روسيا تحذّر من ضم جورجيا واوكرانيا الى "الاطلسي": "خطأ استراتيجي كبير له تداعيات أمنية خطيرة"



بوخارست - وكالات - ارجأت قمة الحلف الاطلسي في بوخارست أمس الخميس انضمام اوكرانيا وجورجيا الى وقت لم تحدده، رغم ضغوط واشنطن لضم هاتين الدولتين، وذلك على خلفية معارضة باريس وبرلين اللتين تتحاشيان مواجهة مع روسيا.
ووعد قادة الدول ال26 الاعضاء في الحلف بمراجعة قضيتي كييف وتبيليسي في نهاية العام 2008.
ففي ختام مناقشات حادة اخرت اعمالهم اكثر من ساعتين رفض القادة في الوقت الراهن منح البلدين المذكورين صفة مرشح رسمي للانضمام.
لكنهم التزموا ضمهما الى الحلف الاطلسي على المدى البعيد.
وقرر قادة الحلف ان يواصل الاخير التحاور مع جورجيا واوكرانيا وان يراجع ملفهما في كانون الاول مع اجتماع وزراء الخارجية.
وعشية اجتماعهم في بوخارست ايضا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حرص القادة الغربيون على عدم اعطاء روسيا التي ترفض توسع الحلف نحو الشرق حق فيتو ضمنيا على هذا الموضوع.
وقال الامين العام للحلف ياب دي هوب شيفر وهو يتلو نص البيان امام الصحافيين "يرحب الحلف الاطلسي بالطموحات الاوروبية الاطلسية لاوكرانيا وجورجيا وقد التزم قادة الحلف ان يصبح هذان البلدان عضوين في الحلف يوما ما".
وسبق هذا التوافق مناقشات حادة حتى اللحظة الاخيرة بين رؤساء دول وحكومات الدول الاعضاء ال26 وفق ما افاد دبلوماسيون.
وخلال مأدبة العشاء الافتتاحية الاربعاء اخفق قادة الحلف في التفاهم على مسألتي جورجيا واوكرانيا رغم ضغط اميركي شديد.
واعتبرت فرنسا والمانيا ان منح صفة الترشيح الرسمي لا يزال سابقا لاوانه وذلك رغبة منهما في تفادي مواجهة جديدة مع روسيا التي ابدت استياءها لاستقلال اقليم كوسوفو.
وتعتبر المانيا وفرنسا ومعهما نحو عشر دول ان اوكرانيا وجورجيا لا تشكلان ديموقراطيتين ناضجتين ومستقرتين بالنسبة الى الحلف الاطلسي.
وعلى مدى يومين كان الرئيس الاميركي جورج بوش حض حلفاءه على ان يشملوا البلدين المذكورين في خطة العمل من اجل الانضمام وهي المرحلة النهائية التي تمهد لدخول الحلف وان كانت تفتقر الى ضمانات بهذا الشأن.
واعلن بوش ان الحلف اوضح في بوخارست ان "عملية التوسيع ستواصل تقدمها" من دون ان يسمي جورجيا واوكرانيا وذلك في رسالة ايجابية الى روسيا.
وفي اول رد فعل لموسكو اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر غروشكو ان انضمام جورجيا واوكرانيا الى الحلف الاطلسي سيكون "خطأ استراتيجيا كبيرا له تداعيات خطيرة على الامن في اوروبا".
في المقابل وصفت جورجيا الوعد الذي تلقته من الحلف بانه "تاريخي".
وقال الوزير الجورجي لشوؤن الانضمام الى اوروبا غيورغي باراميدزه لوكالة الصحافة الفرنسية انه "تمت الموافقة على ان نتقدم نحو انضمام الى الحلف الاطلسي ونعتبر هذا الامر نجاحا تاريخيا".
واتفق قادة الحلف على دعوة البانيا وكرواتيا الى بدء مفاوضات الانضمام على ان يصبح هذان البلدان خلال بضعة اشهر العضوين السابع والعشرين والثامن والعشرين في الحلف الرأسمالي الذي انشىء العام 1949 والذي يشهد عملية توسيعه السادسة علما انها الثالثة منذ انتهاء الحرب الباردة العام 1990.
اما مقدونيا المرشح البلقاني الثالث فاصطدمت باستخدام اليونان للفيتو على خلفية خلاف قديم مع اثينا حول تسمية الجمهورية اليوغوسلافية السابقة. وترى اليونان ان اسم مقدونيا يشكل جزءا من تراثها التاريخي ويهدد سلامة اراضيها

الجمعة 4/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع