السلام نعمة كبرى يصر حكام اسرائيل على دوسها!!



لكلمة السلام، مغزاها العميق ونتائج لا تثمن في افادتها للانسان وللطبيعة على حد سواء، ومغزاها يوازي بقيمته كلمات عميقة مثل: الام والحب والنور والحياة والصدق والجمال والسعادة والاستقامة والضمير الحي والحديقة الغناء بازهارها وطيورها. والنضال من اجل توطيد السلام في كل مكان والقضاء على كل ما يزعزعه ويشوه قيمه الجميلة، يعني النضال الحقيقي للحفاظ على بهجة الامومة وجمالية النفس والنوايا والافكار والضمائر والممارسات الانسانية، ولكن وبناء على الواقع، هناك من ترعبهم كلمة السلام، لان رسوخه ورفرفة رايته الجميلة وديمومته يفقدهم مصادر تكديس الارباح الناجمة عن صنع وانتاج وسائل الحرب والقتل والتدمير والاصرار على نهب خيرات الشعوب.
ويصرون في اسرائيل على سد الطريق المؤدية الى انجاز السلام الحقيقي العادل والدائم والراسخ باكوام الافكار الاستعلائية العنصرية الحربية وترسانة المدافع والقنابل والدبابات والمستوطنات والاسلاك الشائكة ونهج عدم الثقة، وردا على دعوات و متطلبات السلام الحقيقي والدائم والراسخ، لا يسمع منهم الا صليل السلاح والتشدد في التعنت لمواصلة الاحتلال بشتى الحجج، واجراء التدريبات والاستعدادات للحرب القادمة، والاصرار على اقامة سلوكهم على الكذب والحقد والصلف وابادة الفلسطيني عمدا.
ان نتائج الحروب والتدمير والقتل التي شهدتها البشرية ولا تزال، يجب ان تثير وتدفع الناس للنضال ضد مشعلي الحروب الذين يقيمون سعادتهم وافراحهم واسرافهم في البذخ والتبذير واللهو على آلام واوجاع وشقاء الناس وهدر دماء البشرية. وفي اعتقادي ان مهمة الساعة التي لا تقبل اي تأجيل في الدولة هي رص الصفوف وتشديد النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي واستئصال اسباب الحرب ووقف الاستعدادات الجارية لشنها، ومنها تمرين الطوارئ والدفاع المدني الذي سيجري في الثامن من الشهر الجاري، والذي لم تشهد الدولة مثيلا له منذ قيامها!!
تتجسد مأساة حكام اسرائيل في انهم احتلوا الاراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية بالقوة، ويريدون علاوة على ذلك امتلاك ونيل قلوب ورضا ومحبة اهلها رغم ما يمارسونه ضدهم من ظلم وقتل وقمع ودوس كرامة وحقوقواحتقار، نعم، لقد تمادوا في طغيانهم حتى سولت لهم انفسهم طلب المودة والاحترام من الرازحين تحت الاحتلال، فهل هناك اوقح وارذل من ذلك الطلب؟ ولقد حمض الحليب في العلاقات بسبب تعنت حكام اسرائيل واصرارهم على اطعام الفلسطينيين والسوريين الحليب المحمض عمدا، ولرفضهم تناول الحليب المحمض، ينعتون من قبل حكام اسرائيل واجهزة اعلامهم المختلفة بالارهابيين واللاانسانيين الذين لا يستحقون الحياة!
تجري المباريات في مختلف المجالات الانسانية التي يثبت فيها كل مشارك مدى قدراته ومؤهلاته وابداعاته، ولكن حكام اسرائيل يصرون على التنافس فيما بينهم في من سيقتل اكثر من الفلسطينيين ومن سيهدم البيوت اكثر في المناطق المحتلة وفي المدن والقرى العربية في اسرائيل، و في من سيستغل العمال اكثر ويجني الارباح اكثر وفي من سيزيد ميزانيات الاحتلال والحرب والاستيطان اكثر، وفي من سيزيد عدد الفقراء والجائعين والعاطلين عن العمل اكثر، ومن سيشتري طائرات حربية ودبابات ومدافع وقنابل ومتفجرات وبنادق اكثر، وفي من سيدير قفاه لهموم ومشاكل وآلام الناس اكثر، وكل ذلك هو سحنة من سحنات الاستعمار التي لا تتغير الا في اتجاه واحد وهو ان تكون اكثر بشاعة وقسوة وترهلا وحقدا واجراما، نعم يتنافسون فيما بينهم في من سيبصق اولا ودائما في مكان الحب ويبول فيه ويلوثه بالاوساخ المختلفة وفي من سيبرز سحنة الكراهية اكثر للعرب وبالتالي لشعبهم نفسه من خلال ابقائه في مستنقع الاستعلاء والعنصرية ودوس القيم الانسانية وحسن الجوار وحق الآخرين في العيش كبشر باحترام وكرامة وراحة بال في ظل السلام العادل والراسخ، وبسبب اصرارهم على التنافس الخطير في ساحة الحرب والاحتلال والتنكر للقيم الانسانية ودوسها، فان بذور النداءات لانجاز السلام الحقيقي تقع في تربة قاحلة، ولكن الاصرار على تشديد النضال اليهودي العربي المشترك من اجل انجاز السلام وانهاء الاحتلال ومن اجل ولوج الطريق المؤدية مئة بالمئة الى حديقة الحياة وجماليتها، لا بد ان يجعل تلك التربة خصبة ويزيد عدد الذين سيتوجهون الى ساحات النضال من اجل السلام العادل والدائم، ومن هنا المطلوب في اعتقادي المبادرة ولتكن جبهوية، وبالتعاون مع حركات السلام والقوى الدمقراطية اليهودية الى حملة جمع مليون توقيع من اجل السلام العادل القائم على انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية و السورية واللبنانية والعودة الى حدود(5/6/1967 (وعدم جمع تلك التواقيع سيفضح اكثر الطغمة الحاكمة في الدولة ويقدم الدليل ضدها ويدينها برفضها للسلام الحقيقي، وباصرارها على النفخ في نيران مواقد الحرب، نعم انهم يصرون على التعريج بشعبهم عن طريق السلام والسعادة وحسن الجوار الى صحراء الحقد العنصري واشعال مواقد الحرب والعنصرية.
ان النعمة الكبرى هي السلام العادل والراسخ والمطلوب تبنيها ورؤية النتائج الناجمة عن النضال من اجلها، فما هو الافضل رؤية الحديقة عامرة وجميلة بازهارها واطيارها ونوافيرها والاطفال تمرح وتلعب فيها، ام رؤيتها مدمرة ومحروقة؟
وفي مقابل الصوت الرسمي الحكومي المدعوم بصوت القوى اليمينية الاستيطانية الحربية المتطرفة، المستهتر بقيم الحياة والانسانية الجميلة، يدوي الصوت الشيوعي النافخ في ناي حب الحياة الجميلة والداعي لتشديد النضال ضد الذين يصرون على ان يكونوا من هواة الجيف والدمار الذين يروق اسماعهم دوي القنابل ويمتع ابصارهم مناظر البيوت المهدمة والاشجار المحروقة والجثث المحروقة والمنكل بها.
وللسلام كي يكون ناجزا وراسخا دائما متطلباته، وسنبقى نرددها دائما ولا نمل من تكرارها حتى تتحقق، وتلك المتطلبات تتجسد بوضوح في برنامج الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة وعمودها الفقري، الحزب الشيوعي الاسرائيلي اليهودي العربي الاممي، وكل تأجيل في تبني هذا البرنامج الانساني الجميل معناه المزيد من الآلام والكوارث والمصاعب والدوس على قيم الحياة الانسانية الجميلة وابقاء مواسير المدافع وفوهات البنادق، ومحتويات الالغام والترسانة العسكرية والاسلاك الشائكة هي التي تتكلم وتتنكر لحق الانسان في العيش باحترام وكرامة في حديقة الحياة.

سهيل قبلان
السبت 5/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع