته التي يمكن ان يجلبها.
الاهم من كل هذا ما هي غاية المرشح، هل هي المصلحة الذاتية الضيقة ام الحرص على مصلحة الجبهة وتقويتها. هل غايته مصلحة عرابة ام مصلحته ومصلحة عائلته الضيقاين؟ لذلك من المهم جدا ان يجلس كل من يريد طرح ترشيحه بينه وبين نفسه ويفكر كثيرا في اتخاذ القرار واضعا مصلحة عرابة ومصلحة الجبهة فوق كل المصالح الفردية الضيقة.
على كل من يطرح نفسه كمرشح ان يكون صادقا مع نفسه وجبهته، مؤمنا بمبادئ الجبهة ودستورها وليكن الحسم الدمقراطي في "البرايمريز" هو صاحب القرار النهائي والذي علينا جميعا ان نلتزم به، فبعد الحسم الدمقراطي على كادر الجبهة الالتفاف والتراص حول خيار وقرار المؤتمر والسعي والعمل الدؤوب لانجاح الجبهة ومرشحها.
مصلحة الجبهة هي مصلحتي وقوة الجبهة هي قوتي، فإلى الامام من اجل عرابة قلعة وطنية شامخة.

(عرابة البطوف)

خليل عبد القادر ياسين *
الخميس 3/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع