وطلع من بيت "الكرحوت" شيء يقول بع!



معروف عن "ام نادر" انها لا تتخلّف عن ركب أي من النشاطات النضالية، ولا تكتفي باثبات وجودها بالمشاركة الجسدية، بل لا تتخلى عن دورها في قيادة الركب، فقد وهبها العلي القدير قدرة ابداعية في ترتيل الاغاني الشعبية وتحويرها من حيث المدلول والمعنى، ولا تستطيع الفرق الموسيقية التابعة للحركة الاسلامية في منافسة ام نادر في تحوير وتغيير كلمات الاغاني الشعبية الشائعة جماهيريا بشكل يخدم القضية الوطنية الملتهبة. وتمتلك ام نادر صوتا جهوريا قويا "يفرق مظاهرة". وتشغل بجدارة مكانة حادي المسيرات والمظاهرات الشعبية، تقفز كالنمر على سيارة "الجيب"، تمتشق بوق المايكريفون وتبدأ بترديد الشعارات والاهازيج الكفاحية والشبان والصبايا والنساء والرجال يرددون من بعدها انغام حياتنا.
صادفتها عند اختي الحاجة فاطمة ام خالد تحتسي القهوة وتأخذ نفَسا من الراحة بعد مجهودها المبذول في مظاهرة "يوم الارض" الخالد في عرابة البطوف. قلت لها "يعطيك العافية، بعدك في عز شبابك ولن يصدق احد ان ارجلك خفشت عتبة السبعين سنة"! "شكرا على المجاملة والتوجهن يا سويد اليمن، وبعد ضحكة قصيرة، تابعت، اليوم في المظاهرة اعتدوا علي وسرقوا من خبزي، وانا مبسوطة جدا من هذا الاعتداء، ربنا يكثر امثاله". "شايفك صرتي تحكي الغاز مخمّس مردود، منذ متى اصبح العدوان عملا محمودا يا ست الوطنية"؟! قلت بلهجة ما بين الجد والهزل، ابتسمت وقالت "لا تروح بعيدا في افكارك مين كان يصدق ان يطلع من بيت الكرحوت "عوض الدّغل" شيء يقول بع، تصور ان ابنه "فارس" الطالب في جامعة حيفا اعتلى "الجيب"، قشّطني المايكريفون واخذ يردد الشعارات والاهازيج الوطنية الكفاحية بصوت شبابي يفلق الصخر، فرّت الدمعة من عيني فرحا ولساني يلهج سبحان مغيّر الاحوال من حال الى حال"!!
وتابعت، رفيقتكم "نوّارة" بنت حنا اليعقوب هي من اطلق على عوض الدغل لقب الكرحوت، فأيام انتفاضة شعبنا الاولى درنا انا ونوارة في حملة جمع الاغاثة لشعبنا المنكوب بجرائم الاحتلال في المناطق المحتلة، دخلنا بيت عوض الدغل، حفي لسان نوارة وهي تشرح له اهمية دعم صمود شعبنا، لحمنا ودمنا، ولكن كلامها الذي يقنع الصخر كان وقعه مثل الطبل عند الاطرش، ولم يعرنا سكوته بل اخذ يردح ويشتم شعبه الغوغائي الذي يرفس بارجله نعيم الاحتلال الحضاري الاسرائيلي. لم استطع الصبر وتحمل وقاحته الخيانية، قلت لنوارة قومي احسن ما يطولنا طراطيش من دنس هذا الخنزير، اما نوارة فقالت، ما كنت اتصور انك كرحوت (شديد البخل) وبدون ضمير وحس وطني!! حاولت اقناع نوارة ان لا نضيع وقتنا عبثا مع الكرحوت فتاريخه لا يشرفه ولا يشرف ابناءه، ولكنها اصرت وقالت "بقاء الحال من المحال"، ربما قد تغير، فقبل "يوم الارض" الاول في الستة والسبعين بشهر تقريبا قال لي ابني حسن الاصغر من نادر، ان حزبنا يقوم بمبادرة اقامة لجان للدفاع عن الارض العربية في كل مدينة وقرية لمواجهة غول المصادرة السلطوية، وان تكون اللجنة من مختلف هويات الانتماء، وفي حينه وكل سكرتير الحمر خليل خوري (ابو سخي) ورفيقه الاستاذ مطانس مطانس (ابو جريس) ابني حسن وسلمان مرزوق وسهيل خوري ان يتصلوا بعوض الدغل ويقترحوا عليه العضوية في لجنة الدفاع عن الارض المحلية، خاصة وانه من ملاّك الارض. استقبلنا الدغل في البداية بترحاب مبالغ فيه، ولكن عندما حدثه سلمان مرزوق (ابو الوليد) عن هدف زيارتنا له، امتقع لونه وهب واقفا مذعورا كأن افعى لسعته في قفاه وجعر "انت يا ابن رجا مرزوق ابوك عامل وحالتكم انظف من قفا الخطيب من ناحية ملكية الارض وانت يا حسن ويا ابن الخوري من اللاجئين في بلدنا ولا يملكون شبرا من الارض، جئتم لتخربوا بيتي وحالتي مع الحكومة، شو خصكم بالارض والدفاع عنها وانتم لا تملكونها"!! اجابه حسن، لن يكون لك من الارض سوى مساحة حفرة دفنك، اما الارض بالنسبة لنا فهي الوطن الباقي لأبد الآبدين!!
ما رأيك يا جارنا في تصرف فارس ابن الكرحوت؟ قلت، تصرف فارس يعكس ما نؤكده دائما نحن الحمر انه يجب دائما الابتعاد عن الآراء المسبقة وعدم محاسبة الابن والحفيد او تقييمهما بجريرة الاب او الجد او حسم الامور بشكل مطلق "يا اسود يا ابيض" في غربة عن واقع تعددية الوان قوس القزح، فمثل فارس فوارس وفرسان شبوا على الطوق ونفضوا الغبار الموروث لينطلقوا في مسيرة الشرف والنضال والكرامة الوطنية.
- قالت ام نادر: قال رئيس لجنة الرؤساء والمتابعة المهندس شوقي خطيب ان الدم السلطوي يهدد بهدم خمسة وعشرين الف بيت عربي، والعنصرية ضاربة اطنابها ومصادرة ارض العرب مكشرة عن انيابها، ألسنا مقبلين على ايام ارض اخرى؟
قلت – هذا مأخوذ في الحسبان يا ام نادر، والحاجة اصبحت ملحة لاقامة اللجان الشعبية دفاعا عن الارض والمسكن وجذور البقاء.
د. احمد سعد
الخميس 3/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع