ألمربية



في قرية جبلية لا اريد ذكر اسمها احتراما لابنائها الطيبين لكي لا يروح الصالح في "عزا الطالح" ،عاشت مربية اجيال عزباء "عانس" فرحمت بعزوبتها وعنسها الرجال الصالحين والطالحين وستفهم عزيزي القارئ نقمتي عليها في السطور التالية:
حدثني ولدي الذي تعلم في المدرسة التي ادارتها وكان في الصف الخامس الابتدائي قال:
تعلم معي ولد من عكا فقير الحال من عائلة محطمة كان يعيش في احدى المؤسسات التابعة للشؤون الاجتماعية قرب المدرسة، وقد كان اقرب الاولاد الي فكنا غريبين" وكل غريب للغريب قريب"
لقد عودتني امي ان اتزود كل يوم بزوادتين واحدة لي والثانية له كان اسمه محمود.
في صباح احد الايام نادتني المربية الى غرفتها وفاجأتني بالسؤال: هل حقا ما يقولون لي انك تأتي بزوادة لمحمود؟
اجبت "ملخوما" بالايجاب بهزة رأسي لاني شممت رائحة التوبيخ في سؤالها لي
واستطردت المديرة: هل تعلم انه يأكل افضل مما تأكل؟
سكت خائفا من لهجتها،استطردت صارخة حتى "لمستني لمس": من الآن فصاعدا اياك  ثم اياك ان تعطيه اي شيء وعندما لاحظت خوفي منها اضافت لتخفي حقدها الدفين"بعدين هذول اولاد المؤسسة مش من مستواك!"
خرجت من الغرفة مطاطئا رأسي  كمن "عامل عمله"
في اليوم التالي لم اجرؤ على احضار زوادة لمحمود وفي  اليوم الثالث سألني محمود:
لماذا لم تأتني بزوادة منذ  ثلاثة ايام ؟
سكت
وسكت محمود
خجلت
وخجل
وبعدها اختفى محمود وقضيت ايامي بلا زوادة جالسا على الدرج وحدي.
لم يمض وقت طويل واتهمني طلاب صفي باني "شحبرت" على اللوح اثناء فرصة الخمس دقائق.
وبّختني المربّية وطردتني من المدرسة تحت وابل من المطر عائدا الى قريتي.
في هذه القرية الجبلية وبأهلها الطيبين عاثت هذه المربية فسادا طائفيا ودينيا وعائليا
فكيف  نشكو اليوم من العنف المتفاقم في هذه القرية دون غيرها؟
والام مدرسة
اما المديرة فليست اما
بل مجرمة
قتلت اجيالا
قتلت غدا كان قد يصير مشرقا

محمد بكري
الأحد 6/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع